الْحَذَرُ مِمّا هُوَ آت

[الرضا]

الأخ الكريم
( فضيلة المحروس )
أحسنتم على الموضوع القيم
جزاكم الله خيرا وفي ميزان حسناتكم
وحشركم الله مع محمد وآل محمد
تقبل الله أعمالكم بأحسن القبول

[فضيلة المحروس]

الْحَذَرُ مِمّا هُوَ آت

فضيلة المحروس

استدل المؤمنون على قبر علي أمير المؤمنين عليه السلام واستأنفوا زيارته الشريفة بعدما كشف لهم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام عن موضعه الشريف الكائن بالغري في نجف الكوفة وذلك كان في سنة 170 هجرية في عهد هارون الرشيد.

اُخفي القبر الشريف عن عامة الناس باستثناء المعصومين عليهم السلام وممن ارتضى من خلقه قرابة 130 عاما لأسباب واسرار غيبية لا يعلمها إلا أهل بيت النبوة بوصية منه لأبنائه الحسن والحسين صلوات الله عليهم بإعفاء موضع قبره الشريف وتعدد مواضع مدفنه

كما جاء عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : أن أمير المؤمنين عليه السلام أمر ابنه الحسن عليه السلام أن يحفر له أربعة قبور في أربعة مواضع في المسجد، وفي الغري، وفي دار جعدة بن هبيرة، وفي الرحبة، وإنما أراد بهذا أن لا يعلم أحد من أعدائه موضع قبره.**

كشفت ظواهر رواياتهم الشريفة أن الحذر والاحتراس مما سيحدثه به عدوهم من بني أمية وبني مروان والخوارج من عبث وهتك لحرمته كان سببٌ وراء إخفاء قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
وما فعله هؤلاء الرعناء من مساوئ ورذائل في ما بعد بنعش الإمام الحسن المجتبى وقبر أخيه الإمام الحسين وقبور ائمة البقيع صلوات الله عليهم خير شاهد ودليل على ذلك.

سئل الإمام الحسين عليه السلام أين دفنتم عليا؟ قال " خرجنا به ليلا من منزله حتى مررنا على مسجد الأشعث حتى خرجنا إلى الظهر بجنب الغري من نجف الكوفة فدفناه هناك وعفينا موضع قبره بوصيه منه مخافة دولة بني أمية".
وعن صفوان الجمال قال: خرجت مع الصادق عليه السلام من المدينة أريد الكوفة فلما جزنا باب الحيرة قال صفوان ! قلت: لبيك يا بن رسول الله ! قال تخرج المطايا إلى القائم، وجد الطريق إلى الغري، قال صفوان: فلما صرنا إلى قائم الغري، أخرج رشاء معه دقيقا قد عمل من الكنبار، ثم تبعد من القائم مغربا خطى كثيرة ثم مد ذلك الرشاء حتى انتهى إلى آخره فوقف، ثم ضرب بيده إلى الأرض فأخرج منها كفا من تراب فشمه مليا، ثم أقبل يمشي حتى وقف على موضع القبر لآن ثم ضرب بيده المباركة إلى التربة فقبض منها قبضة ثم شهق شهقة حتى ظننت أنه فارق الدنيا، فلما أفاق قال ها هنا والله مشهد أمير المؤمنين عليه السلام ثم خط تخطيطا فقلت: يا بن رسول الله! ما منع الأبرار من أهل بيته من إظهار مشهده قال حذار من بني مروان والخوارج أن تحتال في أذاه.


إلا أنه يبقى أن السبب التفصيلي في إخفاء قبر أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك الزمن مبهما كسبب إخفاء قبر الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.


** موسوعة شهادة المعصومين (ع) - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) - ج 1 - ص 379 عن : فرحة الغري : 72 ، الغارات 2 : 846 ، وغيرهما .