بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلِ على محمد و آل محمد
كلّ الأسماء والصفات تنتهي إلى اسمٍ واحد، هو أصلها ومبدؤها ومنتهاها… «الله».
لفظ الجلالة هو مفتاحٌ للغيب، وبابٌ للمعرفة، ومرآةٌ تعكس سرّ الولاية والرحمة والقيّومية الإلهية.
عظمة ولاية آل محمد عليهم السلام في معنى لفظ الجلالة
الولاية هي المظهر الكامل للّفظ الجلالة، فالله لا يُعرف إلا بأوليائه.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«نحن الأسماء الحسنى التي بها يُستجاب الدعاء».
فحين تقول «الله»، فأنت تنادي من تجلّى في محمدٍ وآل محمدٍ عليهم السلام نوراً وهدايةً ورحمة.
ومن أحبّهم فقد أحبّ الله، ومن والى ولايتهم فقد دخل في دائرة الاسم الأعظم.
صفة الحيّ القيّوم
في قوله تعالى:
﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة:255].
«الحيّ» أي الذي لا يعتريه موت ولا فناء، و«القيّوم» أي القائم على كل نفس بما كسبت، القائم على كل وجود بوجوده.
يقول الإمام علي عليه السلام:
«قيامُهُ بنفسِهِ دليلٌ على أنَّه لا يحتاجُ إلى غيرِهِ، وقيامُ كلِّ شيءٍ به دليلٌ على أنَّهُ ربٌّ».
ذكرٌ مهمّ لكفاية المهمّات
ذكرٌ مهمّ لكفاية المهمّات
من الأذكار المجرّبة عن أهل البيت عليهم السلام:
«يا الله يا حيّ يا قيّوم، برحمتك أستغيث فأغثتي، أصلح لي شأني كلّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ».
هذا الذكر يُفتح به باب الفرج، ويُغلق به باب الهمّ، لأنّ «الله» هو الاسم الذي إذا دُعي به استجاب، وإذا سُئل به أعطى.
لماذا لم يصف الخالق ذاته؟
لأنّ الذات الإلهية فوق الوصف،
قال تعالى:
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11].
فالخالق عرّفنا بآثاره لا بذاته، لئلّا تضلّ العقول، ولئلاّ تُقاس الأزلية بالمحدودية.
ومن هنا قال الإمام علي عليه السلام:
«كَمَالُ التَّوْحِيدِ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ».
معنى الرحمن الرحيم
معنى الرحمن الرحيم
«الرحمن» رحمةٌ عامة تشمل كلّ الخلق،
و«الرحيم» رحمةٌ خاصة بالمؤمنين.
قال تعالى:
﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156].
«يا رحمانَ الدنيا والآخرة، ورحيمَهما، ارحمني تغنيني بها عن رحمة سواك».
فالرحمة ليست فقط في العطاء، بل حتى في البلاء.
البلاء في باطنه نعمة، يطهّر القلب ويقرّب من الله.
قال الإمام الصادق عليه السلام:
«إنّ العبد إذا أحبّه الله غتّه بالبلاء غتًّا، فإن دعا قال له: لبيّك عبدي، لئن عجّلت لك ما سألت لأخّرت لك ما هو خير لك».
فالبلاء ليس سخطًا، بل نداءٌ من الله يقول: "عد إليّ".
معاني الاسم الأعظم وأركانه
الاسم الأعظم هو الاسم الجامع لكل صفات الكمال،
يقول الإمام الباقر عليه السلام:
«الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً، كان عند آصف حرفٌ واحد فتكلم به فخسف الله بالأرض ما بينه وبين عرش بلقيس، ونحن عندنا اثنان وسبعون حرفاً، وحرفٌ استأثر الله به في علم الغيب عنده».
أركان الاسم الأعظم أربعة:
- الإخلاص في النية
- المعرفة بالحقّ وأوليائه
- صفاء القلب من الكِبر والهوى
- العمل الصالح الموافق للرضا الإلهي.
كيف تكون اسماً أعظم؟
حين يصبح قلبك مرآةً صافية لرحمة الله وعدله ونوره،
حين تفيض على الناس لطفاً، وتستر عيوبهم، وتحبّهم لله،
حين تكون رحيمًا بالخلق كما هو رحيمٌ بك،
عندها تصير مظهراً من مظاهر الاسم الأعظم.
قال الإمام الصادق عليه السلام:
«تخلّقوا بأخلاق الله إن استطعتم، فإنّ الله رحيمٌ يحبّ الرحماء».
«الله» مقامٌ يُعاش، وسرٌّ يُنكشف على قدر صفاء القلب.
من عرف الله أحبّ أولياءه، ومن أحبّهم دخل في دائرة الاسم الأعظم، ومن دخل فيها لم يخف شيئاً بعد ذلك.
﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
فكن يا إنسان شعاعًا من ذلك النور
فكن يا إنسان شعاعًا من ذلك النور
