السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
++++++++++++++++يُحكى أنَّ أحد الخطباء قال للناس : إنَّنا مللنا من الوعظ والإرشاد وفي هذه الليلة عندي قصة جميلة أحب أن أنقلها لكم ثم قال :
ركب أحد التجار في سفينة في البحر فانكسرت وغرق من فيها وكان التاجر من جملتهم فألقى ثيابه وتعلق بشيء حتى تقاذفته الأمواج إلى جزيرة وهوعارٍِ جائع خائف فجلس على الشاطىء مفكرا
فبينما هو كذلك وإذا بخيل قد أقبلت وهم أربعون فارسا ومعهم جواد مجنب خالي السرج فلما وصلوا إليه وسلموا عليه وقدموا له اللباس وأمروه بالركوب فركب وساروا به حتى بلغ قصرا أدخلوه إليه وألبسوه التاج وسلَّموا له الملك
وقالوا له : لك كل ما تشتهيه فتنعَّم أيام ثلاثة ثم اصطفى واحدا من حاشيته وسأله من شأنهم فقال : نحن أمراء لبلاد ولا نتفق على تمليك واحد منَّا لأنَّنا متساوون في الشَّرف فاتفقنا على تدبير المملكة وفي كل سنة نحضر إلى هذه الجزيرة ونتجوَّل فيها فأول إنسان نراه نجعله ملكا علينا .
قال الرجل : وما يصنع الملك عندكم ؟ ...
قالوا له : ما يشتهي من الأمر والنهي والعزل والنصب والتدبير والأكل والشرب والنكاح وسائر الشَّهوات إذا كان لا يضر بحال المملكة وعلينا الإطاعة كل ذلك إلى سنة فإذا انتهت تلك السنة أخذناه ورميناه في جزيرة كذا. ...
قال : وما في تلك الجزيرة ؟ ...
قالوا الوحوش والسباع والهوام.
فجعل الرجل يفكر بمصيره فاقترح عليهم أن يهيئوا له البنائين والعمال وأن ينقلوا مواد البناء إلى تلك الجزيرة ويحولوها إلى مدينة كأحسن ما يكون من المدن ففعلوا . وفي سنة واحدة قبل انتهاء المدة أقبلوا به ووضعوه فيها فوجد نفسه قد انتقل من مدينة لأحسن منها ومن حياة لأفضل منها .
ثم رجعوا إلى أنفسهم وفكروا في شأنه ووجدوا منه عدلا وعقلا فطلبوا منه العودة إليهم واستمراره في الملك إلى أن يوافيه الأجل .
ثم وعظهم فقال :
اعلموا أيُّها الإخوان : أنَّ كلَّ من يولد في هذه الحياة يولد عاريا ولا يملك شيئا ثم يهيأ له الَّسرير والفراش والوثير وتقدَّم له الخدمات؛ ولكنَّه بعد أن ينتهي أجله ينقل إلى المقابر الموحشة فمن قدم العمل الصَّالح وجد وتنعَّم فيه .
وأنتم إذا فعلتم لأنفسكم كما فعلت أنا لنفسي كانت عاقبتكم بعد الموت إلى خير وإن قضيتم حياتكم هذه في الشَّهوات كان مصيركم مصير من ملك عليكم قبلي.
اللهم صل على محمد وال محمد
++++++++++++++++يُحكى أنَّ أحد الخطباء قال للناس : إنَّنا مللنا من الوعظ والإرشاد وفي هذه الليلة عندي قصة جميلة أحب أن أنقلها لكم ثم قال :
ركب أحد التجار في سفينة في البحر فانكسرت وغرق من فيها وكان التاجر من جملتهم فألقى ثيابه وتعلق بشيء حتى تقاذفته الأمواج إلى جزيرة وهوعارٍِ جائع خائف فجلس على الشاطىء مفكرا
فبينما هو كذلك وإذا بخيل قد أقبلت وهم أربعون فارسا ومعهم جواد مجنب خالي السرج فلما وصلوا إليه وسلموا عليه وقدموا له اللباس وأمروه بالركوب فركب وساروا به حتى بلغ قصرا أدخلوه إليه وألبسوه التاج وسلَّموا له الملك
وقالوا له : لك كل ما تشتهيه فتنعَّم أيام ثلاثة ثم اصطفى واحدا من حاشيته وسأله من شأنهم فقال : نحن أمراء لبلاد ولا نتفق على تمليك واحد منَّا لأنَّنا متساوون في الشَّرف فاتفقنا على تدبير المملكة وفي كل سنة نحضر إلى هذه الجزيرة ونتجوَّل فيها فأول إنسان نراه نجعله ملكا علينا .
قال الرجل : وما يصنع الملك عندكم ؟ ...
قالوا له : ما يشتهي من الأمر والنهي والعزل والنصب والتدبير والأكل والشرب والنكاح وسائر الشَّهوات إذا كان لا يضر بحال المملكة وعلينا الإطاعة كل ذلك إلى سنة فإذا انتهت تلك السنة أخذناه ورميناه في جزيرة كذا. ...
قال : وما في تلك الجزيرة ؟ ...
قالوا الوحوش والسباع والهوام.
فجعل الرجل يفكر بمصيره فاقترح عليهم أن يهيئوا له البنائين والعمال وأن ينقلوا مواد البناء إلى تلك الجزيرة ويحولوها إلى مدينة كأحسن ما يكون من المدن ففعلوا . وفي سنة واحدة قبل انتهاء المدة أقبلوا به ووضعوه فيها فوجد نفسه قد انتقل من مدينة لأحسن منها ومن حياة لأفضل منها .
ثم رجعوا إلى أنفسهم وفكروا في شأنه ووجدوا منه عدلا وعقلا فطلبوا منه العودة إليهم واستمراره في الملك إلى أن يوافيه الأجل .
ثم وعظهم فقال :
اعلموا أيُّها الإخوان : أنَّ كلَّ من يولد في هذه الحياة يولد عاريا ولا يملك شيئا ثم يهيأ له الَّسرير والفراش والوثير وتقدَّم له الخدمات؛ ولكنَّه بعد أن ينتهي أجله ينقل إلى المقابر الموحشة فمن قدم العمل الصَّالح وجد وتنعَّم فيه .
وأنتم إذا فعلتم لأنفسكم كما فعلت أنا لنفسي كانت عاقبتكم بعد الموت إلى خير وإن قضيتم حياتكم هذه في الشَّهوات كان مصيركم مصير من ملك عليكم قبلي.