بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
انتظار الفرج من أعظم الفرج)
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن عليّ بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه قال: “تمتدّ الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله ولأمّته الطاهرين عليهم السلام.”
ثمّ التفت الإمام عليه السلام إلى أبي خالد قائلاً: “يا أبا خالد، إنّ أهل زمان غيبته – أي زمان الإمام المهدي عجل الله فرجه – وهم القائلون بإمامته، والمنتظرون لظهوره، هم أفضل أهل كلّ زمان.”
وهنا يبيّن الإمام زين العابدين عليه السلام منزلتهم العظيمة، فيقول: إنّهم – أوّلاً – من أهل زمان الغيبة، وثانياً هم المعتقدون بإمامته حقّ الاعتقاد، وثالثاً هم المنتظرون له حقّ الانتظار، فهذه الصفات الثلاث متى اجتمعت في قوم، كانوا أفضل أهل كلّ زمان.
ثمّ يوضّح الإمام عليه السلام سرّ هذه الفضيلة العظيمة قائلاً: “لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة، ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة.” أي إنّ يقينهم بالإمام المهدي عليه السلام وإيمانهم به، بلغ من القوة مبلغاً جعلهم كأنّهم يشاهدونه بأمّ أعينهم، فهم ليسوا غافلين عنه، بل حاضرٌ في قلوبهم وعقولهم وولائهم، ولذلك صاروا من أفضل أهل الأزمنة.
ويضيف الإمام عليه السلام مبيّناً عظم شأنهم: “وجعلهم الله في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف.” أي إنّ أجرهم وثوابهم عند الله يساوي أجر المجاهدين بين يدي النبي صلى الله عليه وآله، لأنّ ثباتهم على الإيمان في زمن الغيبة الشديدة هو جهاد عظيم.
ثمّ وصفهم الإمام بصفات عظيمة، فقال: “أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً.” فهم شيعة حقيقيّون، ليسوا شيعة بالادّعاء فقط، بل بالإخلاص والولاء والعمل والدعوة لدين الله سرّاً وعلانية، فيكونون دعاة لله في أقوالهم وأفعالهم.
واختتم الإمام عليه السلام كلامه بكلمة عظيمة فقال: “وانتظار الفرج من أعظم الفرج.” أي أنّ مجرّد الانتظار الصادق لظهور الإمام المهدي عليه السلام هو في نفسه فرجٌ عظيم للمؤمن، لأنه يحفظه من الضياع والتيه والارتداد، ويُبقي قلبه متعلّقاً بوعد الله ونصره. ولو لا هذا الانتظار لكان الناس في حيرة وضياع وانقطاع عن حبل الله المتين.
فالمؤمن المنتظر يحيى قلبه بهذا الأمل المشرق، ويثبّت يقينه بأنّ الإمام قائمٌ بأمر الله، وأنّ ظهوره وعدٌ حقّ لا بدّ أن يتحقّق.
المصدر:
الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج 1، باب ما روي عن علي بن الحسين عليه السلام في القائم عليه السلام، ح 31.
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
انتظار الفرج من أعظم الفرج)
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن عليّ بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه قال: “تمتدّ الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله ولأمّته الطاهرين عليهم السلام.”
ثمّ التفت الإمام عليه السلام إلى أبي خالد قائلاً: “يا أبا خالد، إنّ أهل زمان غيبته – أي زمان الإمام المهدي عجل الله فرجه – وهم القائلون بإمامته، والمنتظرون لظهوره، هم أفضل أهل كلّ زمان.”
وهنا يبيّن الإمام زين العابدين عليه السلام منزلتهم العظيمة، فيقول: إنّهم – أوّلاً – من أهل زمان الغيبة، وثانياً هم المعتقدون بإمامته حقّ الاعتقاد، وثالثاً هم المنتظرون له حقّ الانتظار، فهذه الصفات الثلاث متى اجتمعت في قوم، كانوا أفضل أهل كلّ زمان.
ثمّ يوضّح الإمام عليه السلام سرّ هذه الفضيلة العظيمة قائلاً: “لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة، ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة.” أي إنّ يقينهم بالإمام المهدي عليه السلام وإيمانهم به، بلغ من القوة مبلغاً جعلهم كأنّهم يشاهدونه بأمّ أعينهم، فهم ليسوا غافلين عنه، بل حاضرٌ في قلوبهم وعقولهم وولائهم، ولذلك صاروا من أفضل أهل الأزمنة.
ويضيف الإمام عليه السلام مبيّناً عظم شأنهم: “وجعلهم الله في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف.” أي إنّ أجرهم وثوابهم عند الله يساوي أجر المجاهدين بين يدي النبي صلى الله عليه وآله، لأنّ ثباتهم على الإيمان في زمن الغيبة الشديدة هو جهاد عظيم.
ثمّ وصفهم الإمام بصفات عظيمة، فقال: “أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً.” فهم شيعة حقيقيّون، ليسوا شيعة بالادّعاء فقط، بل بالإخلاص والولاء والعمل والدعوة لدين الله سرّاً وعلانية، فيكونون دعاة لله في أقوالهم وأفعالهم.
واختتم الإمام عليه السلام كلامه بكلمة عظيمة فقال: “وانتظار الفرج من أعظم الفرج.” أي أنّ مجرّد الانتظار الصادق لظهور الإمام المهدي عليه السلام هو في نفسه فرجٌ عظيم للمؤمن، لأنه يحفظه من الضياع والتيه والارتداد، ويُبقي قلبه متعلّقاً بوعد الله ونصره. ولو لا هذا الانتظار لكان الناس في حيرة وضياع وانقطاع عن حبل الله المتين.
فالمؤمن المنتظر يحيى قلبه بهذا الأمل المشرق، ويثبّت يقينه بأنّ الإمام قائمٌ بأمر الله، وأنّ ظهوره وعدٌ حقّ لا بدّ أن يتحقّق.
المصدر:
الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج 1، باب ما روي عن علي بن الحسين عليه السلام في القائم عليه السلام، ح 31.
