من ضمن سلسلة شَهِيدٌ مِن بِلَادِي التي تُنشر في مجلة رياض الزهراء
حاتم اسود محمّد (أبو منتظر المحمّداوي الميساني)
كان الإمام الحسين عليه السلام جالساً ينتظر قدوم فارسٍ شجاع يساند الحق ويرفع لواء علي الأكبر، فهبت رياح محمّلة بالرمال
وانعدمت الرؤية وتعالت أصوات السيوف والرماح وتراشقت السهام، فانطلق الإمام الحسين عليه السلام متفقداً ولده علي الأكبر عليه السلام،
فسمع صوتاً خافتاً ينادي (أبي.. أبي) فتلفت يميناً ويساراً حتى انجلت الغبرة فرأى مجموعةً من الوحوش الضارية تمزق جسد ولده إلى
أشلاء متناثرة فانطلق صوبهم كأبٍ فُجع بولده فهربت الوحوش وبقي الإمام يبكي ويقول: "قتلَ اللهُ قوماً قتلوك ما أجرأهم على الرحمان
وعلى رسوله، وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا.."(1)، فنادى الإمام الحسين عليه السلام: "هل من ناصر ينصرنا؟".(2)
الفارس الشجاع: لبيك يا حسين.. سمعتُ نداءك ووقفت ببابك طالباً الإذن للتوجه إلى القتال فقاتلتُ قرب ضريح أختك زينب عليها السلام،
ثم جئتُ لأحارب على أرض العراق فقطعت قدمي اليمنى، ولازلتُ أسير على خطاك حتى أحقق النصر بإذن الله تعالى.
الجندي: سيّدي ماذا نفعل؟ الطريق مزروع بالمفخخات والمكائد.
القائد (الفارس الشجاع): لا تخافوا سوف أسير أمامكم.. فلم أقدم شيئاً لسيّدي ومولاي الإمام الحسين عليه السلام سوى قدمي، وأنا اطمح
لأكثر من ذلك.
الجندي: سيّدي لو كنّا نملك بعض الأجهزة لتمكنا من التقدّم بسهولة.
القائد (الفارس الشجاع): لقد قدّم إمامنا الحسين عليه السلام أولاده وإخوته وأصحابه وسُبيت نساؤه، ونحن لا نقدّم سوى أنفُسنا،
ألا يكفي هذا لنتقدّم دون خوف أو تردد، فهذه الجنة والله قد أصبحت أمام عيني وجزعتُ من رؤية الظلم وتفشّي الفساد في الأرض،
وهذا إمامي يناديني العجل.. العجل..
الجندي: سيّدي احذر فإخوتنا يفككون بعض العبوات والطريق غير آمن.
القائد (الفارس الشجاع): لابدّ لنا من التضحية فنحن أبناء الحسين عليه السلام، وإذا بعبوة ناسفة تنفجر لتنثر أشلاء القائد وبعض
أصحابه على الأرض؛ ليكون قرباناً كما كان ابن الإمام الحسين عليه السلام، لتخرج روحه الطاهرة منادية: لبيك يا حسين.
...................................
(1) كلمات الإمام الحسين عليه السلام: ج1، ص458.
(2) الإمام الحسين عليه السلام من الميلاد وحتى الاستشهاد: ص247.
بقلم: م. زينب رضا حمودي
تم نشره في رياض الزهراء العدد100
حاتم اسود محمّد (أبو منتظر المحمّداوي الميساني)
كان الإمام الحسين عليه السلام جالساً ينتظر قدوم فارسٍ شجاع يساند الحق ويرفع لواء علي الأكبر، فهبت رياح محمّلة بالرمال
وانعدمت الرؤية وتعالت أصوات السيوف والرماح وتراشقت السهام، فانطلق الإمام الحسين عليه السلام متفقداً ولده علي الأكبر عليه السلام،
فسمع صوتاً خافتاً ينادي (أبي.. أبي) فتلفت يميناً ويساراً حتى انجلت الغبرة فرأى مجموعةً من الوحوش الضارية تمزق جسد ولده إلى
أشلاء متناثرة فانطلق صوبهم كأبٍ فُجع بولده فهربت الوحوش وبقي الإمام يبكي ويقول: "قتلَ اللهُ قوماً قتلوك ما أجرأهم على الرحمان
وعلى رسوله، وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا.."(1)، فنادى الإمام الحسين عليه السلام: "هل من ناصر ينصرنا؟".(2)
الفارس الشجاع: لبيك يا حسين.. سمعتُ نداءك ووقفت ببابك طالباً الإذن للتوجه إلى القتال فقاتلتُ قرب ضريح أختك زينب عليها السلام،
ثم جئتُ لأحارب على أرض العراق فقطعت قدمي اليمنى، ولازلتُ أسير على خطاك حتى أحقق النصر بإذن الله تعالى.
الجندي: سيّدي ماذا نفعل؟ الطريق مزروع بالمفخخات والمكائد.
القائد (الفارس الشجاع): لا تخافوا سوف أسير أمامكم.. فلم أقدم شيئاً لسيّدي ومولاي الإمام الحسين عليه السلام سوى قدمي، وأنا اطمح
لأكثر من ذلك.
الجندي: سيّدي لو كنّا نملك بعض الأجهزة لتمكنا من التقدّم بسهولة.
القائد (الفارس الشجاع): لقد قدّم إمامنا الحسين عليه السلام أولاده وإخوته وأصحابه وسُبيت نساؤه، ونحن لا نقدّم سوى أنفُسنا،
ألا يكفي هذا لنتقدّم دون خوف أو تردد، فهذه الجنة والله قد أصبحت أمام عيني وجزعتُ من رؤية الظلم وتفشّي الفساد في الأرض،
وهذا إمامي يناديني العجل.. العجل..
الجندي: سيّدي احذر فإخوتنا يفككون بعض العبوات والطريق غير آمن.
القائد (الفارس الشجاع): لابدّ لنا من التضحية فنحن أبناء الحسين عليه السلام، وإذا بعبوة ناسفة تنفجر لتنثر أشلاء القائد وبعض
أصحابه على الأرض؛ ليكون قرباناً كما كان ابن الإمام الحسين عليه السلام، لتخرج روحه الطاهرة منادية: لبيك يا حسين.
...................................
(1) كلمات الإمام الحسين عليه السلام: ج1، ص458.
(2) الإمام الحسين عليه السلام من الميلاد وحتى الاستشهاد: ص247.
بقلم: م. زينب رضا حمودي
تم نشره في رياض الزهراء العدد100