بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والاخرين.
حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم .
قول : أبو هريرة ، هذا يدل على أنه حفظ الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله
لدرجة أنه لم يستطع البوح بكل ما سمعه. كان يخشى أن يُرمى بالحجارة إذا أخبر بكل ما في "جِرابه"
(وعاء يحمل الأشياء، كناية عن الأحاديث التي حفظها).
وهذا يعني أن العلم الذي أخفاه كان عظيمًا جدًا، وأن ما يرويه كان قليلًا جدًا مقارنةً بما لديه.
جرابين كناية عن الأحاديث التي رواها
الجّربته الثالثة كناية عن بقية الأحاديث التي حفظها ولم يروها خوفًا من الحكام .
لرميتموني بالحجارة : تعبير عن الخوف من خلفاء ذلك والوقت وإيذاءه، وهو ما يشير إلى أن الأحاديث التي لم يروِها كانت تحمل فضائل اهل البيت عليهم السلام وفضائح الحكام فهذه الأخبارًا خطيرة جدًا بالنسبة للحكام .
فقد أخرج ابو نعيم في حلية الأولياء ج 1 ص 381
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، قال : سمعت يزيد بن الأصم ، يقول : سمعت أبا هريرة يقول : " يقولون أكثرت يا أبا هريرة ، والذي نفسي بيده لو حدثتكم بكل ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لرميتموني بالقشع ثم ما ناظرتموني .
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا عمر بن عبد الله الروعي ، حدثني أبي ، عن أبي هريرة ، قال : " حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة جرب ، فأخرجت منها جرابين ، ولو أخرجت الثالث لرجمتموني بالحجارة " .
[ حلية الأولياء - أبو نعيم الأصبهاني ]
الكتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني
الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت
الطبعة الرابعة ، 1405
عدد الأجزاء : 10.
واخرج البخاري في صحيحه باب حفظ العلم ج 1 ص 56
120 - حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
: حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم
[ ش ( وعاءين ) نوعين من العلم والوعاء في الأصل الظرف الذي يحفظ فيه الشيء . والمراد بالوعاء الذي نشره ما فيه أحكام الدين وفي الوعاء الثاني أقوال منها أنه أخبار الفتن والأحاديث التي تبين أسماء أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم وقيل غير ذلك . ( بثثته ) نشرته وأذعته .
( قطع هذا البلعوم ) هو مجرى الطعام وكنى بذلك عن القتل ]
[ صحيح البخاري ]
الكتاب : الجامع الصحيح المختصر
المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي
الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987
تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق
عدد الأجزاء : 6
مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا .
أقول :
أحفظ ابو هريرة عن رسول الله وعاءين: فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر لو بثثته لقطع هذا البلعوم ".
وكما قال ابو نعيم أن أبا هريرة حفظ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة جرب أحاديث، وقال: إني أخرجت منها جرابين، ولو أخرجت الثالث لرميتموني بالحجارة " .
اذا كان أبو هريرة يحفظ من الأحاديث خمسة جرب وبث منها جراب واحد فكانت 5374 حديثا فكيف لو أخرج الجرب الاربعة الباقية؟!! بل قل: لماذا لم يخرجها؟ هل خاف أن يقطعوا بلعومه؟ ألم يكن هذا الصحابي الكبير قد عاش في خير القرون؟ فلماذا الخوف إذن؟!! وهل يأتمن الله على دينه من يخاف تبليغه؟!
إن جرابين من جرب أبي هريرة، كان فيهما 5374 حديثا، ففي الجرب الثلاثة الباقية خفيت قرابة ثمانية آلاف حديث على أقل تقدير، وكلها بقيت مع أبي هريرة، وهذا العدد من الأحاديث نستطيع أن نعمل منه كتابين بعدد صحيحي البخاري ومسلم!!
قال تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة:159]
إلى آخر ما جاء من وعيد من كتم وسكت عن الحق.
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والاخرين.
حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم .
قول : أبو هريرة ، هذا يدل على أنه حفظ الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله
لدرجة أنه لم يستطع البوح بكل ما سمعه. كان يخشى أن يُرمى بالحجارة إذا أخبر بكل ما في "جِرابه"
(وعاء يحمل الأشياء، كناية عن الأحاديث التي حفظها).
وهذا يعني أن العلم الذي أخفاه كان عظيمًا جدًا، وأن ما يرويه كان قليلًا جدًا مقارنةً بما لديه.
جرابين كناية عن الأحاديث التي رواها
الجّربته الثالثة كناية عن بقية الأحاديث التي حفظها ولم يروها خوفًا من الحكام .
لرميتموني بالحجارة : تعبير عن الخوف من خلفاء ذلك والوقت وإيذاءه، وهو ما يشير إلى أن الأحاديث التي لم يروِها كانت تحمل فضائل اهل البيت عليهم السلام وفضائح الحكام فهذه الأخبارًا خطيرة جدًا بالنسبة للحكام .
فقد أخرج ابو نعيم في حلية الأولياء ج 1 ص 381
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، قال : سمعت يزيد بن الأصم ، يقول : سمعت أبا هريرة يقول : " يقولون أكثرت يا أبا هريرة ، والذي نفسي بيده لو حدثتكم بكل ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لرميتموني بالقشع ثم ما ناظرتموني .
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا عمر بن عبد الله الروعي ، حدثني أبي ، عن أبي هريرة ، قال : " حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة جرب ، فأخرجت منها جرابين ، ولو أخرجت الثالث لرجمتموني بالحجارة " .
[ حلية الأولياء - أبو نعيم الأصبهاني ]
الكتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني
الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت
الطبعة الرابعة ، 1405
عدد الأجزاء : 10.
واخرج البخاري في صحيحه باب حفظ العلم ج 1 ص 56
120 - حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
: حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم
[ ش ( وعاءين ) نوعين من العلم والوعاء في الأصل الظرف الذي يحفظ فيه الشيء . والمراد بالوعاء الذي نشره ما فيه أحكام الدين وفي الوعاء الثاني أقوال منها أنه أخبار الفتن والأحاديث التي تبين أسماء أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم وقيل غير ذلك . ( بثثته ) نشرته وأذعته .
( قطع هذا البلعوم ) هو مجرى الطعام وكنى بذلك عن القتل ]
[ صحيح البخاري ]
الكتاب : الجامع الصحيح المختصر
المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي
الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987
تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق
عدد الأجزاء : 6
مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا .
أقول :
أحفظ ابو هريرة عن رسول الله وعاءين: فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر لو بثثته لقطع هذا البلعوم ".
وكما قال ابو نعيم أن أبا هريرة حفظ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة جرب أحاديث، وقال: إني أخرجت منها جرابين، ولو أخرجت الثالث لرميتموني بالحجارة " .
اذا كان أبو هريرة يحفظ من الأحاديث خمسة جرب وبث منها جراب واحد فكانت 5374 حديثا فكيف لو أخرج الجرب الاربعة الباقية؟!! بل قل: لماذا لم يخرجها؟ هل خاف أن يقطعوا بلعومه؟ ألم يكن هذا الصحابي الكبير قد عاش في خير القرون؟ فلماذا الخوف إذن؟!! وهل يأتمن الله على دينه من يخاف تبليغه؟!
إن جرابين من جرب أبي هريرة، كان فيهما 5374 حديثا، ففي الجرب الثلاثة الباقية خفيت قرابة ثمانية آلاف حديث على أقل تقدير، وكلها بقيت مع أبي هريرة، وهذا العدد من الأحاديث نستطيع أن نعمل منه كتابين بعدد صحيحي البخاري ومسلم!!
قال تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة:159]
إلى آخر ما جاء من وعيد من كتم وسكت عن الحق.
