كيف استشهد محمد بن أبي بكر (ر) ، وكيف حزن الإمام أمير المؤمنين علي (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر والثواب بذكرى استشهاد المؤمن الموالي الشيعي محمد بن أبي بكر (ر) ...
*** وروى رسائل الكليني - كما نقل عنه محجة ابن طاوس - أن الناس لما سألوا أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قوله في أبي بكر وعمر و عثمان غضب (عليه السلام) وقال : قد تفرغتم للسؤال عما لا يعنيكم ! وهذه مصر قد انفتحت وقتل معاوية بن خديج محمد بن أبي بكر ، فيا لها من مصيبة ! ما أعظمها مصيبتي بمحمد ! فوالله ما كان إلا كبعض بني .
وفي الاستيعاب : كان علي (عليه السلام) يثني على محمد بن أبي بكر ويفضله ، لأنه كانت له عبادة واجتهاد ، وكان ممن حضر قتل عثمان ، وكان يوم الجمل على الرجالة ، وشهد صفين ; ثم ولاه علي (عليه السلام) مصر فقتل بها ، قتله معاوية بن خديج صبرا ، ومن خبره :
أن عليا (عليه السلام) ولى في سنة 38 الأشتر مصر ، فمات بالقلزم قبل أن يصل إليها ، سم في زبد وعسل ; فولى محمد بن أبي بكر ، فسار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا فانهزم قوما قط أسر ولا سرورا قط أظهر من سرور رأيته بالشام حين أتاهم هلاك محمد بن أبي بكر ، فقال (عليه السلام) : ( أما إن حزننا عليه على قدر سرورهم به ، لا بل يزيد أضعافا ) وحزن (عليه السلام) على محمد حتى رؤي ذلك في وجهه وتبين فيه .
وروى أن محمد بن أبي بكر استخرج من الخرابة وقد كاد يموت عطشا ، فقال لهم : أسقوني من الماء ، فقال له معاوية بن خديج : والله لأقتلنك فيسقيك الله الحميم والغساق ! قال له محمد : يا ابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك ، إنما ذلك إلى الله تعالى يسقي أولياءه ويظمئ أعداءه . قال له معاوية : أتدري ما أصنع بك ؟ ادخلك في جوف حمار ثم احرقه عليك بالنار ، فقال : إن فعلتم ذلك فطالما فعل ذلك بأولياء الله ، إن الله تعالى يحرقك ومن ذكرته قبل [قلت : يعني عثمان ، وكان ذكر معاوية له قبل أنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء ] وإمامك - يعني معاوية بن أبي سفيان - وهذا - وأشار إلى عمرو بن العاص - بنار تلظى عليكم ، كلما خبت زادها الله سعيرا . قال له : إنما أقتلك بعثمان ، قال له : وما أنت وعثمان ! إن عثمان عمل بالجور ونبذ حكم الكتاب ، وقد قال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) فنقمنا ذلك عليه فقتلناه ، وحسنت أنت له ذلك ، فقد برأنا الله إن شاء الله من ذنبه ، وأنت شريكه في إثمه وعظم ذنبه وجاعلك على مثاله . فغضب معاوية فقدمه فقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه ) . 1
**************************
1 - قاموس الرجال ، الشيخ محمد تقي التستري ، ج 9 ، ص 20 - 21 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر والثواب بذكرى استشهاد المؤمن الموالي الشيعي محمد بن أبي بكر (ر) ...
*** وروى رسائل الكليني - كما نقل عنه محجة ابن طاوس - أن الناس لما سألوا أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قوله في أبي بكر وعمر و عثمان غضب (عليه السلام) وقال : قد تفرغتم للسؤال عما لا يعنيكم ! وهذه مصر قد انفتحت وقتل معاوية بن خديج محمد بن أبي بكر ، فيا لها من مصيبة ! ما أعظمها مصيبتي بمحمد ! فوالله ما كان إلا كبعض بني .
وفي الاستيعاب : كان علي (عليه السلام) يثني على محمد بن أبي بكر ويفضله ، لأنه كانت له عبادة واجتهاد ، وكان ممن حضر قتل عثمان ، وكان يوم الجمل على الرجالة ، وشهد صفين ; ثم ولاه علي (عليه السلام) مصر فقتل بها ، قتله معاوية بن خديج صبرا ، ومن خبره :
أن عليا (عليه السلام) ولى في سنة 38 الأشتر مصر ، فمات بالقلزم قبل أن يصل إليها ، سم في زبد وعسل ; فولى محمد بن أبي بكر ، فسار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا فانهزم قوما قط أسر ولا سرورا قط أظهر من سرور رأيته بالشام حين أتاهم هلاك محمد بن أبي بكر ، فقال (عليه السلام) : ( أما إن حزننا عليه على قدر سرورهم به ، لا بل يزيد أضعافا ) وحزن (عليه السلام) على محمد حتى رؤي ذلك في وجهه وتبين فيه .
وروى أن محمد بن أبي بكر استخرج من الخرابة وقد كاد يموت عطشا ، فقال لهم : أسقوني من الماء ، فقال له معاوية بن خديج : والله لأقتلنك فيسقيك الله الحميم والغساق ! قال له محمد : يا ابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك ، إنما ذلك إلى الله تعالى يسقي أولياءه ويظمئ أعداءه . قال له معاوية : أتدري ما أصنع بك ؟ ادخلك في جوف حمار ثم احرقه عليك بالنار ، فقال : إن فعلتم ذلك فطالما فعل ذلك بأولياء الله ، إن الله تعالى يحرقك ومن ذكرته قبل [قلت : يعني عثمان ، وكان ذكر معاوية له قبل أنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء ] وإمامك - يعني معاوية بن أبي سفيان - وهذا - وأشار إلى عمرو بن العاص - بنار تلظى عليكم ، كلما خبت زادها الله سعيرا . قال له : إنما أقتلك بعثمان ، قال له : وما أنت وعثمان ! إن عثمان عمل بالجور ونبذ حكم الكتاب ، وقد قال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) فنقمنا ذلك عليه فقتلناه ، وحسنت أنت له ذلك ، فقد برأنا الله إن شاء الله من ذنبه ، وأنت شريكه في إثمه وعظم ذنبه وجاعلك على مثاله . فغضب معاوية فقدمه فقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه ) . 1
**************************
1 - قاموس الرجال ، الشيخ محمد تقي التستري ، ج 9 ، ص 20 - 21 .
