وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني - وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقت مبرءً من كل عيب - كأنما قد خلقت كما تشاء
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم
حين نتحدث عن الجمال لابد أن نتوقف عند أسمى وأرقى وأعلى معاني الجمال
أقصد الجمال المحمدي الأصيل المتمثل في سفير الجمال الإلهي رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار.
جمال الظاهر والباطن، جمال الصورة, والخلق, والكلمة، والموقف، بل الجمال في كل شيء ارتبط بهم أو نسب إليهم صلوات الله وسلامه عليهم.
كيف لا وهم نور الله الذي غمر الدنيا والكون بالضياء.
فسبحان من خلقه حين وصفه خُلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
فإذا كان خلقه عظيم فكيف يا ترى ببافي محاسنه...؟
لقد جاء في وصف أمير المؤمنين عليه السلام لرسول صلى الله عليه وآله قوله:
"كان حبيبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" صلت الجبين, واضح الخدين، أدعج العين، دقيق المسربة، براق الثنايا، أقنى الأنف، عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه"
تاريخ دمشق ج 54 ص 197 الرقم 6734، الغدير ج 10 ص 7
فإذا وقفنا على بعض جمال رسول الله انبهرنا وقلنا سبحان من خلقه كاملا مكملا.
ألا يأخذنا جمال رسول الله وأهل بيته إلى التفكر في جمال من خلق كل هذا الجمال وسواه سبحانه وتعالى تنزه عمن سواه؟
ويطيب لي هنا أن أقف معكم على بعض كلمات النبي و أهل البيت عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم عن الجمال:
عن عبدالله بن عمرو قال: قلت يا رسول الله، أمن الكبر أن ألبس الحلة الحسنة؟ قال صلى الله عليه وآله:
"إن الله جميل يحب الجمال ".
الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين/ حديث رقم 70.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده".
الكليني: محمد بن يعقوب/ الكافي/ ج6 ص438.
وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال:
"إن الله عزّ وجلّ يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتباؤس".
الكليني: محمد بن يعقوب/ الكافي/ ج6 ص440.
فالله جميل يحب الجمال شعار نادى به النبي وأهل بيته الأطهار ويفترض أن نجعله شعار لحياتنا ونعمل به بكل ما حوى من مضامين ومعاني.
وأيضا قد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
" الجمال الظاهر حسن الصورة".
"الجمال الباطن حسن السريرة".
عيون الحكم والمواعظ
وأيضا جاء عنه عليه السلام: "لا جمال أحسن من العقل"
ميزان الحكمة، ج1، ص 416.
ومما جاء عنه أيضا سلام الله عليه:
"العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى، والصبر زينة البلاء، والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والعدل زينة الإيمان، والسكينة زينة العبادة، والحفظ زينة الرواية، وخفض الجناح زينة العلم، وحسن الأدب زينة العقل، وبسط الوجه زينة الحلم، والإيثار زينة الزهد، وبذل المجهود زينة النفس، وكثرة البكاء زينة الخوف، والتقلل زينة القناعة، وترك المنّ زينة المعروف، والخشوع زينة الصلاة، وترك ما لا يعني زينة الورع".
بحار الأنوار، ج78، ص80.
وسأختم -وفي الختام مسك - بما جاء في كتاب الملك العلام رب الأنام:
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26
أجمل لباس يلبسه الإنسان ويتزين هو لباس التقوى فللتقوى جمال باطني ينعكس أثره على الظاهر.
اللهم اجعل باطننا خير من ظاهرنا وأطرح الخير والصلاح في نفوسنا ونقنا بتقواك وأنعم علينا برضاك
إنك سميع مجيب وأنت أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
ودمتم بألف خير طيبين،،،
اترك تعليق: