فاطمةالزهراء ميزان الحق
نعزي رسول الله والأئمة الأطهار والعالم الأسلامي وشيعة أمير المؤمنين وأدارة منتدى الكفيل وأعضائة بأستشهاد بضعة رسول الله فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ونسأل الله قبول الأعمال .
بسم الله الرحمن الرحيم
(إنّا أَعطَينَاكَ الكَوثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر. إنَّ شانِئَكَ هُـو الأبتَر) صدق الله العلي العظيم
السلام عليك يا رسول الله، السلام على أمين الله على وحيه وعزائم أمره. الخاتم لما سبق والفاتح لما استُقبِل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته.
السلامعليك يا سيدي يا أمير المؤمنين ومولى المتقين علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته.
عظّم الله لكما الأجر باستشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ويهنيكم اجتماعكم في المقام المحمود في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
يا سادتي إن قلوب المؤمنين حرّى وجمرة حزنهم ولوعة مصابهم متّقدة لا تنطفئ أبداً حتى ينتصف المظلوم من الظالم ويعود الحق الى أهله ويرثَ الأرض ومن عليها عبادُ الله الصالحون أو يختار الله لنا لقاءكم ومرافقتكم.
أيها الأحبة :
لا يعرف قدر فاطمة إلا خالقها حين جعلها من أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً وإلا أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصادق الأمين الذي قال فيه الله تبارك وتعالىوَمَا يَنطِقُ عَن الهَوَى، إنْ هُوَ إلا وَحيٌ يُوحَى) (النجم/3-4) (وَلَوْتَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّلَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة/44-46) الذي قال فيها (فاطمة بضعة منييؤذيني ما آذاها) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) مخاطباً إياها (إن الله يغضب لغضبكِ ويرضى لرضاك) فهي ميزان الحق وبها يُعرف طريق الهدى ويُنال رضا الله تبارك وتعالى فلا يصل الى الهدفالمنشود من لم يوالِ فاطمة ويسير على نهج فاطمة ويجعل فاطمة معياراً لتمييز الحق منالباطل وهكذا أرادها الله تعالى ورسوله الكريم ان تكون للأمة حتى لا تضلّ وتشتتهاالأهواء.
لكن الأمة الغافلة الطائعة لهواها المستسلمة الى أمراضها النفسية وعُقَدِها الاجتماعية أعرضت عن هذا كله ولم تصغِ الى موعظة الزهراء وتذكيرها وإنذارها لهم بين يدي عذابشديد (فنعم الحكَم الله والزعيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم والموعد القيامة،وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقرٌ وسوف تعلمون منيأتيه عذابٌ يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) وقالت (عليها السلام) (ويحكم أفمن يهدي إلىالحق أحقُّ أن يُتّبع أمن لا يهدِّي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون؟! أمَا لعمريلقد لُقِحتْ، فَنَظِرَةٌ ريثما تُنتج، ثم احتلبوا ملء العقب دماً عبيطاً وذعافاًمبيداً، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غبَّ ما أسس الأولون، ثم طيبوا عندنياكم نفساً، وطامنوا للفتنة جأشاً، وابشروا بسيفٍ صارم، وسطوة معتدٍ غاشم،وبِهَرجٍ شامل، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً فيا حسرتالكم! وأنّى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون).
فصدقَعليهم قول رب العزة والجلال (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنقَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْوَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِياللّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران144).
بلعدَتْ الأمة على دارها التي شرّفها الله تبارك وتعالى وأغلق جميع الأبواب الشارعةالى مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا بابها ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدخل الى هذه الباب الا بعدالاستئذان إعلاء لشأنها فأحرقوا الباب وضربوا سيدة نساء العالمين وأسقطوا جنينهاواغتصبوا إرثها من أبيها ونكثوا بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) فخرجت مطالبةبحقها مدافعةً عن إمامها وقائدها الحق فاضحة للأئمة المتقدسين الذين خدعوا الأمة بمعايير زائفة وخلّفوا وراء ظهورهم ميزان الحق: فاطمة الزهراء مظهر الرضا والغضبالإلهي بنصّ الأحاديث النبوية الشريفة المتقدمة.
ولمتسكت الزهراء عن الظالمين والمنحرفين والفاسدين والمتاجرين بالدين والمتسلطين علىرقاب الأمة بغير حق وخلّدت هذه الثورة بتساؤلات تدفع كل باحث عن الحقيقة الىالتحقيق والتمحيص حتى يهتدي بنور فاطمة، لماذا تغادر فاطمة الدنيا وهي ابنة ثمانيةعشر عاماً في عمر الزهور؟
ولماذاتدفن ليلاً ولا يحضر دفنها كل أصحاب أبيها عدا عدد الأصابع ممن اختارتهم هي وأميرالمؤمنين! ولماذا يُعفى موضع قبرها؟
أي جريمة ارتكبتها الأمة في حقها وحق أبيها حتى حُرِموا من هذه النعمة؟ وهل يمكن أنيكون جزاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وديعته هذا الصنيع وهو القائل لأمته بنصّ القرآن الكريم: (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(الشورى23).
أيهاالأحبة:
إناحتفالنا بذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ليس إثارةً لتأريخٍ مضىوأصبح إرشيفاً وإنما يعني الاهتداء لطريق الحق الذي رسمته ورضيت عنه صلوات اللهعليها ما دام رضاها علامة على رضا الله تبارك وتعالى ورفضها دليلاً على غضبه سبحانه.
ويعنيالعودة الى التوحيد الخالص والتحرر من عبودية الذات والأطماع والهوى والأنانية والمصالح وطاعة الطواغيت وتقديس السلف وغيرها من الأصنام التي تغلّ العقل والقلب عنالانفتاح على الحرية الحقيقية.
ويعني رفض الظلم والفساد والانحراف والتسلط على رقاب الأمة بغير حق.
ويعني الوحدة الحقيقية للأمة تحت راية القيادة الحقّة حيث قالت عليها السلام (وجعل الله طاعتنا نظاماً للملّة وإمامتنا أماناً من الفرقة).
ألا ترون الى هذه البشرية الضالة التائهة التي مزّقتها الحروب وتفشّى فيها القتل ونحن في العراق نفقد يومياً العشرات من الأبرياء ولم تنفع ألف مصالحة وطنية ومؤتمر للوفاق وآخر للحوار ومؤتمرات للوحدة وغيرها من الأسماء والمسميات الخاوية لأنها غير مبتنية على أساس صحيح؟ ولأنها لا تصدر عن نوايا صادقة ولا تراعي المبادئ الإنسانية العليا وإنما تُقَنن لترعى المصالح الشخصية والفئوية وترسخ الأنانيات وتحكّم شريعة الغاب حيث لا مكان إلا للعنف والعدوان والظلم.
يا أحباب الزهراء:
إنكم بفعاليتكم المباركة هذه تسنّون للأجيال القادمة شعيرة مقدسة نحيي فيها كل معاني الحركة الرسالية لفاطمة الزهراء ونجدد قضية الزهراء لنعرضها للعالم، فقد آن الأوان الى أن تُنصِف الأمة فاطمة الزهراء وكفى الإهمال والتضييع لأكثر من ألف وأربعمائة عام فاصبروا وصابروا وجاهدوا لترسيخ هذه السُنة الشريفة فإن الإمام الصادق (عليه السلام) عدّها من أقسام الجهاد قال (عليه السلام) (وأما الجهاد الذي هو سنّة فكل سنّة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال لأنها إحياء سنة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها الى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء) فلنبدأ من اليوم عملاً دؤوباً مستفيدين من كل وسائل الاتصال والإعلام والتبليغ لنعرّفالبشرية جميعاً طريق الحق الذي رسمته فاطمة الزهراء وستلقون من الله تبارك وتعالىتأييداً ونصرةً وقبولاً فإنكم ترون العالم اليوم مقبلاً على تعاليم أهل البيتالسامية وقد فتح أعينه على إسلام جديد غير الصورة البشعة التي سنّها من ظلمَ الزهراء (عليها السلام) وغصَبها حقها وسار على نهجه من هم على شاكلته الى اليوم.
ففرص الهداية الى طريق الحق اليوم عظيمة فاغتنموها ببركة قضية الزهراء.
وتذكّروا قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام) مرغّباً (يا علي لئنيهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وما غربت).
يا شيعةامير المؤمنين وكفى بهذا العنوان فخراً وعزّاً.
اجتمعنا هذا اليوم هنا في ارض النجف الشريف لنعزّيَ أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جلس في مثل هذا اليوم على قبر الزهراء يخط التراب بأنامله وقد فاضت عيناه بالدموع وهو يقول (السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة بجوارك والسريعة اللحاق بك. قلَّ يا رسول الله عن صَفّيتك صبري، ورقَّ لها تجلدي، إلا أن لي في التأسي بمصيبتك موضع تعزٍ إذ وسّدتك في ملحودة قبرك بيدي وفاضت نفسك بين نحري وصدري.
بلى وفي كتاب الله لي أنعُم القبول. إنا لله وإنا اليه راجعون. لقد استرجعت الوديعة، واُخذت الرهينة وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء.
يا رسول الله، أما حزني فسرمد، واما ليلي فمُسهّد، وهمٌّ لا يبرح من قلبي، أو يختار الله لي دارك التي انت فيها مقيم.
وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها، فأحفّها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلجٍ بصدرها، لم تجد الى بثه سبيلاً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين. فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً، وتهضم حقّها، ويمنع إرثها، ولم يتباعد العهد، ولم يخلُ منك الذكر، والى الله يا رسول الله المشتكى، وفيك يا رسول الله أحسن العزاء، وصلى اللهُ عليك وعليها السلام والرضوان. فإن أنصرف فلا عن ملالة وان اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.
يا أحباب الزهراء، أيها التوّاقون لشفاعتها والمفجوعون بمصيبتها.
قوموا لنرفع الظُلامة عن فاطمة الزهراء وننصرها ونظهر عزّتها وكرامتها ونشيّعها نهاراً جهاراً ولنرغم أنوف ظالميها وشانئيها وتوسّلوا الى الله تعالى بفاطمة الزهراء لقضاء حوائجكم وأن يكشف البلاء عن هذا البلد الكريم وشعبه الأبيّ، وأقسِموا على الامامالمهدي الموعود (عجّل الله فرجه الشريف) بجدّته فاطمة فإنه لا تُردُّ لكم حاجةوأسأل الله تعالى أن لا يضيّع لكم جهداً أو عناء ويدخلكم في شفاعة الزهراء حين تلتقط شيعتها ومحبّيها يوم المحشر كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء ولا يشفعون الا لمن ارتضى.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين .
منقول من أحد المواقع
(إنّا أَعطَينَاكَ الكَوثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر. إنَّ شانِئَكَ هُـو الأبتَر) صدق الله العلي العظيم
السلام عليك يا رسول الله، السلام على أمين الله على وحيه وعزائم أمره. الخاتم لما سبق والفاتح لما استُقبِل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته.
السلامعليك يا سيدي يا أمير المؤمنين ومولى المتقين علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته.
عظّم الله لكما الأجر باستشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ويهنيكم اجتماعكم في المقام المحمود في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
يا سادتي إن قلوب المؤمنين حرّى وجمرة حزنهم ولوعة مصابهم متّقدة لا تنطفئ أبداً حتى ينتصف المظلوم من الظالم ويعود الحق الى أهله ويرثَ الأرض ومن عليها عبادُ الله الصالحون أو يختار الله لنا لقاءكم ومرافقتكم.
أيها الأحبة :
لا يعرف قدر فاطمة إلا خالقها حين جعلها من أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً وإلا أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصادق الأمين الذي قال فيه الله تبارك وتعالىوَمَا يَنطِقُ عَن الهَوَى، إنْ هُوَ إلا وَحيٌ يُوحَى) (النجم/3-4) (وَلَوْتَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّلَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة/44-46) الذي قال فيها (فاطمة بضعة منييؤذيني ما آذاها) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) مخاطباً إياها (إن الله يغضب لغضبكِ ويرضى لرضاك) فهي ميزان الحق وبها يُعرف طريق الهدى ويُنال رضا الله تبارك وتعالى فلا يصل الى الهدفالمنشود من لم يوالِ فاطمة ويسير على نهج فاطمة ويجعل فاطمة معياراً لتمييز الحق منالباطل وهكذا أرادها الله تعالى ورسوله الكريم ان تكون للأمة حتى لا تضلّ وتشتتهاالأهواء.
لكن الأمة الغافلة الطائعة لهواها المستسلمة الى أمراضها النفسية وعُقَدِها الاجتماعية أعرضت عن هذا كله ولم تصغِ الى موعظة الزهراء وتذكيرها وإنذارها لهم بين يدي عذابشديد (فنعم الحكَم الله والزعيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم والموعد القيامة،وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقرٌ وسوف تعلمون منيأتيه عذابٌ يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) وقالت (عليها السلام) (ويحكم أفمن يهدي إلىالحق أحقُّ أن يُتّبع أمن لا يهدِّي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون؟! أمَا لعمريلقد لُقِحتْ، فَنَظِرَةٌ ريثما تُنتج، ثم احتلبوا ملء العقب دماً عبيطاً وذعافاًمبيداً، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غبَّ ما أسس الأولون، ثم طيبوا عندنياكم نفساً، وطامنوا للفتنة جأشاً، وابشروا بسيفٍ صارم، وسطوة معتدٍ غاشم،وبِهَرجٍ شامل، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً فيا حسرتالكم! وأنّى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون).
فصدقَعليهم قول رب العزة والجلال (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنقَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْوَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِياللّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران144).
بلعدَتْ الأمة على دارها التي شرّفها الله تبارك وتعالى وأغلق جميع الأبواب الشارعةالى مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا بابها ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدخل الى هذه الباب الا بعدالاستئذان إعلاء لشأنها فأحرقوا الباب وضربوا سيدة نساء العالمين وأسقطوا جنينهاواغتصبوا إرثها من أبيها ونكثوا بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) فخرجت مطالبةبحقها مدافعةً عن إمامها وقائدها الحق فاضحة للأئمة المتقدسين الذين خدعوا الأمة بمعايير زائفة وخلّفوا وراء ظهورهم ميزان الحق: فاطمة الزهراء مظهر الرضا والغضبالإلهي بنصّ الأحاديث النبوية الشريفة المتقدمة.
ولمتسكت الزهراء عن الظالمين والمنحرفين والفاسدين والمتاجرين بالدين والمتسلطين علىرقاب الأمة بغير حق وخلّدت هذه الثورة بتساؤلات تدفع كل باحث عن الحقيقة الىالتحقيق والتمحيص حتى يهتدي بنور فاطمة، لماذا تغادر فاطمة الدنيا وهي ابنة ثمانيةعشر عاماً في عمر الزهور؟
ولماذاتدفن ليلاً ولا يحضر دفنها كل أصحاب أبيها عدا عدد الأصابع ممن اختارتهم هي وأميرالمؤمنين! ولماذا يُعفى موضع قبرها؟
أي جريمة ارتكبتها الأمة في حقها وحق أبيها حتى حُرِموا من هذه النعمة؟ وهل يمكن أنيكون جزاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في وديعته هذا الصنيع وهو القائل لأمته بنصّ القرآن الكريم: (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(الشورى23).
أيهاالأحبة:
إناحتفالنا بذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ليس إثارةً لتأريخٍ مضىوأصبح إرشيفاً وإنما يعني الاهتداء لطريق الحق الذي رسمته ورضيت عنه صلوات اللهعليها ما دام رضاها علامة على رضا الله تبارك وتعالى ورفضها دليلاً على غضبه سبحانه.
ويعنيالعودة الى التوحيد الخالص والتحرر من عبودية الذات والأطماع والهوى والأنانية والمصالح وطاعة الطواغيت وتقديس السلف وغيرها من الأصنام التي تغلّ العقل والقلب عنالانفتاح على الحرية الحقيقية.
ويعني رفض الظلم والفساد والانحراف والتسلط على رقاب الأمة بغير حق.
ويعني الوحدة الحقيقية للأمة تحت راية القيادة الحقّة حيث قالت عليها السلام (وجعل الله طاعتنا نظاماً للملّة وإمامتنا أماناً من الفرقة).
ألا ترون الى هذه البشرية الضالة التائهة التي مزّقتها الحروب وتفشّى فيها القتل ونحن في العراق نفقد يومياً العشرات من الأبرياء ولم تنفع ألف مصالحة وطنية ومؤتمر للوفاق وآخر للحوار ومؤتمرات للوحدة وغيرها من الأسماء والمسميات الخاوية لأنها غير مبتنية على أساس صحيح؟ ولأنها لا تصدر عن نوايا صادقة ولا تراعي المبادئ الإنسانية العليا وإنما تُقَنن لترعى المصالح الشخصية والفئوية وترسخ الأنانيات وتحكّم شريعة الغاب حيث لا مكان إلا للعنف والعدوان والظلم.
يا أحباب الزهراء:
إنكم بفعاليتكم المباركة هذه تسنّون للأجيال القادمة شعيرة مقدسة نحيي فيها كل معاني الحركة الرسالية لفاطمة الزهراء ونجدد قضية الزهراء لنعرضها للعالم، فقد آن الأوان الى أن تُنصِف الأمة فاطمة الزهراء وكفى الإهمال والتضييع لأكثر من ألف وأربعمائة عام فاصبروا وصابروا وجاهدوا لترسيخ هذه السُنة الشريفة فإن الإمام الصادق (عليه السلام) عدّها من أقسام الجهاد قال (عليه السلام) (وأما الجهاد الذي هو سنّة فكل سنّة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال لأنها إحياء سنة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها الى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء) فلنبدأ من اليوم عملاً دؤوباً مستفيدين من كل وسائل الاتصال والإعلام والتبليغ لنعرّفالبشرية جميعاً طريق الحق الذي رسمته فاطمة الزهراء وستلقون من الله تبارك وتعالىتأييداً ونصرةً وقبولاً فإنكم ترون العالم اليوم مقبلاً على تعاليم أهل البيتالسامية وقد فتح أعينه على إسلام جديد غير الصورة البشعة التي سنّها من ظلمَ الزهراء (عليها السلام) وغصَبها حقها وسار على نهجه من هم على شاكلته الى اليوم.
ففرص الهداية الى طريق الحق اليوم عظيمة فاغتنموها ببركة قضية الزهراء.
وتذكّروا قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ (عليه السلام) مرغّباً (يا علي لئنيهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وما غربت).
يا شيعةامير المؤمنين وكفى بهذا العنوان فخراً وعزّاً.
اجتمعنا هذا اليوم هنا في ارض النجف الشريف لنعزّيَ أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جلس في مثل هذا اليوم على قبر الزهراء يخط التراب بأنامله وقد فاضت عيناه بالدموع وهو يقول (السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة بجوارك والسريعة اللحاق بك. قلَّ يا رسول الله عن صَفّيتك صبري، ورقَّ لها تجلدي، إلا أن لي في التأسي بمصيبتك موضع تعزٍ إذ وسّدتك في ملحودة قبرك بيدي وفاضت نفسك بين نحري وصدري.
بلى وفي كتاب الله لي أنعُم القبول. إنا لله وإنا اليه راجعون. لقد استرجعت الوديعة، واُخذت الرهينة وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء.
يا رسول الله، أما حزني فسرمد، واما ليلي فمُسهّد، وهمٌّ لا يبرح من قلبي، أو يختار الله لي دارك التي انت فيها مقيم.
وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها، فأحفّها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلجٍ بصدرها، لم تجد الى بثه سبيلاً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين. فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً، وتهضم حقّها، ويمنع إرثها، ولم يتباعد العهد، ولم يخلُ منك الذكر، والى الله يا رسول الله المشتكى، وفيك يا رسول الله أحسن العزاء، وصلى اللهُ عليك وعليها السلام والرضوان. فإن أنصرف فلا عن ملالة وان اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.
يا أحباب الزهراء، أيها التوّاقون لشفاعتها والمفجوعون بمصيبتها.
قوموا لنرفع الظُلامة عن فاطمة الزهراء وننصرها ونظهر عزّتها وكرامتها ونشيّعها نهاراً جهاراً ولنرغم أنوف ظالميها وشانئيها وتوسّلوا الى الله تعالى بفاطمة الزهراء لقضاء حوائجكم وأن يكشف البلاء عن هذا البلد الكريم وشعبه الأبيّ، وأقسِموا على الامامالمهدي الموعود (عجّل الله فرجه الشريف) بجدّته فاطمة فإنه لا تُردُّ لكم حاجةوأسأل الله تعالى أن لا يضيّع لكم جهداً أو عناء ويدخلكم في شفاعة الزهراء حين تلتقط شيعتها ومحبّيها يوم المحشر كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء ولا يشفعون الا لمن ارتضى.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين .
منقول من أحد المواقع