55 ـ تلد العاقر ببركة زيارة الحسين 7:
61 ـ لمن يزور الإمام الحسين 7 يشمله دعاء الأئمّة : في الصباح والمساء:
عن عبدالله بن حمّاد البصري عن أبي عبدالله 7 قال : قال لي : ان عندكم ـ أو قال في قربكم ـ لفضيلة ما اُوتي أحد مثلها وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولاتحافظون عليها، ولا على القيام بها، وانّ لها لأهلاً خاصّة قد سمّوا لها، واُعطوها بلا حول منهم ولا قوّة ، إلّا ما كان من صنع الله لهم ، وسعادة حباهم بها، ورحمة ورأفة وتقدّم .
قلت : جعلتُ فدا? وما هذا الذي وصفت ولم تسمّه ؟ قال : زيارة جدّي الحسين 7، فانّه غريب بأرض غربة ، يبكيه من زاره ، ويحزن له من لم يزره ، ويحترق له من لم يشهده ، ويرحمه من نظر إلى قبر إبنه عند رجلين في أرض فلاة ، ولا حميم قُربه ولا قريب ، ثم مُنع الحق وتوازر عليه أهل الردّة حتّى قتلوه وضيّعوه وعرّضوه للسباع ، ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب ، وضيّعوا حقّ رسول الله 6 ووصيّته به وبأهل بيته ، فأمسى مجفوّاً في حفرته ، صريعاً بين قرابته وشيعته ، بين أطباق التراب ، قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جدّه ، والمنزل الذي لا يأتيه إلّا من امتحن الله قلبه للايمان وعرّفه حقّنا.
قلت له : جعلت فدا? قد كنت آتيه حتّى بليتُ بالسلطان ـ أي خلفاء الجور والحكام الجبابرة من الأمويّين والعبّاسيّين ـ وفي حفظ أموالهم وأنا عندهم مشهور، فتركت للتقيّة اتيانه ، وأنا أعرف من في اتيانه من الخير، فقال : هل تدري ما فضل من أتاه وماله عندنا من جزيل الخير؟ فقلت : لا، فقال : أمّا الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأمّا ما له عندنا، فالترحّم عليه كلّ صباح ومساء.
ولقد حدّثني أبي أنّه لم يخل مكانه منذ قُتل ، من مصلّ يصلّي عليه من الملائكة أو
من الجن أو من الانس أو من الوحش ، وما من شيء إلّا وهو يغبط زائره ويتمسّح به ـ للبركة ـ ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره ، ثمّ قال : بلغني إنّ قوماً يأتونه من نواحي الكوفة ، وناساً من غيرهم ، ونساء يندبنه ، وذل? في النصف من شعبان فمن بين قارئ يقرأ، وقاص يقص ـ قصّة عاشوراء ويوم الطفّ أي يقرء المقتل ـ ونادب يندب ، وقائل يقول المراثي ـ كالرواديد في يومنا هذا ـ فقلت له : نعم جعلت فدا? قد شهدت بعض ما تصف فقال : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا، ويمدحنا ويرثى لنا، وجعل عدوّنا ـ كالسلفيّة في يومنا هذا ـ يطعن عليهم من قرابتنا، أو غيرهم يهدرونهم ـ أي يسفكون دمائهم على الهويّة وعلى الزيارة ـ ويقبّحون ما يصنعون ـ أي يقولون ان ما تفعله الشيعة من الزيارة أمر قبيح وبدعة والبدعة ضلالة ، وهذا ما تقوله السلفيّة ومنهم الوهابيّة في يومنا هذا، فاعرف الحق واعرف الباطل تعرف أهل الحقّ وأهل الباطل ، وأنت المختار في أي المعسكرين وفي أي المدرستين تكون ؟ مدرسة الخلفاء، خلفاء بني اميّة وبني العبّاس وفي يومنا هذا حكّام العرب وملوكهم ، أو مدرسة أهل البيت وعترة الرسول الأكرم محمّد 6؟! (وَهَدَيْنَاهُ آلنَّجْدَيْنِ )[22] ، (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)[23] .
كامل الزيارات بسنده عن معاوية بن وهب قال : استأذنت على أبي عبدالله 7 فقيل لي : ادخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته ، فجلست حتّى قضى صلاته وسمعته وهو يناجي ربّه وهو يقول : اللّهمّ يا من خصّنا بالكرامة ، ووعدنا بالشفاعة ، وخصّنا بالوصيّة ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا
اغفر لي ولاخواني زوّار قبر أبي الحسين ، الذين أنفقوا أموالهم ، وأشخصوا أبدانهم في برّنا، ورجاءً لما عند? من صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّ? ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا ـ فهذه من أهمّ نوايا ومقاصد زيارة سيّد الشهداء 7 بعد الانفاق وتشخص الأبدان بحضورهم عند قبره لكي يبرّوا بهم أوّلاً، وأملاً بما عندهم في صلتهم (صلة آل محمّد ولادخال السرور على الرسول الأكرم ، واستجابة لأمر الأئمّة :، وإطاعةً في مقام الولاء، وادخال الغيض على أعدائهم في مقام البراءة ، كلّ ذل? يريدون به وجه الله ورضوانه ـ أرادوا بذل? رضا? فكافئهم عنّا بالرضوان وآكلأهم ـ احفظهم ـ باللّيل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف ، وأصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، وكلّ ضعيف من خلق? وشديد، وشرّ شياطين الجنّ والانس ، وأعطهم أفضل ما أمّلوا من? في غربتهم عن أوطانهم ، وما آثروا به على أبدانهم وأهاليهم وقراباتهم .
اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم على خروجهم ـ كالوهابيّة في يومنا هذا ـ فلم ينههم ذل? عن الشخوص إلينا، خلافاً منهم على من خالفنا ـ فكأنّما الإمام 7 قبل ألف سنة يتحدّث عن يومنا هذا، فانّهم مهما لبسوا أحزمتهم الناسفة ، ووضعوا عبواتهم الناسفة ، فهيهات هيهات منّا الذلّة ، بل لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتي? زحفاً سيّدي يا حسين ، فيزداد العدد بالملايين من كلّ أطراف العالم ، ولاسيّما العراق الحبيب ، ومن كلّ قطرة لشهيد تتفتح ورود من الشباب المتحمس والمقاوم والمتفادى في حبّ أهل البيت :، ومن هنا يدعو الإمام الصادق روحي فداه ويقول ـ:
فارحم تل? الوجوه التي غيّرتها الشمس ، وارحم تل? الوجوه التي تتقلّب على حفرة أبي عبدالله 7، وارحم تل? الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تل? القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تل? الصرخة التي كانت لنا، اللّهمّ إنّي أستودع? تل? الأنفس وتل? الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش .
فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلمّا انصرف قلت له : جعلت فدا? لو أنّ هذا الذي سمعته من? كان لمن لا يعرف الله، لظننت ان النار لا تطعم منه شيئاً أبداً، والله لقد تمنّينا إنّي كنت زرته ولم أحجّ ـ غير الواجب ـ فقال لي : ما أقرب? منه ، فما الذي يمنع? من زيارته ؟ يا معاوية لا تدع ذل? ، قلت : جعلت فدا? فلم أدر أن الأمر يبلغ هذا كلّه .
فقال : يا معاوية ومن يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض ، لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنّى انّ قبره كان بيده .
قال العلّامة المجلسى 1: بيان : أي يتمنّى أن يكون زاره 7 متيقّناً للموت حافراً قبره بيده ، أو يكون كناية عن أن يكون سبباً لقتل نفسه من جهة زيارته 7، أو المعنى انّه يتمنّى أن يكون الخروج من القبر باختياره فيخرج ويزور، وفي بعض النسخ (نبذه ) بالنون والباء الموحدة والذال المعجمة أي طرحه ، والأظهر انه تصحيف عنده كما سيأتي بأسانيد، أي يتمنّى أن يكون قتل لزيارته صلوات الله عليه وقبر عنده ، أو يكون القبر حاضراً عنده فيزوره في تل? الحالة ، والأوّل أظهر ـ انتهى كلامه .
قال الإمام الصادق 7: اما تحبّ أن يرى الله شخص? وسواد? فيمن يدعو له رسول الله 6؟ أما تحب أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة ، أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتّبع به ؟ أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يصافح رسول الله 6[24] .
كلّ هذا يمكن في زيارة مولانا وطبيب نفوسنا وشفيع ذنوبنا وإمامنا سيّد الشهداءالإمام الحسين بن علي 8.
ثُمّ أقول : هذا غيض من فيض في فضائل وثواب زيارة سيّد الشهدا الإمام الحسين 7، وقد أشار إلى غيرها المحقّق الشيخ جعفر التستري 1 في كتابه القيّم الخصائص
------------------------------------------------------
[1] () كامل الزيارات : 133 والبحار :98 64.
[2] () كامل الزيارات .
[3] () الكامل 172، البحار: :98 78.
[4] () الكامل : 133 ـ 134 والبحار :98 24 ـ 25.
[5] () الكامل : 123 والبحار :98 78.
[6] () الكامل : 132 والبحار :98 25 والكامل 259 والبحار :98 15.
[7] () الكامل : 124 والبحار :98 79.
[8] () الكامل : 24 والبحار :98 79.
[9] () الكامل : 138 و141 و144 وأمالي الطوسي :2 28.
[10] () البحار :98 28 عن ثواب الأعمال للصدوق : 82.
[11] () هود: 108.
[12] () الأعراف : 34.
[13] () البحار: 101 ـ 1 عن كامل الزيارات : 109.
[14] () الشورى (42): 23.
[15] () الروايات من بحار الأنوار المجلد 98 من ص2 الى 80 فراجع .
[16] () هود: 108.
[17] () المجادلة : 11.
[18] () البحار: :98 146 عن الكامل : 189 والتهذيب : :6 52.
[19] () الضحى : 11.
[20] () الاسراء: 44.
[21] () البحار: :98 143 عن كامل الزيارات : 185.
[22] () البدر: 10.
[23] () الانسان : 3.
[24] () البحار: :98 8 عن كامل الزيارات : 116.
61 ـ لمن يزور الإمام الحسين 7 يشمله دعاء الأئمّة : في الصباح والمساء:
عن عبدالله بن حمّاد البصري عن أبي عبدالله 7 قال : قال لي : ان عندكم ـ أو قال في قربكم ـ لفضيلة ما اُوتي أحد مثلها وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولاتحافظون عليها، ولا على القيام بها، وانّ لها لأهلاً خاصّة قد سمّوا لها، واُعطوها بلا حول منهم ولا قوّة ، إلّا ما كان من صنع الله لهم ، وسعادة حباهم بها، ورحمة ورأفة وتقدّم .
قلت : جعلتُ فدا? وما هذا الذي وصفت ولم تسمّه ؟ قال : زيارة جدّي الحسين 7، فانّه غريب بأرض غربة ، يبكيه من زاره ، ويحزن له من لم يزره ، ويحترق له من لم يشهده ، ويرحمه من نظر إلى قبر إبنه عند رجلين في أرض فلاة ، ولا حميم قُربه ولا قريب ، ثم مُنع الحق وتوازر عليه أهل الردّة حتّى قتلوه وضيّعوه وعرّضوه للسباع ، ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب ، وضيّعوا حقّ رسول الله 6 ووصيّته به وبأهل بيته ، فأمسى مجفوّاً في حفرته ، صريعاً بين قرابته وشيعته ، بين أطباق التراب ، قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جدّه ، والمنزل الذي لا يأتيه إلّا من امتحن الله قلبه للايمان وعرّفه حقّنا.
قلت له : جعلت فدا? قد كنت آتيه حتّى بليتُ بالسلطان ـ أي خلفاء الجور والحكام الجبابرة من الأمويّين والعبّاسيّين ـ وفي حفظ أموالهم وأنا عندهم مشهور، فتركت للتقيّة اتيانه ، وأنا أعرف من في اتيانه من الخير، فقال : هل تدري ما فضل من أتاه وماله عندنا من جزيل الخير؟ فقلت : لا، فقال : أمّا الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأمّا ما له عندنا، فالترحّم عليه كلّ صباح ومساء.
ولقد حدّثني أبي أنّه لم يخل مكانه منذ قُتل ، من مصلّ يصلّي عليه من الملائكة أو
من الجن أو من الانس أو من الوحش ، وما من شيء إلّا وهو يغبط زائره ويتمسّح به ـ للبركة ـ ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره ، ثمّ قال : بلغني إنّ قوماً يأتونه من نواحي الكوفة ، وناساً من غيرهم ، ونساء يندبنه ، وذل? في النصف من شعبان فمن بين قارئ يقرأ، وقاص يقص ـ قصّة عاشوراء ويوم الطفّ أي يقرء المقتل ـ ونادب يندب ، وقائل يقول المراثي ـ كالرواديد في يومنا هذا ـ فقلت له : نعم جعلت فدا? قد شهدت بعض ما تصف فقال : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا، ويمدحنا ويرثى لنا، وجعل عدوّنا ـ كالسلفيّة في يومنا هذا ـ يطعن عليهم من قرابتنا، أو غيرهم يهدرونهم ـ أي يسفكون دمائهم على الهويّة وعلى الزيارة ـ ويقبّحون ما يصنعون ـ أي يقولون ان ما تفعله الشيعة من الزيارة أمر قبيح وبدعة والبدعة ضلالة ، وهذا ما تقوله السلفيّة ومنهم الوهابيّة في يومنا هذا، فاعرف الحق واعرف الباطل تعرف أهل الحقّ وأهل الباطل ، وأنت المختار في أي المعسكرين وفي أي المدرستين تكون ؟ مدرسة الخلفاء، خلفاء بني اميّة وبني العبّاس وفي يومنا هذا حكّام العرب وملوكهم ، أو مدرسة أهل البيت وعترة الرسول الأكرم محمّد 6؟! (وَهَدَيْنَاهُ آلنَّجْدَيْنِ )[22] ، (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)[23] .
كامل الزيارات بسنده عن معاوية بن وهب قال : استأذنت على أبي عبدالله 7 فقيل لي : ادخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته ، فجلست حتّى قضى صلاته وسمعته وهو يناجي ربّه وهو يقول : اللّهمّ يا من خصّنا بالكرامة ، ووعدنا بالشفاعة ، وخصّنا بالوصيّة ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا
اغفر لي ولاخواني زوّار قبر أبي الحسين ، الذين أنفقوا أموالهم ، وأشخصوا أبدانهم في برّنا، ورجاءً لما عند? من صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّ? ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا ـ فهذه من أهمّ نوايا ومقاصد زيارة سيّد الشهداء 7 بعد الانفاق وتشخص الأبدان بحضورهم عند قبره لكي يبرّوا بهم أوّلاً، وأملاً بما عندهم في صلتهم (صلة آل محمّد ولادخال السرور على الرسول الأكرم ، واستجابة لأمر الأئمّة :، وإطاعةً في مقام الولاء، وادخال الغيض على أعدائهم في مقام البراءة ، كلّ ذل? يريدون به وجه الله ورضوانه ـ أرادوا بذل? رضا? فكافئهم عنّا بالرضوان وآكلأهم ـ احفظهم ـ باللّيل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف ، وأصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، وكلّ ضعيف من خلق? وشديد، وشرّ شياطين الجنّ والانس ، وأعطهم أفضل ما أمّلوا من? في غربتهم عن أوطانهم ، وما آثروا به على أبدانهم وأهاليهم وقراباتهم .
اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم على خروجهم ـ كالوهابيّة في يومنا هذا ـ فلم ينههم ذل? عن الشخوص إلينا، خلافاً منهم على من خالفنا ـ فكأنّما الإمام 7 قبل ألف سنة يتحدّث عن يومنا هذا، فانّهم مهما لبسوا أحزمتهم الناسفة ، ووضعوا عبواتهم الناسفة ، فهيهات هيهات منّا الذلّة ، بل لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتي? زحفاً سيّدي يا حسين ، فيزداد العدد بالملايين من كلّ أطراف العالم ، ولاسيّما العراق الحبيب ، ومن كلّ قطرة لشهيد تتفتح ورود من الشباب المتحمس والمقاوم والمتفادى في حبّ أهل البيت :، ومن هنا يدعو الإمام الصادق روحي فداه ويقول ـ:
فارحم تل? الوجوه التي غيّرتها الشمس ، وارحم تل? الوجوه التي تتقلّب على حفرة أبي عبدالله 7، وارحم تل? الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تل? القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تل? الصرخة التي كانت لنا، اللّهمّ إنّي أستودع? تل? الأنفس وتل? الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش .
فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلمّا انصرف قلت له : جعلت فدا? لو أنّ هذا الذي سمعته من? كان لمن لا يعرف الله، لظننت ان النار لا تطعم منه شيئاً أبداً، والله لقد تمنّينا إنّي كنت زرته ولم أحجّ ـ غير الواجب ـ فقال لي : ما أقرب? منه ، فما الذي يمنع? من زيارته ؟ يا معاوية لا تدع ذل? ، قلت : جعلت فدا? فلم أدر أن الأمر يبلغ هذا كلّه .
فقال : يا معاوية ومن يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض ، لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنّى انّ قبره كان بيده .
قال العلّامة المجلسى 1: بيان : أي يتمنّى أن يكون زاره 7 متيقّناً للموت حافراً قبره بيده ، أو يكون كناية عن أن يكون سبباً لقتل نفسه من جهة زيارته 7، أو المعنى انّه يتمنّى أن يكون الخروج من القبر باختياره فيخرج ويزور، وفي بعض النسخ (نبذه ) بالنون والباء الموحدة والذال المعجمة أي طرحه ، والأظهر انه تصحيف عنده كما سيأتي بأسانيد، أي يتمنّى أن يكون قتل لزيارته صلوات الله عليه وقبر عنده ، أو يكون القبر حاضراً عنده فيزوره في تل? الحالة ، والأوّل أظهر ـ انتهى كلامه .
قال الإمام الصادق 7: اما تحبّ أن يرى الله شخص? وسواد? فيمن يدعو له رسول الله 6؟ أما تحب أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة ، أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتّبع به ؟ أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يصافح رسول الله 6[24] .
كلّ هذا يمكن في زيارة مولانا وطبيب نفوسنا وشفيع ذنوبنا وإمامنا سيّد الشهداءالإمام الحسين بن علي 8.
ثُمّ أقول : هذا غيض من فيض في فضائل وثواب زيارة سيّد الشهدا الإمام الحسين 7، وقد أشار إلى غيرها المحقّق الشيخ جعفر التستري 1 في كتابه القيّم الخصائص
------------------------------------------------------
[1] () كامل الزيارات : 133 والبحار :98 64.
[2] () كامل الزيارات .
[3] () الكامل 172، البحار: :98 78.
[4] () الكامل : 133 ـ 134 والبحار :98 24 ـ 25.
[5] () الكامل : 123 والبحار :98 78.
[6] () الكامل : 132 والبحار :98 25 والكامل 259 والبحار :98 15.
[7] () الكامل : 124 والبحار :98 79.
[8] () الكامل : 24 والبحار :98 79.
[9] () الكامل : 138 و141 و144 وأمالي الطوسي :2 28.
[10] () البحار :98 28 عن ثواب الأعمال للصدوق : 82.
[11] () هود: 108.
[12] () الأعراف : 34.
[13] () البحار: 101 ـ 1 عن كامل الزيارات : 109.
[14] () الشورى (42): 23.
[15] () الروايات من بحار الأنوار المجلد 98 من ص2 الى 80 فراجع .
[16] () هود: 108.
[17] () المجادلة : 11.
[18] () البحار: :98 146 عن الكامل : 189 والتهذيب : :6 52.
[19] () الضحى : 11.
[20] () الاسراء: 44.
[21] () البحار: :98 143 عن كامل الزيارات : 185.
[22] () البدر: 10.
[23] () الانسان : 3.
[24] () البحار: :98 8 عن كامل الزيارات : 116.
اترك تعليق: