علي الخباز
استوقفني إهداء الشاعر صلاح حسن السيلاوي لمجموعته الشعرية (هكذا أعلق جنائني) حيث جاء التوقيع: تقبلوا هذه الروح المشاغبة.. قلت استوقفتني بما امتلكت هذه المفردة من عمق ابداعي تعتبر دلالة نهوض معبرة عن الكثير من التوقعات، فالمشاغبة في الشعر تعني الاتكاء على البنية الايحائية إلى متعة التأمل مستثمراً خصوبة اللغة وغنى الرؤية وفاعلية الحدس، وإحدى وسائل المشاغبة ارتكازه على الكد الاستفهامي والاستفهام بنية منتجة للدلالة تفتح أفق التوقع، وتأخذ الجملة الشعرية الى عوالم جديدة ومعطيات بكر وفلسفة مغايرة للدلالة:
(من سرق الحدائق من تحتها؟
من كسر أضلع الريح؟
واشمت البحر بشراعي؟) ص10
فنلاحظ فاعلية استثمار هذه الأسئلة استثماراً واعياً، استطاع من خلاله صياغة الكون الابداعي الذي عمر به فضاءاته الخاصة، لما تمتلك الأسئلة من طاقة تأويلية مؤثرة:
(لا أدري من محا شرفتك
عن خرائط الروح؟
من سرق تعويذتي
التي تؤجج في دم القرنفل؟
لماذا يعلن الظلام قيامته؟) ص49
يمتاز الاشتغال الاستفهامي بالثراء المعنوي، والطاقة الدلالية الكبيرة، وإمكاناته في احداث تحولات جمالية قادرة على خلق ما يسمى بأفق التوقع لدى المتلقي:
(لماذا
تلتهم الهواجس الزوابع
نبضي؟
وأنا أعقد أسرار الوردة بخيط هواجسي؟) ص76
والمشاغبة في الشعر تعني التمرد والتفرد وحوار شعري فلسفي يحقق جمالية النص، لذلك ارتكز الشاعر من ضمن أساليبه لتحقيق هذه المشاغبة الفنية على بنى المحور الزمني، وتعميق سيرورة الحدث الأدبي المرتكز على لازمة ظرف زماني (عندما، كلما..) بعض الأفعال المضارعة، بعض توقعات الزمن النصي لتوسعة الدلالة المعنوية:
(عندما يتقن الليل سواد قلبه
يفز ضلعي مثل شمعة يوقدها نبي
تنهمر الملائكة من دموعي) ص9
وهذه اللازمات الزمنية جميعها تخضع لما يؤسسه النص من زمن خاص به، هو زمن النص الشعري (الزمن الملحمي) جملة من منظومات لها خصوصية القراءة:
(كلما يورق قلبه
تتعثر الزوبعة بالسواقي ووجهه يشف
كلما يورق قلبه...
يستر نزوات دموعه
بهوامش الشجر) ص15
والمشاغبة تعطي المتلقي مساحة أن ينتج المعنى في قراءة جديدة فسر بعض النقاد المشاغبة بأنها إرباك وعصف ذهني، والمساحة التي تهبها شعرية الجملة تجعل من القصيدة مختبراً تجريبياً أعطى الشاعر السيلاوي لها بعض شحنات الواقع الشعوري، وبهذا يرفض حدود التأويل، ويذهب الى تعددية الرؤى؛ لأننا أمام لغة جديدة امتلأت بها صفحات المجموعة، حيث يرسم المشهد التخيلي، ويصوغ حبكته عبر عشرات الومضات التي خصبت الصورة الشعرية وأعطتها الدفق المسترسل عبر كل قصيدة، وفقت اشتغالاته المضنية الى اخراج مجموعة شعرية بهذا الجمال.
استوقفني إهداء الشاعر صلاح حسن السيلاوي لمجموعته الشعرية (هكذا أعلق جنائني) حيث جاء التوقيع: تقبلوا هذه الروح المشاغبة.. قلت استوقفتني بما امتلكت هذه المفردة من عمق ابداعي تعتبر دلالة نهوض معبرة عن الكثير من التوقعات، فالمشاغبة في الشعر تعني الاتكاء على البنية الايحائية إلى متعة التأمل مستثمراً خصوبة اللغة وغنى الرؤية وفاعلية الحدس، وإحدى وسائل المشاغبة ارتكازه على الكد الاستفهامي والاستفهام بنية منتجة للدلالة تفتح أفق التوقع، وتأخذ الجملة الشعرية الى عوالم جديدة ومعطيات بكر وفلسفة مغايرة للدلالة:
(من سرق الحدائق من تحتها؟
من كسر أضلع الريح؟
واشمت البحر بشراعي؟) ص10
فنلاحظ فاعلية استثمار هذه الأسئلة استثماراً واعياً، استطاع من خلاله صياغة الكون الابداعي الذي عمر به فضاءاته الخاصة، لما تمتلك الأسئلة من طاقة تأويلية مؤثرة:
(لا أدري من محا شرفتك
عن خرائط الروح؟
من سرق تعويذتي
التي تؤجج في دم القرنفل؟
لماذا يعلن الظلام قيامته؟) ص49
يمتاز الاشتغال الاستفهامي بالثراء المعنوي، والطاقة الدلالية الكبيرة، وإمكاناته في احداث تحولات جمالية قادرة على خلق ما يسمى بأفق التوقع لدى المتلقي:
(لماذا
تلتهم الهواجس الزوابع
نبضي؟
وأنا أعقد أسرار الوردة بخيط هواجسي؟) ص76
والمشاغبة في الشعر تعني التمرد والتفرد وحوار شعري فلسفي يحقق جمالية النص، لذلك ارتكز الشاعر من ضمن أساليبه لتحقيق هذه المشاغبة الفنية على بنى المحور الزمني، وتعميق سيرورة الحدث الأدبي المرتكز على لازمة ظرف زماني (عندما، كلما..) بعض الأفعال المضارعة، بعض توقعات الزمن النصي لتوسعة الدلالة المعنوية:
(عندما يتقن الليل سواد قلبه
يفز ضلعي مثل شمعة يوقدها نبي
تنهمر الملائكة من دموعي) ص9
وهذه اللازمات الزمنية جميعها تخضع لما يؤسسه النص من زمن خاص به، هو زمن النص الشعري (الزمن الملحمي) جملة من منظومات لها خصوصية القراءة:
(كلما يورق قلبه
تتعثر الزوبعة بالسواقي ووجهه يشف
كلما يورق قلبه...
يستر نزوات دموعه
بهوامش الشجر) ص15
والمشاغبة تعطي المتلقي مساحة أن ينتج المعنى في قراءة جديدة فسر بعض النقاد المشاغبة بأنها إرباك وعصف ذهني، والمساحة التي تهبها شعرية الجملة تجعل من القصيدة مختبراً تجريبياً أعطى الشاعر السيلاوي لها بعض شحنات الواقع الشعوري، وبهذا يرفض حدود التأويل، ويذهب الى تعددية الرؤى؛ لأننا أمام لغة جديدة امتلأت بها صفحات المجموعة، حيث يرسم المشهد التخيلي، ويصوغ حبكته عبر عشرات الومضات التي خصبت الصورة الشعرية وأعطتها الدفق المسترسل عبر كل قصيدة، وفقت اشتغالاته المضنية الى اخراج مجموعة شعرية بهذا الجمال.