في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (85)
قال تعالى (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) سورة البقرة من الاية 166 الى 167.
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : المتبوع يتبرأ من التابع في عالم الاخرة
عالم الاخرة غير عالم الدنيا ،في عالم الدنيا قد لا يتبرا التابع من المتبوع ولا المتبوع من التابع وهذا ما نلاحظه فعلا في الكثير من محطات الحياة السياسية والاجتماعية والاممية ، ولكن في عالم الاخرة الامر يختلف اذ لا يستطيع المتبوع ان يدافع عن نفسه فضلا عن غيره لهول ما يرى من العذاب كما قال تعالى ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىظ° وَمَا هُمْ بِسُكَارَىظ° وَلَظ°كِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) ومن الطبيعي عندها ان يتبرأ المتبوع من التابع بل سوف يتهم المتبوع التابع بالسفه والحمق لانه صار تابعا له في كل التفاصيل .
ثانيا : الكثير يتمنى العودة والرجوع الى الحياة
الكثير من الناس يتمنى العودة والرجوع الى الحياة بعد ما رحل عن هذه الدنيا الى عالم الاخرة وراى واقع الاخرة بعين اليقين لشتى الاغراض ،فبعضهم يتمنى ان يرجع من اجل ان يتقي الله حق تقاته ، وبعضهم من اجل العمل الصالح ، وبعضهم من اجل الصدقة ، وبعضهم من اجل ان يتبرا ممن خذلوه في عالم الاخرة وقد كان تابعا لهم في الحياة الدنيا ،وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وقال تعالى ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ،أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) .؟
ثالثا : لا توجد مصداقية لدى الانسان الا ما رحم ربي
الكثير من الناس يتعرضون الى انواع المصائب والابتلاءات في حياتهم ولعل ذلك من لطف الله على العبيد من اجل ان ينبههم كي يرجعوا ويعودوا الى رحاب الله تعالى ورحمته وان لا يغوصوا في الكفر والشرك والذنوب اكثر ، وعندها يعاهدون الله على ترك المعصية وعلى ترك الكثير مما هم عليه من البعد عن الله تعالى ولكنهم يكذبون كما قال تعالى ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون ) بل بعضهم حتى عندما يرى عالم الاخرة ويتمنى العوده اليها والعمل الصالح ولو عاد الى الدنيا لرجع الى ما كان يعمل وقد اخبر الله عن هذه الحقيقة ( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .... َبلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ........)
رابعا : نفسك فلا تبيعها الا بالجنة
من خلال هذه المحاورة بين اهل النار والتابع والمتبوع نستفيد فائدة كبيرة وهو ان الانسان عليه عندما يخطو خطوة او يتحرك حركة في كل مجالات الحياة ، كما يحسب للدنيا والاموال الف حساب .؟ عليه ان يحسب لاخرته الحساب الدقيق وهل حركته في رضا الله ام سخط الله ...........؟ فالانسان له حياة واحدة وليس اكثر من حياة ،لذلك عليه ان يبيع نفسه لله فقط وليس لغير الله ومن اجل حطام الدنيا الفانية، او من اجل اشخاص ليسوا انبياء الله ومعصومين ،يقول امير المؤمنين عليه السلام(انّه ليس لأنفسكم ثمنٌ إلاّ الجنّة، فلا تَبيعوها إلاّ بها ) .......
قال تعالى (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) سورة البقرة من الاية 166 الى 167.
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : المتبوع يتبرأ من التابع في عالم الاخرة
عالم الاخرة غير عالم الدنيا ،في عالم الدنيا قد لا يتبرا التابع من المتبوع ولا المتبوع من التابع وهذا ما نلاحظه فعلا في الكثير من محطات الحياة السياسية والاجتماعية والاممية ، ولكن في عالم الاخرة الامر يختلف اذ لا يستطيع المتبوع ان يدافع عن نفسه فضلا عن غيره لهول ما يرى من العذاب كما قال تعالى ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىظ° وَمَا هُمْ بِسُكَارَىظ° وَلَظ°كِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) ومن الطبيعي عندها ان يتبرأ المتبوع من التابع بل سوف يتهم المتبوع التابع بالسفه والحمق لانه صار تابعا له في كل التفاصيل .
ثانيا : الكثير يتمنى العودة والرجوع الى الحياة
الكثير من الناس يتمنى العودة والرجوع الى الحياة بعد ما رحل عن هذه الدنيا الى عالم الاخرة وراى واقع الاخرة بعين اليقين لشتى الاغراض ،فبعضهم يتمنى ان يرجع من اجل ان يتقي الله حق تقاته ، وبعضهم من اجل العمل الصالح ، وبعضهم من اجل الصدقة ، وبعضهم من اجل ان يتبرا ممن خذلوه في عالم الاخرة وقد كان تابعا لهم في الحياة الدنيا ،وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وقال تعالى ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ،أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) .؟
ثالثا : لا توجد مصداقية لدى الانسان الا ما رحم ربي
الكثير من الناس يتعرضون الى انواع المصائب والابتلاءات في حياتهم ولعل ذلك من لطف الله على العبيد من اجل ان ينبههم كي يرجعوا ويعودوا الى رحاب الله تعالى ورحمته وان لا يغوصوا في الكفر والشرك والذنوب اكثر ، وعندها يعاهدون الله على ترك المعصية وعلى ترك الكثير مما هم عليه من البعد عن الله تعالى ولكنهم يكذبون كما قال تعالى ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون ) بل بعضهم حتى عندما يرى عالم الاخرة ويتمنى العوده اليها والعمل الصالح ولو عاد الى الدنيا لرجع الى ما كان يعمل وقد اخبر الله عن هذه الحقيقة ( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .... َبلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ........)
رابعا : نفسك فلا تبيعها الا بالجنة
من خلال هذه المحاورة بين اهل النار والتابع والمتبوع نستفيد فائدة كبيرة وهو ان الانسان عليه عندما يخطو خطوة او يتحرك حركة في كل مجالات الحياة ، كما يحسب للدنيا والاموال الف حساب .؟ عليه ان يحسب لاخرته الحساب الدقيق وهل حركته في رضا الله ام سخط الله ...........؟ فالانسان له حياة واحدة وليس اكثر من حياة ،لذلك عليه ان يبيع نفسه لله فقط وليس لغير الله ومن اجل حطام الدنيا الفانية، او من اجل اشخاص ليسوا انبياء الله ومعصومين ،يقول امير المؤمنين عليه السلام(انّه ليس لأنفسكم ثمنٌ إلاّ الجنّة، فلا تَبيعوها إلاّ بها ) .......