السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسائكم معطر بذكر محمد وال محمد
************************علي الأكبر ابن الإمام الحسين حفيد رسول الله صلوات الله عليهم اجمعين
ولادته:
ولد علي الأكبر (عليه السلام) يوم الحادي عشر من شعبان عام 33 هـ، وأبوه الإمام الحسين (عليه السلام) وأمّه لَيلى بنت أبي مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي.
صفاته وسيرته:
كان (عليه السلام) من أصبحِ الناس وجهاً، وأحسنِهِم خُلُقاً وروي أنّه كان يشبه جَدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنطق والخَلق والخُلق.
ورَوى الحديث عن جَدِّه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو صغير السنِّ، مِمَّا يدل على تعلّقه بالعلم والكمال منذ الصغر.
شجاعته:
روي أنّه: لما ارتحلَ الإمام الحسين (عليه السلام) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة، ثمّ انتبه (عليه السلام) وهو يقول: (إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعُون، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين)، كَرَّرها مرَّتين أو ثلاثاً.
فأقبل ابنه علي الأكبر (عليه السلام) فقال: (ممَّ حمدْتَ الله واسترجَعْتَ؟).
فقال الحسين (عليه السلام) : (يا بُنَي، إنِّي خفقتُ خفقة فعنَّ لي فارس على فرس، وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيَت إلينا).
فقال علي الأكبر (عليه السلام) : ( يا أبَه، لا أراك الله سوءً، ألَسْنَا على الحق؟).
فقال (عليه السلام) : (بَلَى والذي إليه مَرجِع العباد).
فقال علي الأكبر (عليه السلام) : (فإننا إذَنْ لا نُبالي أن نموت مُحقِّين).
فقال له الإمام الحسين (عليه السلام) : (جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه).
وهذا يدل على جلالة قدر علي الأكبر (عليه السلام)، وحسن بصيرته، وشجاعته، ورَباطَةِ جأشه، وشدّة معرفته بالله تعالى.
وقد مدحته الشعراء، فيقول أبو الفرج الإصفهاني: إنّ هذه الأبيات قِيلَت في علي الأكبر (عليه السلام)
لـم تَـرَ عَيـنٌ نَظَـرتْ مِثلـه ** من محتف يَمشـي ومِن نَاعِلِ
كـانَ إذا شــبَّت لَـهُ نــارُه ** وقَّدَهـا بالشَّــرفِ الكَامِـلِ
كَيْـما يراهَــا بائـسٌ مرمـلٌ ** أو فـرد حـيٍّ ليـسَ بالأهلِ
أعني ابن اليلى ذا السدى والنَّدى ** أعني ابن بنت الحسين الفاضل
لا يؤثِــرُ الدنيـا علـى دِينِـه ** ولا يبيـعُ الحَـقَّ بِالباطِــلِ
شهادته:
روي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء إلاَّ أهل بيته وخاصَّته.
فتقدّم علي الأكبر (عليه السلام)، وكان على فرس له يدعى الجناح، فاستأذن أبَاه (عليه السلام) في القتال فأذن له، ثُمَّ نظر إليه نظرة آيِسٍ مِنه، وأرخَى عينيه، فَبَكى ثمّ قال: (اللَّهُمَّ كُنْ أنتَ الشَّهيد عَليهم، فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك).
فشَدَّ عَليٌّ الأكبر (عليه السلام) عليهم وهو يقول
أنَا عَليّ بن الحسين بن علي ** نحن وبيت الله أولَـى بِالنَّبي
تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدَّعي ** أضرِبُ بالسَّيفِ أحامِي عَن أبي
ضَربَ غُلام هَاشِميٍّ عَلوي
ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول: (يا أباه العطش!!).
فيقول له الحسين (عليه السلام) : (اِصبِرْ حَبيبي، فإنَّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) بكأسه).
ففعل ذلك مِراراً، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس، فاعترضه وطعنه فصُرِع، واحتواه القوم فقطَّعوهُ بِسِيوفِهِم.
فجاء الحسين (عليه السلام) حتّى وقف عليه، وقال: (قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي، ما أجرأهُم على الرحمن، وعلى انتهاك حرمة الرسول).
وانهمَلَتْ عيناه بالدموع، ثمّ قال (عليه السلام) : (عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا).
وقال لِفِتيانه: (احملُوا أخَاكُم)، فحملوه من مصرعه ذلك، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسْطَاطِهِ.
وروي أنّه كان أوّل قتيل مِن وِلد أبي طالب مع الحسين (عليه السلام) ابنه علي الأكبر (عليه السلام).
فَسَلامٌ عليك يا شهيد، وابن الشهيد، ويا مظلوم، وابن المظلوم، ولعن الله قاتليك وظالميك.
مسائكم معطر بذكر محمد وال محمد
************************علي الأكبر ابن الإمام الحسين حفيد رسول الله صلوات الله عليهم اجمعين
ولادته:
ولد علي الأكبر (عليه السلام) يوم الحادي عشر من شعبان عام 33 هـ، وأبوه الإمام الحسين (عليه السلام) وأمّه لَيلى بنت أبي مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي.
صفاته وسيرته:
كان (عليه السلام) من أصبحِ الناس وجهاً، وأحسنِهِم خُلُقاً وروي أنّه كان يشبه جَدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنطق والخَلق والخُلق.
ورَوى الحديث عن جَدِّه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو صغير السنِّ، مِمَّا يدل على تعلّقه بالعلم والكمال منذ الصغر.
شجاعته:
روي أنّه: لما ارتحلَ الإمام الحسين (عليه السلام) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة، ثمّ انتبه (عليه السلام) وهو يقول: (إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعُون، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين)، كَرَّرها مرَّتين أو ثلاثاً.
فأقبل ابنه علي الأكبر (عليه السلام) فقال: (ممَّ حمدْتَ الله واسترجَعْتَ؟).
فقال الحسين (عليه السلام) : (يا بُنَي، إنِّي خفقتُ خفقة فعنَّ لي فارس على فرس، وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيَت إلينا).
فقال علي الأكبر (عليه السلام) : ( يا أبَه، لا أراك الله سوءً، ألَسْنَا على الحق؟).
فقال (عليه السلام) : (بَلَى والذي إليه مَرجِع العباد).
فقال علي الأكبر (عليه السلام) : (فإننا إذَنْ لا نُبالي أن نموت مُحقِّين).
فقال له الإمام الحسين (عليه السلام) : (جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه).
وهذا يدل على جلالة قدر علي الأكبر (عليه السلام)، وحسن بصيرته، وشجاعته، ورَباطَةِ جأشه، وشدّة معرفته بالله تعالى.
وقد مدحته الشعراء، فيقول أبو الفرج الإصفهاني: إنّ هذه الأبيات قِيلَت في علي الأكبر (عليه السلام)
لـم تَـرَ عَيـنٌ نَظَـرتْ مِثلـه ** من محتف يَمشـي ومِن نَاعِلِ
كـانَ إذا شــبَّت لَـهُ نــارُه ** وقَّدَهـا بالشَّــرفِ الكَامِـلِ
كَيْـما يراهَــا بائـسٌ مرمـلٌ ** أو فـرد حـيٍّ ليـسَ بالأهلِ
أعني ابن اليلى ذا السدى والنَّدى ** أعني ابن بنت الحسين الفاضل
لا يؤثِــرُ الدنيـا علـى دِينِـه ** ولا يبيـعُ الحَـقَّ بِالباطِــلِ
شهادته:
روي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء إلاَّ أهل بيته وخاصَّته.
فتقدّم علي الأكبر (عليه السلام)، وكان على فرس له يدعى الجناح، فاستأذن أبَاه (عليه السلام) في القتال فأذن له، ثُمَّ نظر إليه نظرة آيِسٍ مِنه، وأرخَى عينيه، فَبَكى ثمّ قال: (اللَّهُمَّ كُنْ أنتَ الشَّهيد عَليهم، فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك).
فشَدَّ عَليٌّ الأكبر (عليه السلام) عليهم وهو يقول
أنَا عَليّ بن الحسين بن علي ** نحن وبيت الله أولَـى بِالنَّبي
تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدَّعي ** أضرِبُ بالسَّيفِ أحامِي عَن أبي
ضَربَ غُلام هَاشِميٍّ عَلوي
ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول: (يا أباه العطش!!).
فيقول له الحسين (عليه السلام) : (اِصبِرْ حَبيبي، فإنَّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) بكأسه).
ففعل ذلك مِراراً، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس، فاعترضه وطعنه فصُرِع، واحتواه القوم فقطَّعوهُ بِسِيوفِهِم.
فجاء الحسين (عليه السلام) حتّى وقف عليه، وقال: (قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي، ما أجرأهُم على الرحمن، وعلى انتهاك حرمة الرسول).
وانهمَلَتْ عيناه بالدموع، ثمّ قال (عليه السلام) : (عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا).
وقال لِفِتيانه: (احملُوا أخَاكُم)، فحملوه من مصرعه ذلك، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسْطَاطِهِ.
وروي أنّه كان أوّل قتيل مِن وِلد أبي طالب مع الحسين (عليه السلام) ابنه علي الأكبر (عليه السلام).
فَسَلامٌ عليك يا شهيد، وابن الشهيد، ويا مظلوم، وابن المظلوم، ولعن الله قاتليك وظالميك.