في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (66)
( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)سورة البقرة الاية (125)
في هذه الاية الكريمة مطالب
اولا : الكعبة رمز لله تعالى في الارض
الله موجود في كل مكان وكما قال تعالى (وهو اقرب اليكم من حبل الوريد )فلا يخلو منه زمان او مكان ،فلماذا البيت الحرام يرمز الى الله ؟.
الانسان يميل بطبعه الى الحس والمادة اكثر من الامور المعنوية والمجردات والامور الغيبية ،وحتى يربط هذا الانسان بالغيب والامورالمعنوية المجردة لا بد من شيء يتلائم مع طبيعته وما يميل اليه، لذلك لعل الله جعل البيت الحرام والكثير من المشاعر ومنها المساجد التي تذكر الانسان بالله وتجعل هذا الانسان يرتبط بالله تبارك وتعالى ،وقد ورد في الاحاديث روايات كثيرة تعظم شان الكعبة وبيت الله الحرام حتى ان النظر اليها عبادة وانه يهدم الذنوب، قال النبي صلى الله عليه واله (النظر إلى الكعبة عبادة، وكذلك النظر إلى الكعبة حيالها يهدم الخطايا هدماً .
ثانيا : الكعبة المفترض ان تكون الاكثر امانا في العالم
بعد ان عرفنا ان الكعبة رمز لله في الارض فحرمتها وامنيتها جاءت لانها تنتسب وتضاف الى الله تعالى ،وقد ذكر الله من حرمة الكعبة كيف فعل باصحاب الفيل عندما ارادوا هتكها، لذلك فلا يجوز هتك حرمة الكعبة وبيت الله الحرام من انواع الهتك كالقتل والقتال بل حتى لو جنى الشخص جناية يستوجب القتل لا يقام عليه الحد ولكن يضيق عليه حتى يخرج منها كما في الصحيح عن الإمام جعفر الصادق ( ع ) في رجل يجني في غير الحرم ، ثم يلجأ إلى الحرم قال : لا يقام عليه الحد ، ولا يطعم ، ولا يسقى ، ولا يكلم ، فإنه إذا فعل به ذلك يوشك أن يخرج ، فيقام عليه الحد ، وان جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم ، لأنه لم ير للحرم حرمة » .
ولكن مع ذلك فقد هتك الظالمون على مر الدهور حرمة الكعبة ومنهم يزيد بن معاوية عندما حاصر عبد الله بن الزبير ّ، فرمى الكعبة بالمنجنيق فاحترق جزء منها وتهدّم ،وهتك حرمة الكعبة ال سعود لانهم قتلوا الحجاج في عام 1987 في موسم الحج .
ثالثا :الدفاع عن الكعبة لانها رمز الاسلام والدين
لو جاء ظالم واراد الاعتداء على الكعبة وتهديمها بقصد كسر هيبة الدين والقضاء على رمزية الاسلام والدين والقيم الاسلامية فهنا يجب الدفاع عن الكعبة ، ولا يقول احد انها احجار ويمكن تعويضها ، بل يجب الدفاع عنها لانها رمز للدين والاسلام والقران ،وهنا يدور الامر بين بذل النفوس وبين الدين ،وليس بين الكعبة المشرفة ونفوس المؤمنين .
رابعا : حرمة المؤمن اعظم من حرمة الكعبة
نتحدث من باب الافتراض، ومن باب التزاحم لو دار الامر بين نفس المؤمن وبين هدم الكعبة بحيث لا يمكن حفظهما معا، فاما حفظ بيت الله واما حفظ المؤمن ،فهنا تقدم نفس المؤمن على حفظ الكعبة وذلك لما ورد عن النبي واهل البيت عليهم السلام فعن الامام الرضا (ع) قال: ان أبا جعفر الباقر (ع) استقبل الكعبة وقال: الحمد لله الذي كرمك وشرفك وعظمك وجعلك مثابة للناس وأمنا، والله لحرمة المؤمن اعظم منك.
خامسا : طهارة البيت الحرام
لا بد ان يكون بيت الله اطهر مكان في الارض ،لانه يمثل الله والله هو الجمال المطلق والطهارة التامة والكاملة ، لذلك يجب ازالة كل النجاسات المادية والمعنوية وكل مظاهر الشرك من الاصنام والاوثان حتى يمكن ان يكون هذا المكان يناسب الاجواء الايمانية والروحية لمن يريد ان يتعبد ويتقرب الى الله في هذا المكان ،لذلك قال تعالى( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)سورة البقرة الاية (125)
في هذه الاية الكريمة مطالب
اولا : الكعبة رمز لله تعالى في الارض
الله موجود في كل مكان وكما قال تعالى (وهو اقرب اليكم من حبل الوريد )فلا يخلو منه زمان او مكان ،فلماذا البيت الحرام يرمز الى الله ؟.
الانسان يميل بطبعه الى الحس والمادة اكثر من الامور المعنوية والمجردات والامور الغيبية ،وحتى يربط هذا الانسان بالغيب والامورالمعنوية المجردة لا بد من شيء يتلائم مع طبيعته وما يميل اليه، لذلك لعل الله جعل البيت الحرام والكثير من المشاعر ومنها المساجد التي تذكر الانسان بالله وتجعل هذا الانسان يرتبط بالله تبارك وتعالى ،وقد ورد في الاحاديث روايات كثيرة تعظم شان الكعبة وبيت الله الحرام حتى ان النظر اليها عبادة وانه يهدم الذنوب، قال النبي صلى الله عليه واله (النظر إلى الكعبة عبادة، وكذلك النظر إلى الكعبة حيالها يهدم الخطايا هدماً .
ثانيا : الكعبة المفترض ان تكون الاكثر امانا في العالم
بعد ان عرفنا ان الكعبة رمز لله في الارض فحرمتها وامنيتها جاءت لانها تنتسب وتضاف الى الله تعالى ،وقد ذكر الله من حرمة الكعبة كيف فعل باصحاب الفيل عندما ارادوا هتكها، لذلك فلا يجوز هتك حرمة الكعبة وبيت الله الحرام من انواع الهتك كالقتل والقتال بل حتى لو جنى الشخص جناية يستوجب القتل لا يقام عليه الحد ولكن يضيق عليه حتى يخرج منها كما في الصحيح عن الإمام جعفر الصادق ( ع ) في رجل يجني في غير الحرم ، ثم يلجأ إلى الحرم قال : لا يقام عليه الحد ، ولا يطعم ، ولا يسقى ، ولا يكلم ، فإنه إذا فعل به ذلك يوشك أن يخرج ، فيقام عليه الحد ، وان جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم ، لأنه لم ير للحرم حرمة » .
ولكن مع ذلك فقد هتك الظالمون على مر الدهور حرمة الكعبة ومنهم يزيد بن معاوية عندما حاصر عبد الله بن الزبير ّ، فرمى الكعبة بالمنجنيق فاحترق جزء منها وتهدّم ،وهتك حرمة الكعبة ال سعود لانهم قتلوا الحجاج في عام 1987 في موسم الحج .
ثالثا :الدفاع عن الكعبة لانها رمز الاسلام والدين
لو جاء ظالم واراد الاعتداء على الكعبة وتهديمها بقصد كسر هيبة الدين والقضاء على رمزية الاسلام والدين والقيم الاسلامية فهنا يجب الدفاع عن الكعبة ، ولا يقول احد انها احجار ويمكن تعويضها ، بل يجب الدفاع عنها لانها رمز للدين والاسلام والقران ،وهنا يدور الامر بين بذل النفوس وبين الدين ،وليس بين الكعبة المشرفة ونفوس المؤمنين .
رابعا : حرمة المؤمن اعظم من حرمة الكعبة
نتحدث من باب الافتراض، ومن باب التزاحم لو دار الامر بين نفس المؤمن وبين هدم الكعبة بحيث لا يمكن حفظهما معا، فاما حفظ بيت الله واما حفظ المؤمن ،فهنا تقدم نفس المؤمن على حفظ الكعبة وذلك لما ورد عن النبي واهل البيت عليهم السلام فعن الامام الرضا (ع) قال: ان أبا جعفر الباقر (ع) استقبل الكعبة وقال: الحمد لله الذي كرمك وشرفك وعظمك وجعلك مثابة للناس وأمنا، والله لحرمة المؤمن اعظم منك.
خامسا : طهارة البيت الحرام
لا بد ان يكون بيت الله اطهر مكان في الارض ،لانه يمثل الله والله هو الجمال المطلق والطهارة التامة والكاملة ، لذلك يجب ازالة كل النجاسات المادية والمعنوية وكل مظاهر الشرك من الاصنام والاوثان حتى يمكن ان يكون هذا المكان يناسب الاجواء الايمانية والروحية لمن يريد ان يتعبد ويتقرب الى الله في هذا المكان ،لذلك قال تعالى( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)