في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (71)
قال تعالى (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ،فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة البقرة الاية من 134 الى 137 .
نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة
اولا : المقياس في الدين ملة ابراهيم الحنيفية
المنطق الجاهل والساذج عندما تدعي كل جماعة انها الطريق الصحيح الى الحق والى الهداية وبدون اي دليل او دليل غير صحيح يقوم على السفسطة وتجهيل الامة والمجتمع كما عليه اليهود عندما يدعون ان طريقهم طريق الهداية وهكذا النصارى كما يزعمون ،ولكن الله تعالى يعطي الضابطة للدين والشريعة الالهية وهي ملة ابراهيم الجامعة لكل الاديان والشرائع فاذا كنتم ايها اليهود والنصارى تؤمنون بابراهيم عليه السلام كما تزعمون فان ابراهيم كان يحمل الشريعة الحنيفية الطاهرة والاسلام هو الامتداد الى الحنيفية .؟
ثانيا : المؤمن الحقيقي لا يفرق بين الانبياء
المؤمن الحقيقي الذي يؤمن بالله تعالى لا يمكن ان يفرق بين الانبياء وما جاء به الانبياء عليهم السلام من ربهم من احكام وشرائع وقوانين ،وذلك لان الانبياء يمثلون الصراط المستقيم والهداية الى الله في كل مراحل التاريخ ،والاختلاف في خصوصيات الانبياء عليهم السلام والازمان والاماكن مما تتطلبها حركة التاريخ فالنبي هو انسان والانسان يتعرض الى الموت وبالتالي لا بد ان يستمر خط الانبياء الى الناس من اجل هدايتهم ،وعلى هذا فلا يمكن ان تتعطل حركة التاريخ بوجود نبي واحد وملة واحدة وامة واحدة . ولذلك يعلم الله المؤمنين ان يقولوا (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )
ثالثا : الوعد الالهي بكفاية المؤمنين من شرور الكافرين
كل وعد ياخذه الله على نفسه فهو لا يخلفه لان الله قادر على كل شيء قدير ،ولذلك قال تعالى لنبيه والمسلمين( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه ) وقد كفى الله رسوله والمؤمنين شر النصارى واليهود في زمانه ونصره عليهم بحيث اصبحت كلمة الله والاسلام هي العليا وكلمة الكفر هي السفلى ،ولكن ما نرى اليوم من تسلط الكافرين على المسلمين لانهم تركوا اسلامهم وكتابهم العظيم واصبح اكثر حكامهم خونة وعملاء وظلمة وجهلة وفسقة كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله (يوشك أن تداعى الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) .. قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا، بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل....)
رابعا : الاسلام يشجع على الحوار
الاسلام الحقيقي وليس الاسلام الذي يمثله داعش او غيرهم من ادعياء الدين يدعو الى الحوار والنقاش وينفتح على الجميع من اجل الوصول الى التفاهمات والمشتركات وازالة ما يمكن ازالته من عراقيل تمنع التواصل مع الاخر ،لان الاسلام قائم على اساس العقل والتعقل والمنطق والفكر والاخلاق ، ولذلك لا يخشى من الدخول في الحوار مع اي جماعة او ملة في الارض،وقد حاور الامام الصادق عليه السلام الكثير من الملاحدة والزنادقة ومنهم ،أبي شاكر الديصاني ، وعبد الكريم ابن أبي العوجاء، وابن المقفع ،فاظهر لهم كمال الاخلاق في الحوار وتقبل الاخر ولم يؤاخذوا على الامام انه استخدم معهم الترهيب والقوة والاساءة في الفعل او القول ........
قال تعالى (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ،فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة البقرة الاية من 134 الى 137 .
نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة
اولا : المقياس في الدين ملة ابراهيم الحنيفية
المنطق الجاهل والساذج عندما تدعي كل جماعة انها الطريق الصحيح الى الحق والى الهداية وبدون اي دليل او دليل غير صحيح يقوم على السفسطة وتجهيل الامة والمجتمع كما عليه اليهود عندما يدعون ان طريقهم طريق الهداية وهكذا النصارى كما يزعمون ،ولكن الله تعالى يعطي الضابطة للدين والشريعة الالهية وهي ملة ابراهيم الجامعة لكل الاديان والشرائع فاذا كنتم ايها اليهود والنصارى تؤمنون بابراهيم عليه السلام كما تزعمون فان ابراهيم كان يحمل الشريعة الحنيفية الطاهرة والاسلام هو الامتداد الى الحنيفية .؟
ثانيا : المؤمن الحقيقي لا يفرق بين الانبياء
المؤمن الحقيقي الذي يؤمن بالله تعالى لا يمكن ان يفرق بين الانبياء وما جاء به الانبياء عليهم السلام من ربهم من احكام وشرائع وقوانين ،وذلك لان الانبياء يمثلون الصراط المستقيم والهداية الى الله في كل مراحل التاريخ ،والاختلاف في خصوصيات الانبياء عليهم السلام والازمان والاماكن مما تتطلبها حركة التاريخ فالنبي هو انسان والانسان يتعرض الى الموت وبالتالي لا بد ان يستمر خط الانبياء الى الناس من اجل هدايتهم ،وعلى هذا فلا يمكن ان تتعطل حركة التاريخ بوجود نبي واحد وملة واحدة وامة واحدة . ولذلك يعلم الله المؤمنين ان يقولوا (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )
ثالثا : الوعد الالهي بكفاية المؤمنين من شرور الكافرين
كل وعد ياخذه الله على نفسه فهو لا يخلفه لان الله قادر على كل شيء قدير ،ولذلك قال تعالى لنبيه والمسلمين( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه ) وقد كفى الله رسوله والمؤمنين شر النصارى واليهود في زمانه ونصره عليهم بحيث اصبحت كلمة الله والاسلام هي العليا وكلمة الكفر هي السفلى ،ولكن ما نرى اليوم من تسلط الكافرين على المسلمين لانهم تركوا اسلامهم وكتابهم العظيم واصبح اكثر حكامهم خونة وعملاء وظلمة وجهلة وفسقة كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله (يوشك أن تداعى الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) .. قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا، بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل....)
رابعا : الاسلام يشجع على الحوار
الاسلام الحقيقي وليس الاسلام الذي يمثله داعش او غيرهم من ادعياء الدين يدعو الى الحوار والنقاش وينفتح على الجميع من اجل الوصول الى التفاهمات والمشتركات وازالة ما يمكن ازالته من عراقيل تمنع التواصل مع الاخر ،لان الاسلام قائم على اساس العقل والتعقل والمنطق والفكر والاخلاق ، ولذلك لا يخشى من الدخول في الحوار مع اي جماعة او ملة في الارض،وقد حاور الامام الصادق عليه السلام الكثير من الملاحدة والزنادقة ومنهم ،أبي شاكر الديصاني ، وعبد الكريم ابن أبي العوجاء، وابن المقفع ،فاظهر لهم كمال الاخلاق في الحوار وتقبل الاخر ولم يؤاخذوا على الامام انه استخدم معهم الترهيب والقوة والاساءة في الفعل او القول ........