بسم الله الرحمن الرحيم
لم يستلم مسلم بن عقيل الكوفة فما المهمة التي كان مكلفا بها؟
ذكر بعض العلماء أنّ مهمّته التي كُلّف بها لم تكن إلى هذا الحدّ؛ وذلك أنّ الإمام الحسين قد عيّن وظيفته في رسالته التي أرسلها معه إلى الكوفة وأهلها حيث كتب: من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين. أمّا بعد، فإنّ (فلاناً وفلاناً) قدما عليّ بكتبكم، وكانا آخر رسلكم، وفهمت مقالة جلّكم: أنّه ليس علينا إمام فأقبل، لعلّ الله يجمعنا بك على الحقّ. وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم، وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأته في كتبكم أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله.
وبهذا يتبيّن أنّ وظيفة مسلم بن عقيل لم تكن السيطرة على الكوفة عسكرياً عن طريق القيام بانقلاب مثلاً، أو البدء في حرب ضد أنصار بني أُميّة، وإنّما كانت مـــهـــــمّتــــه أشــــــبه بالاستـــطـــــلاعـــــــيـــة؛ لكي يرى هل الواقع يتطابق مع ما هو مذكور في رسائل القوم، أو أنّه يختلف، وأنّ عليه أن يكتب للإمام (ع) ما يرى ويشاهد، حتّى يقرّر الإمام ما هو لازم بحسب خبره.
وقد قام مسلم بما طُلب منه، وبالفعل فقد أرسل إلى الإمام الحسين(ع) بما رأى من اجتماعهم على بيعته، وأرسلها إليه مع عابس بن أبي شيبب الشاكري: ... أمّا بعد، فإنّ الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً فعجّل الإقبال حين يأتيك كتابي؛ فإنّ الناس كلّهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأى ولا هوى، والسّلام ـ
لم يستلم مسلم بن عقيل الكوفة فما المهمة التي كان مكلفا بها؟
ذكر بعض العلماء أنّ مهمّته التي كُلّف بها لم تكن إلى هذا الحدّ؛ وذلك أنّ الإمام الحسين قد عيّن وظيفته في رسالته التي أرسلها معه إلى الكوفة وأهلها حيث كتب: من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين. أمّا بعد، فإنّ (فلاناً وفلاناً) قدما عليّ بكتبكم، وكانا آخر رسلكم، وفهمت مقالة جلّكم: أنّه ليس علينا إمام فأقبل، لعلّ الله يجمعنا بك على الحقّ. وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم، وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأته في كتبكم أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله.
وبهذا يتبيّن أنّ وظيفة مسلم بن عقيل لم تكن السيطرة على الكوفة عسكرياً عن طريق القيام بانقلاب مثلاً، أو البدء في حرب ضد أنصار بني أُميّة، وإنّما كانت مـــهـــــمّتــــه أشــــــبه بالاستـــطـــــلاعـــــــيـــة؛ لكي يرى هل الواقع يتطابق مع ما هو مذكور في رسائل القوم، أو أنّه يختلف، وأنّ عليه أن يكتب للإمام (ع) ما يرى ويشاهد، حتّى يقرّر الإمام ما هو لازم بحسب خبره.
وقد قام مسلم بما طُلب منه، وبالفعل فقد أرسل إلى الإمام الحسين(ع) بما رأى من اجتماعهم على بيعته، وأرسلها إليه مع عابس بن أبي شيبب الشاكري: ... أمّا بعد، فإنّ الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً فعجّل الإقبال حين يأتيك كتابي؛ فإنّ الناس كلّهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأى ولا هوى، والسّلام ـ