في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (83)
قال تعالى(وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة البقرة الاية من 163 الى 164.
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب
اولا : الادلة على وحدة الخالق
يمكن لنا ان نسوق وناتي بعدة ادلة ذكرها العلماء على ان الخالق واحد منها
1- وحدة النظام الكوني
اهل الاختصاص من العلماء عندما يبحثون في هذا النظام الكوني المعقد يجدون الترابط والانسجام التام بين اجزاء الوجود ،فخلق الانسان الذكر والانثى هذا المركب العجيب من الروح المجردة والمادة ووجود القوى المختلفة وحاجة كل واحد منهم للاخر ،وكذلك سير الافلاك ودوران الشمس والقمر ضمن قانون عجيب ونزول المطر في اوقاته وجريان المياه في الانهار وهبوب الرياح ونبات الزرع وكل نوع في مكانه ،كل هذا دليل وحدة المنظم والخالق ،ولو كان ثمة خالق اخر للكون لحصل الاختلاف والتناقض بينهما ،لذا يقول الله تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) وقال تعالى(وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ الله عَمَّا يصِفُونَ)وقال تعالى(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)
والى ذلك اشار اهل البيت عليهم السلام عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ( ما الدليل على أن الله واحد؟ قال: اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال عز وجل (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) .
2- دليل لزوم التعريف
يعني لو كان هناك إله آخر في الكون لبعث الرسل وانزل الكتب وأبان وأَفصح عن نفسه ِ وأمر العباد أن يعبدوه، فلما لم يرسل ولم ينزل ولا عرف الناس بوجوده ِ دل على عدم وجوده، وهذا مما استفدناه من كلام أمير المؤمنين عليه السلام حين يقول: «واعلم يا بني لأنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنه إله واحد ٍكما وصف نفسه لايضاد في ملكه أحد ولا يزول أبداً»
ثانيا : العقل غير الذكاء
حسب مراجعتي لم اجد من ميز وفرق بين العقل والذكاء ،وهذا نابع اما لوضوح هذا الامر لدى العلماء السابقين او لعدم وضوحه وتميزه ،وبالتالي قد يشكل على عوام الناس التمييز بين ذلك ،ومن الطاف الله تعالى علينا استطعنا ان نميز بين العقل والذكاء في الانسان بالاضافة الى فهم الايات والروايات الصادرة من اهل بيت العصمة والطهارة ........؟
فالعقل قوة مجردة وليست مادية ،دورها التمييز والادراك بين الخير والشر والصح والخطأ ، والعاقل هو المتدبر والمتفكر في الامور والقضايا والايات والذي يقدم المصلحة الالهية والقيم العليا والاخلاق على المصلحة الآنية والوقتية الزائلة .وهذا عين ما ورد عن صادق ال محمد عندما ساله احدهم عن العقل فقال (العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان ) ....
واما الذكاء ؛فهو قوة مادية في الذهن البشري وجزء من الدماغ ودوره حفظ المعلومات كما هو (الرام ) في جهاز الحاسبة او الموبايل .
لذلك قد تجد الكثير من الاذكياء في العالم وهم كفارلا يؤمنون بالله تعالى بل قد تجد من الاذكياء كما في الهند يعبدون ويقدسون البقرة ،وقد تجد الكثير من الاذكياء يعصون الله تعالى فيزنون ويكذبون ويخونون الامانة ويرتكبون شتى المعاصي وما هذا الا لفقدان العقل عندهم وزواله فاصبحوا لا فرق بينهم وبين البهائم كما قال تعالى(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)
ثالثا : التامل والتفكر في صنع الله من صفات العقلاء
العقلاء يتفكرون في كل حركة وسكون في الوجود ،والذين يتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ..............؟
قال احد العلماء
1- ( ان في السماء من النجوم ما يفوق على حبات الرمل عددا ، وان أصغر نجم لهو أكبر حجما من الأرض بأكثر من مليون مرة ، وان كل مجموعة من النجوم تؤلف مدينة عظمى ، اسمها المجرة ، تضم أكثر من مائة مليون نجمة ، وان عدد هذه المدن أكثر من مليوني مدينة تبعد الواحدة عن الأخرى مسافة رسالة لا سلكية تصل بعد ثلاثة ملايين من السنين ، أي ان نسبة هذه المدن بمجموعها إلى الفضاء الخالي ، تماما كنسبة ذبابة تائهة في الكرة الأرضية ، وكل هذه النجوم والمجرات تسير بتوازن وانتظام . . هذا مثال من ملايين الملايين على قدرة اللَّه وعظمته ، اكتشفها العلم الحديث . . وما زالت الآية الكريمة تخاطب العلماء المكتشفين ، وتقول لهم : وما أوتيتم من العلم الا قليلا .
2- الأرض : واما الأرض كرة معلقة في الهواء ، تدور حول نفسها مرة واحدة كل 24 ساعة ، فيكون تعاقب الليل والنهار ، وتسبح حول الشمس مرة كل عام ، فيكون تعاقب الفصول الأربعة ، ويحيط بالأرض غلاف غازي يشتمل على الغازات اللازمة للحياة ، ويحفظ هذا الغلاف من الغازات درجة الحرارة المناسبة للحياة ، ويحمل بخار الماء من المحيطات إلى مسافات بعيدة داخل القارات ، حيث يتكاثف المطر .
ثم لو كان قطر الأرض أصغر مما هو عليه لعجزت عن الاحتفاظ بالتوازن ، ولصارت درجة الحرارة بالغة حد الموت ، ولو كان قطرها أكبر مما هو لزادت جاذبيتها للأجسام ، وتؤثر هذه الزيادة أبلغ الأثر في الحياة على سطح الأرض .
ولو بعدت الأرض عن الشمس أكثر من المسافة الحالية لنقصت كمية الحرارة التي تتلقاها من الشمس ، ولو قربت منها أكثر مما هي الآن لزادت الحرارة ، وفي كلتا الحالتين تتعذر الحياة على الأرض .فكروية الأرض ، والفراغ الذي يحيط بها ، ودورانها حول الشمس ، وإحاطتها بالغلاف الجوي ، ووضعها في مكانها الخاص ، وكون قطرها بهذا
المقدار الخاص ، كل أولئك تهيئ للإنسان أسباب الحياة على الأرض ، ولو فقد وصف واحد من هذه الأوصاف ، كما لو كانت الأرض مسطحة ، أو أصغر ، أو أكبر ، أو أبعد أو أقرب إلى الشمس ، أو فقد الغلاف لاستحال أن يكون الإنسان ابن الأرض بشهادة العلماء ، وليس من المعقول ان هذا النظام العجيب مجرد مصادفة . . بل بحكمة حكيم ، وتدبير مدبر .)
قال تعالى(وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة البقرة الاية من 163 الى 164.
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب
اولا : الادلة على وحدة الخالق
يمكن لنا ان نسوق وناتي بعدة ادلة ذكرها العلماء على ان الخالق واحد منها
1- وحدة النظام الكوني
اهل الاختصاص من العلماء عندما يبحثون في هذا النظام الكوني المعقد يجدون الترابط والانسجام التام بين اجزاء الوجود ،فخلق الانسان الذكر والانثى هذا المركب العجيب من الروح المجردة والمادة ووجود القوى المختلفة وحاجة كل واحد منهم للاخر ،وكذلك سير الافلاك ودوران الشمس والقمر ضمن قانون عجيب ونزول المطر في اوقاته وجريان المياه في الانهار وهبوب الرياح ونبات الزرع وكل نوع في مكانه ،كل هذا دليل وحدة المنظم والخالق ،ولو كان ثمة خالق اخر للكون لحصل الاختلاف والتناقض بينهما ،لذا يقول الله تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) وقال تعالى(وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ الله عَمَّا يصِفُونَ)وقال تعالى(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)
والى ذلك اشار اهل البيت عليهم السلام عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ( ما الدليل على أن الله واحد؟ قال: اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال عز وجل (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) .
2- دليل لزوم التعريف
يعني لو كان هناك إله آخر في الكون لبعث الرسل وانزل الكتب وأبان وأَفصح عن نفسه ِ وأمر العباد أن يعبدوه، فلما لم يرسل ولم ينزل ولا عرف الناس بوجوده ِ دل على عدم وجوده، وهذا مما استفدناه من كلام أمير المؤمنين عليه السلام حين يقول: «واعلم يا بني لأنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنه إله واحد ٍكما وصف نفسه لايضاد في ملكه أحد ولا يزول أبداً»
ثانيا : العقل غير الذكاء
حسب مراجعتي لم اجد من ميز وفرق بين العقل والذكاء ،وهذا نابع اما لوضوح هذا الامر لدى العلماء السابقين او لعدم وضوحه وتميزه ،وبالتالي قد يشكل على عوام الناس التمييز بين ذلك ،ومن الطاف الله تعالى علينا استطعنا ان نميز بين العقل والذكاء في الانسان بالاضافة الى فهم الايات والروايات الصادرة من اهل بيت العصمة والطهارة ........؟
فالعقل قوة مجردة وليست مادية ،دورها التمييز والادراك بين الخير والشر والصح والخطأ ، والعاقل هو المتدبر والمتفكر في الامور والقضايا والايات والذي يقدم المصلحة الالهية والقيم العليا والاخلاق على المصلحة الآنية والوقتية الزائلة .وهذا عين ما ورد عن صادق ال محمد عندما ساله احدهم عن العقل فقال (العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان ) ....
واما الذكاء ؛فهو قوة مادية في الذهن البشري وجزء من الدماغ ودوره حفظ المعلومات كما هو (الرام ) في جهاز الحاسبة او الموبايل .
لذلك قد تجد الكثير من الاذكياء في العالم وهم كفارلا يؤمنون بالله تعالى بل قد تجد من الاذكياء كما في الهند يعبدون ويقدسون البقرة ،وقد تجد الكثير من الاذكياء يعصون الله تعالى فيزنون ويكذبون ويخونون الامانة ويرتكبون شتى المعاصي وما هذا الا لفقدان العقل عندهم وزواله فاصبحوا لا فرق بينهم وبين البهائم كما قال تعالى(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)
ثالثا : التامل والتفكر في صنع الله من صفات العقلاء
العقلاء يتفكرون في كل حركة وسكون في الوجود ،والذين يتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ..............؟
قال احد العلماء
1- ( ان في السماء من النجوم ما يفوق على حبات الرمل عددا ، وان أصغر نجم لهو أكبر حجما من الأرض بأكثر من مليون مرة ، وان كل مجموعة من النجوم تؤلف مدينة عظمى ، اسمها المجرة ، تضم أكثر من مائة مليون نجمة ، وان عدد هذه المدن أكثر من مليوني مدينة تبعد الواحدة عن الأخرى مسافة رسالة لا سلكية تصل بعد ثلاثة ملايين من السنين ، أي ان نسبة هذه المدن بمجموعها إلى الفضاء الخالي ، تماما كنسبة ذبابة تائهة في الكرة الأرضية ، وكل هذه النجوم والمجرات تسير بتوازن وانتظام . . هذا مثال من ملايين الملايين على قدرة اللَّه وعظمته ، اكتشفها العلم الحديث . . وما زالت الآية الكريمة تخاطب العلماء المكتشفين ، وتقول لهم : وما أوتيتم من العلم الا قليلا .
2- الأرض : واما الأرض كرة معلقة في الهواء ، تدور حول نفسها مرة واحدة كل 24 ساعة ، فيكون تعاقب الليل والنهار ، وتسبح حول الشمس مرة كل عام ، فيكون تعاقب الفصول الأربعة ، ويحيط بالأرض غلاف غازي يشتمل على الغازات اللازمة للحياة ، ويحفظ هذا الغلاف من الغازات درجة الحرارة المناسبة للحياة ، ويحمل بخار الماء من المحيطات إلى مسافات بعيدة داخل القارات ، حيث يتكاثف المطر .
ثم لو كان قطر الأرض أصغر مما هو عليه لعجزت عن الاحتفاظ بالتوازن ، ولصارت درجة الحرارة بالغة حد الموت ، ولو كان قطرها أكبر مما هو لزادت جاذبيتها للأجسام ، وتؤثر هذه الزيادة أبلغ الأثر في الحياة على سطح الأرض .
ولو بعدت الأرض عن الشمس أكثر من المسافة الحالية لنقصت كمية الحرارة التي تتلقاها من الشمس ، ولو قربت منها أكثر مما هي الآن لزادت الحرارة ، وفي كلتا الحالتين تتعذر الحياة على الأرض .فكروية الأرض ، والفراغ الذي يحيط بها ، ودورانها حول الشمس ، وإحاطتها بالغلاف الجوي ، ووضعها في مكانها الخاص ، وكون قطرها بهذا
المقدار الخاص ، كل أولئك تهيئ للإنسان أسباب الحياة على الأرض ، ولو فقد وصف واحد من هذه الأوصاف ، كما لو كانت الأرض مسطحة ، أو أصغر ، أو أكبر ، أو أبعد أو أقرب إلى الشمس ، أو فقد الغلاف لاستحال أن يكون الإنسان ابن الأرض بشهادة العلماء ، وليس من المعقول ان هذا النظام العجيب مجرد مصادفة . . بل بحكمة حكيم ، وتدبير مدبر .)