تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
يا بُنيّ، يا من أراد السير إلى الله،
إنّ نفسك أمانة بين يديك، فإن لم تشغلها بالحقّ شغلتك بالباطل،
فابدأ بإصلاحها، فإنّ من أصلح نفسه ملكها، ومن أهملها أهلكته.
🔹 طهّر قلبك من الغلّ والحسد،
فإنّ الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب،
ولا تفرح بسقوط أحد، فإنّ فرحك ببلاء أخيك بلاءٌ لقلبك.
🔹 عوّد نفسك الصبر،
فإنّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد،
ولا تستعجل ثمرةً قبل أوانها،
فإنّ من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
🔹 اجعل لنفسك وقتًا للمحاسبة،
فإنّ النفس أمّارة بالسوء إلا من رحم الله،
وإنّ أنفع الناس من شغلته عيوبه عن عيوب غيره.
🔹 زَيِّن نفسك بالحياء،
فإنّ الحياء مفتاح كلّ خير،
ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه.
🔹 كفّ غضبك،
فإنّ الغضب يُفسد الإيمان كما يُفسد الخلّ العسل،
واطفئ نيران الغضب بذكر الله،
فإنّ ذكر الله يسكّن الفؤاد ويهدّئ النفس.
🔹 احفظ لسانك،
فإنّ اللسان بريد القلب،
ومن أكثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قلّ حياؤه،
ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه.
🔹 احذر من طول الأمل،
فإنّ من طال أمله ساء عمله،
واجعل يومك كأنّه آخر أيّامك،
فإنّ غدًا مجهول، والساعة آتية لا ريب فيها.
🔹 وكن لله كما يحبّ،
يكن لك فوق ما تحبّ،
واجعل قلبك مسكنًا لذكره،
فإنّ القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، وجلاؤها ذكر الله.
وفي الختام :
«من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس،
ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه،
ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.»