بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

• علَّمَتْني الأيامُ أنَّ الإنسان عندما يحبُّ عليه أن يخلص في حبِّه.. ولكنْ عندما يكرَه عليه ألاَّ يَكره بكلِّ قلبه، بل عليه أن يجعلَ للحبِّ مَوضعاً. فكم من عدوٍّ انقلبَ حبيبًا! وكم من حبيبٍ انقلب عدوًّا.
• علّمتني الأيام أن القلوبَ قد تتغيرُ مع مرور الزمن إلاَّ قلب الحسود فإنه ثابتٌ على البغض والحقد، لا تغيره الأيام، ولا السنون والأعوام!
• علّمتني الأيام أن النجاح في الحياة لا ينتهي، فكلُّ نجاحٍ بعدَهُ نجاح، وغالباً ما تكون شروطُ النجاح الثاني أصعبَ مِن الأوَّل، فلا راحةَ للإنسان إلاَّ بملاقاة الديَّان.
• علمتني الأيامُ أنَّ الابتسامة تزيل بُغضَ القلوب، وأنَّ التوبةَ النصوح تمحو الذنوب، وأن الصلاة على النبي تفرِّجُ 4 الكروب، وأن الإنسان مهما طغى وتكبرَ فمصيره إلى علاّم الغيوب.
• علَّمتني الأيامُ ألاَّ أغترَّ بضحك كثيرٍ من الناس في وجهي، فكم من إنسان يضحك في وجهكَ، وترى في ضحكهِ المكرَ والخداع، وكم من إنسان كنتُ أحسبُه حَملاً وديعًا فإذا به ذئب ماكر، وثعبان مبين.
• علمتُ أنّ المؤمنَ لا يُلدغ من جُحرٍ مرتَين، ولكن أليس من الأَولى ألا يلدغَ على الإطلاق! فكم من إنسانٍ لُدغَ من جحر مرة، ثم لدغ بعد هُنيهة من الجُحر ذاته.
• علَّمتني الحياة أنَّ العاقل يستفيد من أخطاء الآخرين، فنظرهُ إليهم عِبرة، وما يحدثُ معهم يكون له عِظةً، فأخطاءُ الآخرينَ حُفرٌ في طريق الحياة، علِمنا مكانَها، ورأينا مَن وقع فيها أمامَنا، فحريٌّ بنا أن نَحيد عنها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
• علمتني الأيام أن فقد الأمِّ لا يعوَّض.

• علمتني الأيام أن الأيامَ تسير بنا إلى المجهول، وأنها مطايا توصلنا إلى أقدار الله تعالى، وأنَّ الأيام لا تتشابَهُ إلا بالمسمَّى، فمِن المُحال أن يمر عليك يوم في المستقبل مثل ليوم الذي تعيش فيه.
• علَّمتني الأيام أن الإنسانَ الذي لا يُرتجى منه العطاءُ وُجودُه مثلُ عدَمهِ، بل ربَّما كان عدمُه خيراً من وجوده، لأنه بوجوده أخذ حيزاً ضِمن الموجودات، وما هو في الحقيقة إلا عدم!!
• علمتني الأيامُ أنَّ سنين التعب، وساعاتِ الإرهاق، ومجافاة الكَرى، وهجر المضاجع، كلّها تَفنى ولا تبقى إلاَّ لذةُ الأشياء النافعة التي حققتها في الحياة
.. فأنت اليومَ أيُّها الإنسانُ نفسكَ ذلكَ الإنسانُ الذي كان يَشقَى، ويتجرَّع علقمَ الأيام، ومرارة العَيش، وضنكَ الحياة، ولكن -ليت شعري- ألا تلاحظ أن ذلك قد ذهبَ وبقيتَ أنت، أنت الإنسان الناجح، الذي رضي عنهُ مَولاهُ، وحصل على نعيم الحياةِ واطمئنانِ الانتقال إلى الله؟

• علمتني الأيام أنّ على الإنسان أن يخالطَ جميعَ أصنافِ البشر، ويأخذَ منهم الدروس والعِبر، فكثيرٌ من الناس يأتي إلى الحياةِ ويذهب منها وهو لم يتعرف إلى حقيقةِ كثيرٍ من الناس.

• علَّمتني الأيام أنَّ كثيراً مِن الناس يعيشُ لنفسهِ ويَحْيا لنفسه، وهو يظنُّ أنّ السعادة تلاحقُه، والهناءَ يحيطُ به، والسرور يطغى عليه، وكأن هذا الإنسانَ لَمْ يعلمْ أنه فقدَ جزءًا كبيراً من السعادة، ألا وهي صحبة الخُلاَّن، والإحسان إلى أخيك الإنسان.