بسم الله الرحمن الرحيم
1 – ان إطعام الطعام فعل راجح مطلقاً في الإسلام من دون أي قيد أو شرط بدليل ما روي عن أبي عبد الله الصادق (ع) بسند صحيح, قوله: «جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَفْشُوا السَّلَامَ وَ صِلُوا الْأَرْحَامَ وَ تَهَجَّدُوا وَ النَّاسُ نِيَامٌ وَ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَ أَطِيبُوا الْكَلَامَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَام»(1).
وعنه (عليه السلام) بسند صحيح – أيضاً – عن آبائه صلوات الله عليهم, قال: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُذْعَانَ, فَقِيلَ لَهُ: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَام»(2).
وما روي صحيحاً – أيضاً – عن أبي الحسن (عليه السلام), قوله: «مِنْ مُوجِبَاتِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِطْعَامُ الطَّعَامِ»(3).
وغيرها كثير عرضنا عن ذكرها في هذه العجالة.
فهذه الأحاديث تدلّ بوضح على فضيلة إطعام الطعام ورجحانه في شريعة سيد المرسلين.
2 - الإستدلال على مشروعية إطعام زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وسقيهم وخدمتهم, بل وعلى فضيلة ذلك واستحبابه يكون بالضبط على غرار إطلاق رجحان إفشاء السلام, والصلاة والناس نيام, من دون قيد أو شرط أيضاً.
وفضلا عن ذلك فقد روي صحيحاً عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قوله: «وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ شُعْثٌ غُبْرٌ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ شَيَّعُوهُ حَتَّى يُبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ وَ إِنْ مَرِضَ عَادُوهُ غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً وَ إِنْ مَاتَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَ اسْتَغْفَرُوا لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»(4).
فإذا كانت الملائكة بنفسها وقدسها وشرفها قائمة على زوار الحسين (عليه السلام) وكان بهذه الدرجة من العناية والاهتمام, فما بالك بمن هو دون الملائكة من الناس ويعمل عملهم بالقيام على خدمة زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
إذن فالعناية والاهتمام بزوار الحسين (عليه السلام) تُعدّ من أعظم الطاعات وأشرف القربات, وغير هذا وذاك فهي من أعمال الملائكة المقدسة(5).
(6)إذا شرب أحدكم الماء وذكر الحسين عليه السلام، فليقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، ورحمة الله وبركاته، ثم اشرب، واجعل من الماء شيئاً، ثم ارفعه وانظر إليه، ثم قل ثلاثاً: السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين، ثم اشرب، فإنه شفاء من كل داء.
عن الإمام عليّ عليه السلام: "إنَّ الله تبارك وتعالى اطَّلع إلى الأرض، فاختارنا، واختار لنا شيعة، ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا،
ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منّا وإلينا"(7)
وفي مناجاة موسى عليه السلام، أنَّ الله تعالى قال له: "يا موسى، ما من عبدٍ من عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى وتعزَّى على وَلَد المصطفى، إلَّا وكانت له الجنّة ثابتاً فيها، وما من عبدٍ أنفق من ماله في محبّة ابن بنت نبيّه –طعاماً وغير ذلك، درهماً أو ديناراً- إلَّا باركت له في دار الدنيا الدرهم بسبعين، وكان معافى في الجنّة، وغفرت له ذنوبه"(8).
أقول :
ومن الواضح أنّ إطعام الطعام على حبّهم عليهم السلام من مصاديق بذل المال فيهم عليهم السلام. والروايتان تمدحان الباذل والمنفق في محبة أهل البيت عليهم السلام، وبأنّه يعطى مقاماً عالياً كما في قوله عليه السلام : "أولئك منّا وإلينا". وأنّ البركة تحلّ بمال المنفق فينمو ويكثر، وكذلك يكفي المنفق أن يكون معافىً في الجنّة وقد غُفرت ذنوبه .
نعم الاطعام على حبّ الحسين عليه السلام
اتّضح هذا الأمر من رواية مناجاة موسى عليه السلام في قول الله تعالى: "وما من عبدٍ أنفق من ماله في محبّة ابن بنت نبيّه – طعاماً وغير ذلك،...". ولا يُراد من ابن بنت نبيّه إلّا الحسين عليه السلام؛ لأنّه هو الذي ورد في الفقرة السابقة من الرواية أنّه يُبكى عليه، فضلاً عن ثواب من يبكيه.
___________________________________
1- المحاسن , ج2/ص387.
2- المصدر نفسه, ج2/ ص389.
3- الكافي , ج4/ ص50.
4 - الكافي , ج4/ ص581.
5- ينظر: الرسول المصطفى, ص695.
6 ـ البحار ج 44 ص 192 .
7 ـ الخصال للشيخ الصدوق ص 635 .
8 ـ جامع أحاديث الشيعة، ج12، ص557 .
1 – ان إطعام الطعام فعل راجح مطلقاً في الإسلام من دون أي قيد أو شرط بدليل ما روي عن أبي عبد الله الصادق (ع) بسند صحيح, قوله: «جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَفْشُوا السَّلَامَ وَ صِلُوا الْأَرْحَامَ وَ تَهَجَّدُوا وَ النَّاسُ نِيَامٌ وَ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَ أَطِيبُوا الْكَلَامَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَام»(1).
وعنه (عليه السلام) بسند صحيح – أيضاً – عن آبائه صلوات الله عليهم, قال: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُذْعَانَ, فَقِيلَ لَهُ: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَام»(2).
وما روي صحيحاً – أيضاً – عن أبي الحسن (عليه السلام), قوله: «مِنْ مُوجِبَاتِ مَغْفِرَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِطْعَامُ الطَّعَامِ»(3).
وغيرها كثير عرضنا عن ذكرها في هذه العجالة.
فهذه الأحاديث تدلّ بوضح على فضيلة إطعام الطعام ورجحانه في شريعة سيد المرسلين.
2 - الإستدلال على مشروعية إطعام زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وسقيهم وخدمتهم, بل وعلى فضيلة ذلك واستحبابه يكون بالضبط على غرار إطلاق رجحان إفشاء السلام, والصلاة والناس نيام, من دون قيد أو شرط أيضاً.
وفضلا عن ذلك فقد روي صحيحاً عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قوله: «وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ شُعْثٌ غُبْرٌ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ شَيَّعُوهُ حَتَّى يُبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ وَ إِنْ مَرِضَ عَادُوهُ غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً وَ إِنْ مَاتَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَ اسْتَغْفَرُوا لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»(4).
فإذا كانت الملائكة بنفسها وقدسها وشرفها قائمة على زوار الحسين (عليه السلام) وكان بهذه الدرجة من العناية والاهتمام, فما بالك بمن هو دون الملائكة من الناس ويعمل عملهم بالقيام على خدمة زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
إذن فالعناية والاهتمام بزوار الحسين (عليه السلام) تُعدّ من أعظم الطاعات وأشرف القربات, وغير هذا وذاك فهي من أعمال الملائكة المقدسة(5).
(6)إذا شرب أحدكم الماء وذكر الحسين عليه السلام، فليقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، ورحمة الله وبركاته، ثم اشرب، واجعل من الماء شيئاً، ثم ارفعه وانظر إليه، ثم قل ثلاثاً: السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين، ثم اشرب، فإنه شفاء من كل داء.
عن الإمام عليّ عليه السلام: "إنَّ الله تبارك وتعالى اطَّلع إلى الأرض، فاختارنا، واختار لنا شيعة، ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا،
ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منّا وإلينا"(7)
وفي مناجاة موسى عليه السلام، أنَّ الله تعالى قال له: "يا موسى، ما من عبدٍ من عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى وتعزَّى على وَلَد المصطفى، إلَّا وكانت له الجنّة ثابتاً فيها، وما من عبدٍ أنفق من ماله في محبّة ابن بنت نبيّه –طعاماً وغير ذلك، درهماً أو ديناراً- إلَّا باركت له في دار الدنيا الدرهم بسبعين، وكان معافى في الجنّة، وغفرت له ذنوبه"(8).
أقول :
ومن الواضح أنّ إطعام الطعام على حبّهم عليهم السلام من مصاديق بذل المال فيهم عليهم السلام. والروايتان تمدحان الباذل والمنفق في محبة أهل البيت عليهم السلام، وبأنّه يعطى مقاماً عالياً كما في قوله عليه السلام : "أولئك منّا وإلينا". وأنّ البركة تحلّ بمال المنفق فينمو ويكثر، وكذلك يكفي المنفق أن يكون معافىً في الجنّة وقد غُفرت ذنوبه .
نعم الاطعام على حبّ الحسين عليه السلام
اتّضح هذا الأمر من رواية مناجاة موسى عليه السلام في قول الله تعالى: "وما من عبدٍ أنفق من ماله في محبّة ابن بنت نبيّه – طعاماً وغير ذلك،...". ولا يُراد من ابن بنت نبيّه إلّا الحسين عليه السلام؛ لأنّه هو الذي ورد في الفقرة السابقة من الرواية أنّه يُبكى عليه، فضلاً عن ثواب من يبكيه.
___________________________________
1- المحاسن , ج2/ص387.
2- المصدر نفسه, ج2/ ص389.
3- الكافي , ج4/ ص50.
4 - الكافي , ج4/ ص581.
5- ينظر: الرسول المصطفى, ص695.
6 ـ البحار ج 44 ص 192 .
7 ـ الخصال للشيخ الصدوق ص 635 .
8 ـ جامع أحاديث الشيعة، ج12، ص557 .
