لم أرَه من قبل ينعزل عنا بهذا الشكل، ينفث دخان سيكارته بهذه الحرقة، وهو يرصد ظلمة القرية المهجورة والشجر الكثيف، وكأنه ينظر الى قرية الهنشي لأول مرة، يمثل لي هذا الرجل الجانب الحي الحقيقي داخل هذا العالم الملغم، حتى في أسوأ الأزمات لم يفارق ثقته بنفسه، فهو رغم تجاوز عمره الستين بعامين لكنه كان يزود الشباب بالثقة والشجاعة والحراك الدؤوب، يقول: دعوا الأسماء، فأنا أحب الأرض بجميع أسمائها، كلها عراقية، لكني أرى أن قريتنا الهنشي توحدت معه روحياً، وأكيد هي تعرف الآن ما القضية التي جعلته يفور كمرجل غضب لا يهدأ..
:ـ ما بك؟ هل تعاني من وعكة صحية؟، هل انقلك الى الطبابة؟ وعندما رأيته لا يجيب، قلت لاستدرجه الكلام..
:ـ أنظر لهذا الجرف الممتد من النهر الى مواقعنا التي هي في اول القرية، كانت تنبض بالجمال والحياة، لكن يبقى هذا الشجر جميلاً في النهار مخيفاً في الليل..!

اكمل المقال
http://holyfatwa.com/news/read/190