إن أولياء الله --حسب نظر القرآن--على نوعين: --
(الأول)ولي ظاهر يعرفه الناس.........
(الثاني)ولي غائب عن أنظار الناس لا يعرفه أحد منهم، وإن كان يعيش بينهم، ويعرف هو أحوالهم وأخبارهم............
وقد ذكر في سورة الكهف كلا النوعين من الأولياء في مكان واحد أحدهما موسى بن عمران عليه السلام والآخر مصاحبه ورفيقه المؤقت، الذي صحبه في سفره البري والبحري، ويعرف بالخضر.........
إن هذا الولي الإلهي لا يعرفه مصاحبه ومرافقه النبي موسى وإنما صاحبه ورافقه بتعليم وأمر من الله، واستفاد من علمه خلال مرافقته إياه كما يقول تعالى : (فوجدا عبدا من عبادنا ءاتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما، قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا )، ثم إن القرآن الكريم يقدم شرحا مفصلا عما فعله هذا الولي الإلهي من أعمال مفيدة، ذلك الذي لم يكن أحد حتى النبي موسى عليه السلام يعرفه، ولكن كانوا يستفيدون من آثار وجوده المبارك ومن أفعاله المفيدة..........
والمراد من الكلام المتقدم الوصول إلى النتيجة التالية : -----
إن الإمام المهدي عليه السلام على غرار مرافق النبي موسى عليه السلام، ولي غير معروف للناس مع أنه في نفس الوقت يكون منشأ لآثار طيبة للأمة، أي لا يعرفه أحد منهم مع أنهم يستفيدون من بركات وجوده الشريف، وبهذا لا تكون غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف بمعنى الانفصال عن المجتمع، بل هو كما جاء في روايات المعصومين عليهم السلام : -كذلك مثل (الشمس خلف السحاب لا ترى عينها، ولكنها تبعث الدفء والنور إلى الأرض وساكنيها )، وأشار الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في آخر توقيع له إلى بعض نوابه بقوله : (وأما وجه الإنتفاع في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس، إذا غيبتها عن الأبصار السحاب ).......