في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (97)
قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة البقرة الاية 188
نتعرض في هذه الاية الى مطالب عدة
اولا : اهمية السؤال في نشر العلم والمعرفة والثقافة في المجتمع
كما قيل العلم نقطة كثرها الجاهلون ،فالسؤال من اصحاب الاختصاص مهم في معرفة العلم وانتشاره وازالة الجهل من النفس والا فسوف يبقى العلم في الصدور وبطون الكتب ، وعلى الجاهل بالأختصاص أن يسأل العالم بالأختصاص ،ومن هنا كان بعض المسلمين يسألون رسول الله صلى الله عليه واله الكثير من المسائل في فترة الدعوة وكانت تأتي بعض الاجوبة على شكل آيات من الله تعالى في القران، كما في قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ..) و (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ... )و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) و( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ) و(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) و(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ) و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ) و(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) و(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ) و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) .
ثانيا : رؤية الهلال مسؤولية المكلف وليس الفقيه
الكثير من الناس لا يفرق ولا يميز بين مسؤولية الفقيه ومسؤولية المكلف ،فمسوؤلية الفقيه هو اعطاء الحكم الكلي وتشخيص الموضوع بيد المكلف ، فمثلا الفقيه يقول (لك شرب الخمر حرام ثم لا يقول لك هذا خمر وانما تشخيص الموضوع بيدك انت المكلف ) ويقول مثلا (لحم الخنزير حرام ثم لا يقول لك هذا لحم خنزير بل عليك انت تشخيص ذلك) ويقول لك ( الغناء المحرم وهو الكلام اللهوي وهو ما كان فيه موسيقى تناسب اهل اللهو واللعب ولكن لا يقول لك هذا هو المراد من الفتوى بل انت المكلف عليك ان تشخص ذلك ) ومن هنا نقول ان الفقيه وظيفته بعد ثبوت الدليل سواء من القران او السنة القول بوجوب صوم شهر رمضان ، واما رؤية الهلال وتشخيص هذا شهر رمضان ام غيره فهو وظيفة المكلف البالغ العاقل وليس الفقيه ،ومع ذلك فالفقهاء لانهم يعرفون ان المجتمع بشكل عام سوف يدخل في جدل ويدخل في دوامة قام على عاتقه في تشخيص الموضوع للناس .
ثالثا : الطريق الخطأ لا يوصل الى الحق والحقيقة
مشكلة البشرية ومنذ نشوئها ولحد اليوم يذهبون الى الابواب الخطأ ويعيشون التخبط ولا يهتدون الى الطريق الصحيح الا ما رحم ربي ممن بحث وسعى وتحرك وحقق وثبت ،وهؤلاء الذين يتخبطون في الطريق لا توجد عندهم النوايا الصحيحة والصادقة من اجل معرفة الحق والحقيقة والا فيستحيل ان الله تعالى قد اعمى بصيرتهم وابصارهم ،وهو الذي يقول (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) فهؤلاء هم الذين ارادوا العمى بغرورهم وانانيتهم وتكبرهم ولذلك ضلوا الطريق فمهما عملوا من عمل يجعله الله هباء منثورا ،كما قال تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا)
رابعا : ابواب الله الصحيحة توصل الى التقوى
الله تعالى في كثير من اياته يؤكد على موضوع التقوى لان التقوى هي التي تجعل الانسان يعيش القرب الالهي ويبتعد عن مساحة الشيطان ولذلك قال تعالى(ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وابواب الله تعالى الصحيحة الحقيقية المتحققة بالاخلاق والقيم والعلم والعمل هي التي تؤدي الى التقوى ،وهم الانبياء والاوصياء والعلماء العاملين الصادقين وهذه الابواب دائما واضحة كالشمس في كل زمان وضمن المقاييس العلمية الصحيحة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الأوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف الله عز وجل وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه). وقال امير المؤمنين عليه السلام ( أنا مدينة العلم وعلي بابها، والبيوت إنما تؤتى من أبوابها) ،ولكن الشيطان واهل الدنيا وقفوا صدا منيعا ضد ابواب الله ، لذلك تبقى هذه الدنيا يهلك فيها من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة في خضم الامتحانات والبلاءات والتقلبات والتغيرات ليبقى كل انسان يعيش هو وجهوده للبحث عن الحق والحقيقة الى ان يصل اليها .
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .
قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة البقرة الاية 188
نتعرض في هذه الاية الى مطالب عدة
اولا : اهمية السؤال في نشر العلم والمعرفة والثقافة في المجتمع
كما قيل العلم نقطة كثرها الجاهلون ،فالسؤال من اصحاب الاختصاص مهم في معرفة العلم وانتشاره وازالة الجهل من النفس والا فسوف يبقى العلم في الصدور وبطون الكتب ، وعلى الجاهل بالأختصاص أن يسأل العالم بالأختصاص ،ومن هنا كان بعض المسلمين يسألون رسول الله صلى الله عليه واله الكثير من المسائل في فترة الدعوة وكانت تأتي بعض الاجوبة على شكل آيات من الله تعالى في القران، كما في قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ..) و (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ... )و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) و( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ) و(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) و(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ) و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ) و(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) و(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ) و(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) .
ثانيا : رؤية الهلال مسؤولية المكلف وليس الفقيه
الكثير من الناس لا يفرق ولا يميز بين مسؤولية الفقيه ومسؤولية المكلف ،فمسوؤلية الفقيه هو اعطاء الحكم الكلي وتشخيص الموضوع بيد المكلف ، فمثلا الفقيه يقول (لك شرب الخمر حرام ثم لا يقول لك هذا خمر وانما تشخيص الموضوع بيدك انت المكلف ) ويقول مثلا (لحم الخنزير حرام ثم لا يقول لك هذا لحم خنزير بل عليك انت تشخيص ذلك) ويقول لك ( الغناء المحرم وهو الكلام اللهوي وهو ما كان فيه موسيقى تناسب اهل اللهو واللعب ولكن لا يقول لك هذا هو المراد من الفتوى بل انت المكلف عليك ان تشخص ذلك ) ومن هنا نقول ان الفقيه وظيفته بعد ثبوت الدليل سواء من القران او السنة القول بوجوب صوم شهر رمضان ، واما رؤية الهلال وتشخيص هذا شهر رمضان ام غيره فهو وظيفة المكلف البالغ العاقل وليس الفقيه ،ومع ذلك فالفقهاء لانهم يعرفون ان المجتمع بشكل عام سوف يدخل في جدل ويدخل في دوامة قام على عاتقه في تشخيص الموضوع للناس .
ثالثا : الطريق الخطأ لا يوصل الى الحق والحقيقة
مشكلة البشرية ومنذ نشوئها ولحد اليوم يذهبون الى الابواب الخطأ ويعيشون التخبط ولا يهتدون الى الطريق الصحيح الا ما رحم ربي ممن بحث وسعى وتحرك وحقق وثبت ،وهؤلاء الذين يتخبطون في الطريق لا توجد عندهم النوايا الصحيحة والصادقة من اجل معرفة الحق والحقيقة والا فيستحيل ان الله تعالى قد اعمى بصيرتهم وابصارهم ،وهو الذي يقول (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) فهؤلاء هم الذين ارادوا العمى بغرورهم وانانيتهم وتكبرهم ولذلك ضلوا الطريق فمهما عملوا من عمل يجعله الله هباء منثورا ،كما قال تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا)
رابعا : ابواب الله الصحيحة توصل الى التقوى
الله تعالى في كثير من اياته يؤكد على موضوع التقوى لان التقوى هي التي تجعل الانسان يعيش القرب الالهي ويبتعد عن مساحة الشيطان ولذلك قال تعالى(ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وابواب الله تعالى الصحيحة الحقيقية المتحققة بالاخلاق والقيم والعلم والعمل هي التي تؤدي الى التقوى ،وهم الانبياء والاوصياء والعلماء العاملين الصادقين وهذه الابواب دائما واضحة كالشمس في كل زمان وضمن المقاييس العلمية الصحيحة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الأوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف الله عز وجل وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه). وقال امير المؤمنين عليه السلام ( أنا مدينة العلم وعلي بابها، والبيوت إنما تؤتى من أبوابها) ،ولكن الشيطان واهل الدنيا وقفوا صدا منيعا ضد ابواب الله ، لذلك تبقى هذه الدنيا يهلك فيها من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة في خضم الامتحانات والبلاءات والتقلبات والتغيرات ليبقى كل انسان يعيش هو وجهوده للبحث عن الحق والحقيقة الى ان يصل اليها .
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .