#زينب_والاعلام
اللهم صل على محمد وال محمد الاطيبين الاطهرين...
ان قدرة اي قضية في العالم على الصمود في الذاكرة والاستمرار مع الزمن والديمومة عبر تعاقب الاجيال، تتناسب تناسبا عكسيا مع الحرب الاعلامية والسياسية والنفسية وربما العسكرية التي يشنها خصومها ضدها، الا قضية الامام السبط الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام، فانها تتناسب تناسبا طرديا، اذ كلما زاد اعداؤها من حربهم الضروس ضدها كلما تجذرت في النفوس وانتشرت في الافاق واتسع نطاقها وترسخت ديمومتها، وذلك يعود لسببين:
السبب الاول؛ هو البعد الغيبي في القضية، والذي اشارت اليه زينب بنت علي عليهما السلام في حديثها مع ابن اخيها الامام علي بن الحسين السجاد (زين العابدين) عليه السلام عندما نظر الى اهله مجزرين و بينهم مهجة الزهراء البتول عليها السلام، فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله) بحالة تذيب القلوب، اشتد قلقه، فلما تبينت ذلك منه عمته زينب أخذت تصبره قائلة:
مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي، فوالله إن هذا لعهد من الله الى جدك وابيك، ولقد أخذ الله ميثاق اناس لا تعرفهم فراعنة هذه الارض وهم معروفون في اهل السماوات، انهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لايدرس أثره ولا يمحي رسمه على كرور الليالي والايام، وليجتهدن ائمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد اثره الا علوا.
اما السبب الثاني؛ فيعود الى الخطة الاعلامية الذكية التي رسمتها العقيلة زينب (عليها السلام) والتي باشرت بتنفيذها منذ لحظة استشهاد السبط ، وحتى لحظة وفاتها ( جزء من حديث الشخصية المعروفة نزار حيدر)