الأمر الثاني : إزالة الشك وزرع اليقين في معرفة القائد الاصلح للأمة ..

كانت شرائح واسعة من الأمة الإسلامية في أيام خلافة الإمام علي ( ع ) والإمام الحسن ( ع ) في شك وحيرة عمن هو الأصلح للأمة هل هو معاوية أم الإمامان عليهما السلام وكان ذلك طبعا بسبب الشكوك التي يبثها بنو أمية وأذنابهم بين المسلمين ..

ولكن هذا مرض الشك زال حال تصدي معاوية لسدة الحكم وتنصيبه ملكا ، لأنه تبين غرضه في أول خطبة له بعد التمليك : عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ الْجُمُعَةَ بِالنَّخِيلَةِ فِي الضُّحَى , ثُمَّ خَطَبْنَا فَقَالَ : " مَا قَاتَلْتُكُمْ لِتُصَلُّوا , وَلَا لِتَصُومُوا , وَلَا لِتَحُجُّوا , وَلَا لِتُزَكُّوا , وَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ ذَلِكَ , وَلَكِنْ إِنَّمَا قَاتَلْتُكُمْ لِأَتَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ , وَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ ذَلِكَ وَأَنْتُمْ لَهُ كَارِهُونَ " .

وانكشف أمره للمسلمين أكثر بعد ممارسته للحكم ، وصرح بذلك كبار علماء العامة وكتابهم :

** طه حسين ( كتابه علي وبنوه ) : يصف حال الناس عندما تبين لهم ما هو معاوية ( وقد جعل اهل العراق يذكرون حياتهم ايام علي فيحزنون عليها .. ويندمون كذلك على ما كان من الصلح بينهم وبين اهل الشام ) .

** سجل المؤرخون لمعاوية الارقام القياسية في الابتداع في الدين :

- أول من نقص التكبير
- اول من خطب الناس قاعدا
- أول من احدث الخطبة قبل الصلاة في العيد وأحدث الاذان فيها
- اول من اتخذ الخصيان لخاصة خدمته
- اول من قيل له من الخلفاء ( الصلاة يرحمك الله )

وغيرها ، ففضح بني أمية على حقيقتهم أمام المسلمين وبشكل لا يقبل الشك كان على يد الإمام الحسن ع عندما رأى بأن الحل الوحيد لمعالجة مرض الشك هذا هو تصدي معاوية للحكم .. وكان وحصل ما خطط له صلوات الله عليه ..

( ملاحظة / هذا الانجاز الحسني المقدس في تاريخ الامة تنبه اليه الشهيد السعيد محمد باقر الصدر قد في احدى محاضراته ) ..