إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبرز مؤشرات ترك الذنوب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبرز مؤشرات ترك الذنوب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    لعدم الإطلاع و لقلة العلم حول صفات العالم الآخر أي البرزخ و القيامة الكبرى، دائما أثرات سيئة و فظيعة للإنسان. لو كان للإنسان علم حول دقة و إمعان النظر العقلائي في العوالم التي ما بعد الدنيا، و توجه لها لما أخطأ الطريق و لراقب أعماله قبل أن يراقبه الناس.

    الحياء و الإستحياء صفة فطرية و ذاتية موجودة في بواطن البشر. و أما ظهورها و تفشيها يسبب تثبيتها و منهجيتها في كل الحياة و أيضا يسبب الإعتصام من الذنب.

    في هذا المقال نتطرق إلى بعض التأثيرات المتقابلة ما بين المعاد و الحياء؛ نأمل مشاهدة ظهور الحياء البنّاء في مجتمعنا.

    الحياء و تجسم الأعمال

    من المعتقدات الموجودة حول المعاد هو أنه في البرزخ و المعاد سوف يرى الإنسان حقيقة أعماله لا شيئا آخر. حول هذا الموضوع يقول القرآن الكريم:

    وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [1]

    طبعا حقيقة أعمال الإنسان تختلف بالنسبة إلى نوع عمله؛ أعمال الخير تكون بشكل يفتخر بها الإنسان و يعتز بها و الإعمال السيئة و الذنوب تسبب خجل الإنسان منها. مثلا بعض حالات الزاني في القيامة و طريقة خروجه من قبره فإنه جاء في حديث شريف عن النبي صلى الله عليه و آله:

    فَإِذَا بُعِثَ مِنْ قَبْرِهِ تَأَذَّى النَّاسُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ فَيُعْرَفُ بِذَلِكَ وَ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ فِي دَارِ الدُّنْيَا. [2]


    كل إنسان يستحي من هذا الموقف. و الإعتقاد بهذه المستجدات و التوجه لها يسبب الإبتعاد عن هذا الذنب حياء من ذلك اليوم. مع أن الزنا يذهب بسمعة الإنسان في هذه الدنيا أيضا لأن النبي صلى الله عليه و آله قال:

    ...إِيَّاكُمْ وَ الزِّنَاءَ فَإِنَّ فِيهِ سِتَّ خِصَالٍ ثَلَاثٌ فِي الدُّنْيَا وَ ثَلَاثٌ فِي الْآخِرَةِ فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يُذْهِبُ بَهَاءَ الْوَجْه وَ يُورِثُ الْفَقْرَ وَ يَنْقُصُ الْعُمُرَ وَ أَمَّا الَّتِي فِي الْآخِرَةِ يُوجِبُ سَخَطَ اللَّهِ وَ سُوءَ الْحِسَابِ وَ عِظَمَ الْعَذَاب‏...‏ . [3]

    لباقي الذنوب أيضا صورة كريهة و تتجسم بشكل في القيامة يذهب ببهاء وجه الإنسان. لأن في القيامة تَزيل كل الحُجب و السُتر؛ بحيث يودّ الإنسان أن يكون بينه و بين ذنبه المجسم مسافة كبيرة. لذا يقول القرآن الكريم:

    يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعيداً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ. [4]

    في هذه الآية الشريفة ملاحظتان:

    أولا: الآية لم تقل أنه يتمنّى فناء عمله و سيئاته، لأنه يعلم أن كلّ شي‏ء في العالم لا يفنى فلذلك يتمنّى أن يبتعد عنه كثيرا. [5]

    ثانيا: إنّ المذنبين يتمنّون أنّ يمتدّ الفاصل الزماني بينهم و بين ذنوبهم طويلا، و هو تعبير عن ذروة ما يشعرون به من تعاسة، جرّاء أعمالهم السيّئة، لأنّ طلب البعد الزماني أبلغ فى التعبير عن هذا الإستيلاء من طلب البعد المكاني، فإحتمال الحضور موجود في الفاصل المكاني، بينما ينتفي هذا الاحتمال تماما في الفاصل الزماني. [6]

    الحياء في الفضاء الإلكتروني (الإنترنت)

    الفرق بين إرتكاب الذنوب في الفضاء الإلكتروني و الواقعي هو أن إرتكاب الذنوب في الفضاء الإلكتروني ليس محدودا بشيء؛ و من ثم فإن إرتكابه يكون في الخلوة عادة و من دون أن يرى الإنسان أحد. و دليل إقبال الناس على هذا النوع من الذنوب، هو الحياء من إرتكاب المعاصي أمام أعين الناس. ثم أن الشيطان الرجيم بعد ما يوقع الإنسان في المهالك في الفضاء الإلكتروني سيشوقه و يحثه على إرتكاب المعاصي في الفضاء الواقعي أيضا. لذا في الواقع، إرتكاب هذه الذنوب في الفضاء الإلكتروني يكون مقدمة للوقوع في المعاصي في الفضاء الحقيقي.

    يجب أن نعلم أنه من وجهة نظر الناس، ربما يعد أحد، إنسانا مؤمنا لكنه هو يعلم بسريرته؛ و لذا يرى نفسه مذنبا حقيقيا؛ و ستظهر آثار هذه الذنوب في أفكاره، معتقداته و في تصرفه.

    إذا فالفضاء اللكتروني يعد من أدوات و حيل الشيطان الأساسية التي يغوي بها الناس في زماننا هذا.

    من حيث أن أكثر الذنوب تقع في الفضاء الإلكتروني نذكر مثالا حولها و حول التفكر بالذنوب هاهنا: يقول النبي عيسى على نبينا و آله و عليه السلام:

    فَإِنَ‏ مَنْ‏ حَدَّثَ‏ نَفْسَهُ‏ بِالزِّنَا كَانَ كَمَنْ أَوْقَدَ فِي بَيْتٍ مُزَوَّقٍ [7] فَأَفْسَدَ التَّزَاوِيقَ الدُّخَانُ وَ إِنْ لَمْ يَحْتَرِقِ الْبَيْت. [8]

    الفضاء الإلكتروني المملوء بالمعاصي يكدر القلب و يظلمه؛ و يفني روح الإنسان و قلبه. و تجسمه في القيامة كمن يكون مُسودّ الوجه و مُغبر و يستحي الإنسان منه حينئذ. الفضاء الإلكتروني فضاء يحث الشيطان الإنسان فيه على إرتكاب ما يستحي إرتكابه أمام الناس. ولكن يجب أن نعلم أنه سيأتي يوم يري الناس فيه كل هذه الأحوال المغبرة بالذنوب المخفية ظاهرا و عندها لن يعرف الإنسان أين المفر.

    لذا الحياء في الفضاء الإلكتروني أهم و أوجب من الحياء في الفضاء الحقيقي. يجب أن نلتزم بكلام الله هذا بل نحتفظ به في قلوبنا:

    وَ لا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفيضُونَ فيهِ وَ ما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ إِلاَّ في‏ كِتابٍ مُبين‏ [9]

    طريقة الحل

    لكي نحفظ أنفسنا من شر الشيطان الرجيم و لكي لا نفقد الحياء و العفة خاصة في الفضاء الإلكتروني، يجب أن ننتبه إلى أن الله سبحانه و تعالى هو الشاهد على كل أحوالنا و يرانا كل لحظة.

    النتيجة

    يجب أن نستحي من الآن من يوم تزيل فيه الحجب و الستر و تظهر حقيقة أعمالنا أمام أعين كل الخلائق خاصة أولياء الله و حججه؛ حتى لا نستحي في ذلك اليوم.


    ----------------------------
    المصادر

    [1] ?هف،49

    [2] الصدوق،الأمالي، ص427

    [3] الديلمي، إرشاد القلوب، ج‏1، ص71

    [4] آل‌عمران،30

    [5] م?ارم الشیرازي، الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‏2، ص461

    [6] م?ارم الشیرازي، الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‏2، ص462

    [7] أي مزيّن

    [8] الكليني، الكافي، ج‏5، ص542

    [9] یونس،61
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X