بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
قال الشاعر :
فتشاطرت هي والحسين بنهضة
حتم القضاء عليهما ان يندبا
هذا بمشتبك النصول ... وهذه
في حيث معترك المكاره في السبا
زينة البيت العلوي الشريف..
في الخامس من شهر جمادى الاولى وضعت الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام إيماناً وشرفاً وطهارةً وعفةً، وقد استقبلها أهل البيت وسائر الصحابة بمزيدٍ من الابتهاج والفرح والسرور، وأجرى الإمام أمير المؤمنين على وليدته السنة النبوية..
حملت السيدة الزهراء وليدتها المباركة إلى ابيها ليسميها فأخذها وجعل يقبّلها، وهو يقول: ما كنت لأسبق رسول الله.
وعرض الإمام على النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يسمّيها، فقال: ما كنت لأسبق ربّي.
وهبط رسول السماء على النبي، فقال له: سمّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم.
وقد لقبت ب: عقيلة بني هاشم، العالمة، عابدة آل عليّ، الكاملة، الفاضلة..
وفي بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل نشأت مولاتنا زينب، وقد غذّتها اُمها سيّدة نساء العالمين بالعفّة والكرامة ومحاسن الأخلاق والآداب، وحفظتها القرآن، وعلّمتها أحكام الإسلام، وأفرغت عليها نوراً من مُثلها وقيمها حتى صارت صورة صادقة عنها.
شاهدت جدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) يغدق عليهم بفيض من تكريمه وتبجيله وعطفه وحنانه، كما اُحيطت بهالة من التعظيم والتبجيل من أبيها وأخوتها، فهي حفيدة النبي (صلّى الله عليه وآله)، ووريثة مُثُله وقيمه وآدابه، كما كانت لها المكانة الرفيعة عند العلماء والرواة.
كانت مولاتنا الحوراء آيةً في ذكائها وعبقريتها، وقد بهر الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) من شدّة ذكائها، قالت له يوماً: أتحبّنا يا أبتاه؟.
فأسرع الإمام قائلاً: وكيف لا اُحبكم وأنتم ثمرة فؤادي.
فأجابته بأدبٍ واحترامٍ: يا ابتاه، إنّ الحبّ لله تعالى، والشفقة لنا..
فتعجب الإمام (عليه السّلام) من فطنتها، فقد أجابته جواب العالم المنيب إلى الله تعالى، وكان من فضلها واعتصامها بالله تعالى أنّها قالت: من أراد أن لا يكون الخلق شفعاؤه إلى الله فليحمده، ألم تسمع إلى قوله: سمع الله لمن حمده، فخف الله لقدرته عليك، واستح منه لقربه منك.
ولما كبرت السيدة زينب انبرى الأشراف والوجوه إلى خطبتها والتشرّف بالاقتران بها، فامتنع الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) من إجابتهم، وتقدّم لخطبتها فتىً من بني هاشم وأحبّهم إلى الإمام، وهو ابن أخيه عبد الله بن جعفر، فأجابه الإمام إلى ذلك ورحّب به.
لها من الاولاد:
1- عون: وقد صحب خاله الإمام الحسين (عليه السّلام)، في رحلته فلما كان يوم العاشر من المحرم، تقدم إلى الشهادة بين يدي خاله.
2- علي الزينبي.
3- محمد.
4- عباس.
5- السيّدة اُمّ كلثوم.
