بسم الله الرحمن الرحيم


نقرأ في زيارة عاشوراء اللهم العن بني امية قاطبة فهل يشمل هذا اللعن جميع افراد بني امية حتى الذين لم يشاركوا في قتل الحسين (عليه السلام) او غيره من المعصومين؟
نقول في مقام الجواب ان مقتضى الاطلاق دخولهم جميعا تحت اللعن والمستثنى منهم هو مَن كان إيمانه مُحرزًا، فإنَّ من المقطوع به أنَّ مقصود الإمام (عليه السلام) من هذه الرواية وغيرها هو غير المؤمن من بني أمية.
نعم، المشكوك في كونه مؤمنًا أو غير مؤمن يكون مشمولاً للّعن؛ وذلك لأن القضية في هذه الرواية من القضايا الخارجية التي يتكفَّل المتكلِّم فيها بإحراز الموضوع بنفسه، أي إنها ظاهرة في أنَّ الإمام إنّما لعن بني أمية بعد إحراز أنَّ جميع أفراد هذه القبيلة مستحقّون للّعن لكونهم غير مؤمنين، فعليه كلُّ مَن وقع الشك في إيمانه من بني أمية يمكن استكشاف عدم إيمانه بواسطة مثل هذه الرواية .
وهذا الاستظهار هو شأن كل القضايا الخارجية المشتملة على التعميم، فلو قال القاضي مثلاً "عاقب أولاد زيدٍ قاطبة"
فظاهر هذه الفقرة هو أن القاضي قد اطّلع بنفسه على استحقاق جميع أبناء زيدٍ للعقوبة، فلو وقع الشكُّ في استحقاق أحدهم بنظر القاضي للعقوبة فإن الخطاب الصادر عنه يكشف عن أنه مستحق للعقوبة بنظر القاضي، لذلك لا يصحُّ عرفًا للموظف بالتنفيذ أن يعتذر عن عدم معاقبته لأحدهم بأنه شكَّ في استحقاقه للعقوبة، إذ أن المتفاهم عرفًا من الخطاب المذكور للقاضي هو صلاحيته للكشف عن استحقاق كلِّ من شُكَّ في استحقاقه من أبناء زيد للعقوبة.
هذا وقد ورد في الروايات عن الرسول (صلى الله عليه واله) والأئمة (عليهم السلام) أنَّ الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو أمية، ولا يختص الشيعة بنقل هذه الروايات بل وردت من طرق السنّة أيضًا.

فمن ما ورد من طرق السنة ما ذكره السيوطي في الدر المنثور قال أخرج ابن مردويه عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله ((صلى الله عليه واله)) يقول لأبيك وجدّك إنكم الشجرة الملعونة في القرآن.