بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الموالي الجليل والشيعي الأصيل محمد بن أبي بكر (ر) ...
*** من رسائل الإمام علي (ع) إلى محمد بن أبي بكر (ر) حين قلده مصر :
فاخفض لـهم جناحك ، وألن لـهم جانبك ، وابسط لـهم وجهك ، وآس بينهم في اللحظة والنظرة ، حتى لا يطمع العظماء في حيفك لـهم ، ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم . وإن الله تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة ، والظاهرة والـمستورة ، فإن يعذب فأنتم أظلم ، وإن يعف فهو أكرم.
واعلموا عباد الله ، أن الـمتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة ، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ; سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت ، وأكلوها بأفضل ما أكلت ، فحظوا من الدنيا بما حظي به الـمترفون ، وأخذوا منها ما أخذه الـجبابرة الـمتكبرون ، ثم انقلبوا عنها بالزاد الـمبلغ ، والـمتجر الرابح ، أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم ، وتيقنوا أنهم جيران الله غدا في آخرتهم ، لا ترد لـهم دعوة ، ولا ينقص لـهم نصيب من لذة .
فاحذروا عباد الله الـموت وقربه ، وأعدوا له عدته ، فإنه يأتي بأمر عظيم ، وخطب جليل ، بخير لا يكون معه شر أبدا ؛ أو شر لا يكون معه خير أبدا ، فمن أقرب إلى الـجنة من عاملها ! ومن أقرب إلى النار من عاملها ! وأنتم طرداء الـموت ، إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من ظلكم ، الـموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى من خلفكم.
فاحذروا نارا قعرها بعيد ، وحرها شديد ، وعذابها جديد ، دار ليس فيها رحمة ، ولا تسمع فيها دعوة ، ولا تفرج فيها كربة . وإن استطعتم أن يشتد خوفكم من الله ، وأن يحسن ظنكم به ، فاجمعوا بينهما ، فإن العبد إنما يكون حسن ظنه بربه على قدر خوفه من ربه ، وإن أحسن الناس ظنا بالله أشدهم خوفا لله.
واعلم ـ يا محمد بن أبي بكر ـ أني قد وليتك أعظم أجنادي في نفسي أهل مصر ، فأنت محقوق أن تخالف على نفسك ، وأن تنافح عن دينك ، ولو لم يكن لك إلا ساعة من الدهر ، ولا تسخط الله برضا أحد من خلقه ، فإن في الله خلفا من غيره ، وليس من الله خلف في غيره . صل الصلاة لوقتها الـموقت لـها ، ولا تعجل وقتها لفراغ ، ولا تؤخرها عن وقتها لاشتغال ، واعلم أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك. .. فإنه لا سواء إمام الـهدى وإمام الردى ، وولي النبي وعدو النبي ، ولقد قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا ، أما الـمؤمن فيمنعه الله بإيمانه ، وأما الـمشرك فيقمعه الله بشركه ، ولكني أخاف عليكم كل منافق الـجنان ، عالم اللسان ، يقول ما تعرفون ، ويفعل ما تنكرون ) . 1
*** رسالة الإمام علي (ع) إلى محمد بن أبي بكر (ر) : بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي بكر ، سلام عليك . أما بعد ، فقد بلغني موجدتك من تسريحي الأشتر إلى عملك، ولم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهاد ، ولا استزادة لك مني في الجد، ولو نزعت ما حوت يداك من سلطانك لوليتك ما هو أيسر مؤونة عليك، وأعجب ولاية إليك ، إلا أن الرجل الذي كنت وليته مصر كان رجلا لنا مناصحا ، وعلى عدونا شديدا ، فرحمة الله عليه ، وقد استكمل أيامه ، ولاقى حمامه ، ونحن عنه راضون ، فرضي الله عنه ، وضاعف له الثواب ، وأحسن له المآب ، فأصحر لعدوك ، وشمر للحرب ، وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأكثر ذكر الله والاستعانة به والخوف منه يكفك ما أهمك ، ويعنك على ما ولاك ، أعاننا الله وإياك على ما لا ينال إلا برحمته . والسلام .
*** جواب محمد بن أبي بكر (ر) للإمام علي (ع) : بسم الله الرحمن الرحيم. لعبد الله أمير المؤمنين علي من محمد بن أبي بكر، سلام عليك . فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فقد انتهى إلي كتاب أمير المؤمنين ، وفهمته ، وعرفت ما فيه ، وليس أحد من الناس أشد على عدو أمير المؤمنين ولا أرأف وأرق لوليه مني ، وقد خرجت فعسكرت وأمنت الناس ، إلا من نصب لنا حربا ، وأظهر لنا خلافا . وأنا متبع أمر أمير المؤمنين ، وحافظه ، ولاجئ إليه ، وقائم به ، والله المستعان على كل حال . والسلام . 2
********************
1 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 33 ، ص 581 .
2 - موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ ، محمد الريشهري ، ج 7 ، ص 82 - ص 83 .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الموالي الجليل والشيعي الأصيل محمد بن أبي بكر (ر) ...
*** من رسائل الإمام علي (ع) إلى محمد بن أبي بكر (ر) حين قلده مصر :
فاخفض لـهم جناحك ، وألن لـهم جانبك ، وابسط لـهم وجهك ، وآس بينهم في اللحظة والنظرة ، حتى لا يطمع العظماء في حيفك لـهم ، ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم . وإن الله تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة ، والظاهرة والـمستورة ، فإن يعذب فأنتم أظلم ، وإن يعف فهو أكرم.
واعلموا عباد الله ، أن الـمتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة ، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ; سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت ، وأكلوها بأفضل ما أكلت ، فحظوا من الدنيا بما حظي به الـمترفون ، وأخذوا منها ما أخذه الـجبابرة الـمتكبرون ، ثم انقلبوا عنها بالزاد الـمبلغ ، والـمتجر الرابح ، أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم ، وتيقنوا أنهم جيران الله غدا في آخرتهم ، لا ترد لـهم دعوة ، ولا ينقص لـهم نصيب من لذة .
فاحذروا عباد الله الـموت وقربه ، وأعدوا له عدته ، فإنه يأتي بأمر عظيم ، وخطب جليل ، بخير لا يكون معه شر أبدا ؛ أو شر لا يكون معه خير أبدا ، فمن أقرب إلى الـجنة من عاملها ! ومن أقرب إلى النار من عاملها ! وأنتم طرداء الـموت ، إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من ظلكم ، الـموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى من خلفكم.
فاحذروا نارا قعرها بعيد ، وحرها شديد ، وعذابها جديد ، دار ليس فيها رحمة ، ولا تسمع فيها دعوة ، ولا تفرج فيها كربة . وإن استطعتم أن يشتد خوفكم من الله ، وأن يحسن ظنكم به ، فاجمعوا بينهما ، فإن العبد إنما يكون حسن ظنه بربه على قدر خوفه من ربه ، وإن أحسن الناس ظنا بالله أشدهم خوفا لله.
واعلم ـ يا محمد بن أبي بكر ـ أني قد وليتك أعظم أجنادي في نفسي أهل مصر ، فأنت محقوق أن تخالف على نفسك ، وأن تنافح عن دينك ، ولو لم يكن لك إلا ساعة من الدهر ، ولا تسخط الله برضا أحد من خلقه ، فإن في الله خلفا من غيره ، وليس من الله خلف في غيره . صل الصلاة لوقتها الـموقت لـها ، ولا تعجل وقتها لفراغ ، ولا تؤخرها عن وقتها لاشتغال ، واعلم أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك. .. فإنه لا سواء إمام الـهدى وإمام الردى ، وولي النبي وعدو النبي ، ولقد قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا ، أما الـمؤمن فيمنعه الله بإيمانه ، وأما الـمشرك فيقمعه الله بشركه ، ولكني أخاف عليكم كل منافق الـجنان ، عالم اللسان ، يقول ما تعرفون ، ويفعل ما تنكرون ) . 1
*** رسالة الإمام علي (ع) إلى محمد بن أبي بكر (ر) : بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي بكر ، سلام عليك . أما بعد ، فقد بلغني موجدتك من تسريحي الأشتر إلى عملك، ولم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهاد ، ولا استزادة لك مني في الجد، ولو نزعت ما حوت يداك من سلطانك لوليتك ما هو أيسر مؤونة عليك، وأعجب ولاية إليك ، إلا أن الرجل الذي كنت وليته مصر كان رجلا لنا مناصحا ، وعلى عدونا شديدا ، فرحمة الله عليه ، وقد استكمل أيامه ، ولاقى حمامه ، ونحن عنه راضون ، فرضي الله عنه ، وضاعف له الثواب ، وأحسن له المآب ، فأصحر لعدوك ، وشمر للحرب ، وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأكثر ذكر الله والاستعانة به والخوف منه يكفك ما أهمك ، ويعنك على ما ولاك ، أعاننا الله وإياك على ما لا ينال إلا برحمته . والسلام .
*** جواب محمد بن أبي بكر (ر) للإمام علي (ع) : بسم الله الرحمن الرحيم. لعبد الله أمير المؤمنين علي من محمد بن أبي بكر، سلام عليك . فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فقد انتهى إلي كتاب أمير المؤمنين ، وفهمته ، وعرفت ما فيه ، وليس أحد من الناس أشد على عدو أمير المؤمنين ولا أرأف وأرق لوليه مني ، وقد خرجت فعسكرت وأمنت الناس ، إلا من نصب لنا حربا ، وأظهر لنا خلافا . وأنا متبع أمر أمير المؤمنين ، وحافظه ، ولاجئ إليه ، وقائم به ، والله المستعان على كل حال . والسلام . 2
********************
1 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 33 ، ص 581 .
2 - موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ ، محمد الريشهري ، ج 7 ، ص 82 - ص 83 .
