يكمن مفهوم الارتقاء في انتقال فهم الانسان الى مرحلة الادراك الواعي عبر سلسلة من التغييرات المترتبة في المنظومة والشعب العراقي تمرس في انماط روتينية من الحكم علمته اليأس والرضوخ دون أدنى تفاعل مع الحياة، وخاصة ما يخص سياسة البلاد وأخبار السياسة.. وبعد سقوط الطغاة انفتحت كوة الأمل ليكون التغيير فاعلاً ومؤثراً في الحياة يرتكز على وضوح التنظيم والسعي الى التكامل في علاقات الناس مع الدولة.. لكن الذي حدث هو تدخل الانظمة والحكومات في الشأن الداخلي، وسعياً لإحداث شرخ في الوحدة الوطنية وخلف تقسيمات طائفية وقومية، أدى الى شرخ النسيج الوطني وإضعاف الشعور بالمسؤولية لدى العراقي، فانسلخ معظم الشعب بقصد او بدونه من هويته الوطنية، واهملت الوطنية بقياس التنظيمات الحقيقية الساعية فعلا لارتقاء شمولي عام.
وكان الوجوب الكفائي ارتقاء نفسياً ساهم في بث الثقة بالنفس بين الناس وبنى المبادئ العظيمة السامية التي ضحى من اجلها سيد الشهداء (عليه السلام) وتثبيت السمة التضحوية كقيمة من قيم الارتقاء والتقبل الجماهيري بهذا الشكل الذي اذهل العالم وعرفه بما يمتلك هذا الشعب من يقينية عالية تؤهله لمستوى ارتقائي يكون بمستوى النصرة لأهل البيت (عليهم السلام) والانتماء لخطهم الفكري، تغيرت مع انبثاق الوجوب الكفائي الكثير من المعايير والسلوكيات تغييرا ايجابيا ورفع من مسار التنمية الوطنية والعقائدية ورفع الروح المعنوية للشعب والجيش.
وللمفهوم الارتقائي في قيم الوجوب الكفائي من التمثيل العمومي الاشمل لجميع العراقيين وهذا هو الذي اربك الاعداء فأشاعوا له تسميات طائفية ورؤى ضيقة ولو اراد متأمل الان قياس هذا الارتقاء المتنامي بقوة والبحث في مديات تفاعله وحيويته لينظر الى قوة هذا النداء الوطني الذي انتج حشدا شعبيا مقاوما وقف بوجه هجمات بربرية مدعومة من قوى متعددة استهدفت العراق وشعبه.
هذا الرد الشعبي العارم هو الارتقاء المرجعي الذي ارتقى بسلوك حتى اطفال العراق وابدل خوفهم الطبيعي الى تحد واستعداد تضحوي به ولد المقاتل العراقي بصلابة معنويته التي ارعبت الخونة واصبح السور الحقيقي للوطن مع محاولات الطعن الخارجي والداخلي فكان الوجوب الكفائي ارتقاء اجتماعيا وانسانيا وارتقاء وطنيا تعلق بقيمة الوطن الموحد حاملين روح الاخلاص سائرين على درب الكرامة وسوح الوغى، من اجل عراق معزز مكرم بالوجوب الكفائي.. وهيأ الايثار ارتقاء جديدا.