في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (99)
قال تعالى (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ، وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) سورة البقرة من الاية 194الى195 .
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : الاشهر الحرم في الاسلام اربعة
الأشهر الحرم أربعة، ثلاثة منها متتابعة ، وهي ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، وشهر واحد فرد ، وهو رجب ، وانما سميت هذه الأشهر حرما ، لتحريم القتال فيها في الجاهلية والإسلام ، فلقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه في هذه الأشهر ، ولا يتعرض له بسوء .......؟
ثانيا: المقابلة بالمثل فطرة انسانية
الله تبارك وتعالى يعطي ويقرر للانسان حق الرد بالمثل (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )وكانما هذا قانون عقلي وفطري موجود في الانسان ولا يريد الله ان يلغي هذه الفطرة من الانسان فلكل فعل رد فعل وهو نوع من الدفاع عن النفس وكذلك قال في اية اخرى ( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ) ،وهذا بخلاف ما ورد في انجيل لوقا في الديانة المسيحية (من ضربك على خدِّك الأيمن فأَدِرْ له الخد الأيسر او فاعرض له الآخر، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ... ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه به " فان هذا يقرر مبدأ الخضوع والذل والاستهانة للانسان من الانسان الاخر المعتدي ،نعم قد وردت ايات تدعو الى العفو والصفح والمغفرة كقوله تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )وقوله تعالى (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور ) ،ولكن هذا ورد عندما يكون العفو والصفح والمغفرة من موقع القوة والاقتدار وتعود بالنفع على الظالم بحيث يستفيق ويرجع الى رشده ويعتذر،ولا يكون العفو والصفح فيه اذلال للانسان المؤمن .؟
ثالثا: معية الله للمتقين
الله محيط بالكون والكون كله بيد الله تبارك وتعالى ، وهو قادر على كل شيء ، فمن كان مع الله كان الله معه في كل المواقف يرعاه بعينه التي لا تنام في دنياه وآخرته ولا يتخلى عنه في كل الشدائد َعنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " مَا مِنْ مَخْلُوقٍ يَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِي إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ وَأَسْبَابَ الْأَرْضِ مِنْ دُونِهِ ، فَإِنْ سَأَلَنِي لَمْ أُعْطِهِ ، وَإِنْ دَعَانِي لَمْ أُجِبْهُ ، وَمَا مِنْ مَخْلُوقٍ يَعْتَصِمُ بِي دُونَ خَلْقِي إِلَّا ضَمَّنْتُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ ، فَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ ، وَإِنِ اسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ )
رابعا : الانفاق في سبيل الله
سبيل الله كل ما يؤدي الى رضا الله تعالى ويخدم الانسان ، ويقيم اصول القيم والاخلاق والنظام في المجتمع ،فبناء الروضة للاطفال ،والمدرسة والكلية والمؤسسة الفكرية وبناء السكن للايتام ومساعدة الفقراء ودعم المبدعين في المجتمع وطبع الكتاب من اجل ثقافة المجتمع وبناء الانسان ، وكذلك دعم المجاهدين والمقاومين واسرهم وعوائلهم وشراء السلاح لهم بما يقوي عزيمتهم ضد الاعداء ،فكل هذه الموارد وغيرها يمكن ان تدخل في سبيل الله تعالى ورضاه . والانفاق مهم جدا في حركة الحياة وهو ابتلاء عظيم للانسان فليس كل انسان قادرا على الانفاق والعطاء ،فالمال عزيز عند الانسان كما قال تعالى بل تحبون المال حبا جما لذلك الانفاق يحتاج الى قوة القلب حتى يخرج الاموال من يده لكي يعطيها في سبيل الله تعالى
خامسا: حرمة القاء النفس بالتهلكة
عندما ننظر الى سياق الاية المباركة كانما الاية توحي بان عدم الانفاق في سبيل الله سوف يؤدي الى تهلكة المجتمع ، لان الانفاق يؤدي الى حالة التوازن الاقتصادي في المجتمع وعدم الانفاق يؤدي الى وجود الطبقية وبالتالي الى موت القيم والاخلاق في المجتمع .وهناك راي اخر اننا ننظر الى هذا المقطع لوحده بقطع النظر عن سابقه ولاحقه فيكون قوله تعالى ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وهو الحفاظ على النفس ولا يجوز للانسان الاقدام على اي عمل فيه مجازفة للنفس وهلاك للنفس ،وهناك راي ثالث وهو في موضوع قد نستفيده كما اشار اليه المفسرون وهو ان يكون الانفاق حالة متوسطة لا تقتير فيها ولا سراف كما في قوله تعالى « والَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُرُوا وكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً )
سادسا : قيمة الاحسان
لقد احسن الله صنع الكون في كل تفاصيله التي خلقها كما قال تعالى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ ........) لذلك على الانسان ان يحسن في كل تصرفاته وان يتقنها في الفعل والقول سواء في العبادة اوالاخلاق او مع الوالدين اوالاولاد او العيال او الاستفادة من الطبيعة بل كل ما يحيط الانسان في هذه الحياة ..............؟
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .
قال تعالى (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ، وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) سورة البقرة من الاية 194الى195 .
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : الاشهر الحرم في الاسلام اربعة
الأشهر الحرم أربعة، ثلاثة منها متتابعة ، وهي ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، وشهر واحد فرد ، وهو رجب ، وانما سميت هذه الأشهر حرما ، لتحريم القتال فيها في الجاهلية والإسلام ، فلقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه في هذه الأشهر ، ولا يتعرض له بسوء .......؟
ثانيا: المقابلة بالمثل فطرة انسانية
الله تبارك وتعالى يعطي ويقرر للانسان حق الرد بالمثل (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )وكانما هذا قانون عقلي وفطري موجود في الانسان ولا يريد الله ان يلغي هذه الفطرة من الانسان فلكل فعل رد فعل وهو نوع من الدفاع عن النفس وكذلك قال في اية اخرى ( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ) ،وهذا بخلاف ما ورد في انجيل لوقا في الديانة المسيحية (من ضربك على خدِّك الأيمن فأَدِرْ له الخد الأيسر او فاعرض له الآخر، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ... ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه به " فان هذا يقرر مبدأ الخضوع والذل والاستهانة للانسان من الانسان الاخر المعتدي ،نعم قد وردت ايات تدعو الى العفو والصفح والمغفرة كقوله تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )وقوله تعالى (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور ) ،ولكن هذا ورد عندما يكون العفو والصفح والمغفرة من موقع القوة والاقتدار وتعود بالنفع على الظالم بحيث يستفيق ويرجع الى رشده ويعتذر،ولا يكون العفو والصفح فيه اذلال للانسان المؤمن .؟
ثالثا: معية الله للمتقين
الله محيط بالكون والكون كله بيد الله تبارك وتعالى ، وهو قادر على كل شيء ، فمن كان مع الله كان الله معه في كل المواقف يرعاه بعينه التي لا تنام في دنياه وآخرته ولا يتخلى عنه في كل الشدائد َعنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " مَا مِنْ مَخْلُوقٍ يَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِي إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ وَأَسْبَابَ الْأَرْضِ مِنْ دُونِهِ ، فَإِنْ سَأَلَنِي لَمْ أُعْطِهِ ، وَإِنْ دَعَانِي لَمْ أُجِبْهُ ، وَمَا مِنْ مَخْلُوقٍ يَعْتَصِمُ بِي دُونَ خَلْقِي إِلَّا ضَمَّنْتُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ ، فَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ ، وَإِنِ اسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ )
رابعا : الانفاق في سبيل الله
سبيل الله كل ما يؤدي الى رضا الله تعالى ويخدم الانسان ، ويقيم اصول القيم والاخلاق والنظام في المجتمع ،فبناء الروضة للاطفال ،والمدرسة والكلية والمؤسسة الفكرية وبناء السكن للايتام ومساعدة الفقراء ودعم المبدعين في المجتمع وطبع الكتاب من اجل ثقافة المجتمع وبناء الانسان ، وكذلك دعم المجاهدين والمقاومين واسرهم وعوائلهم وشراء السلاح لهم بما يقوي عزيمتهم ضد الاعداء ،فكل هذه الموارد وغيرها يمكن ان تدخل في سبيل الله تعالى ورضاه . والانفاق مهم جدا في حركة الحياة وهو ابتلاء عظيم للانسان فليس كل انسان قادرا على الانفاق والعطاء ،فالمال عزيز عند الانسان كما قال تعالى بل تحبون المال حبا جما لذلك الانفاق يحتاج الى قوة القلب حتى يخرج الاموال من يده لكي يعطيها في سبيل الله تعالى
خامسا: حرمة القاء النفس بالتهلكة
عندما ننظر الى سياق الاية المباركة كانما الاية توحي بان عدم الانفاق في سبيل الله سوف يؤدي الى تهلكة المجتمع ، لان الانفاق يؤدي الى حالة التوازن الاقتصادي في المجتمع وعدم الانفاق يؤدي الى وجود الطبقية وبالتالي الى موت القيم والاخلاق في المجتمع .وهناك راي اخر اننا ننظر الى هذا المقطع لوحده بقطع النظر عن سابقه ولاحقه فيكون قوله تعالى ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وهو الحفاظ على النفس ولا يجوز للانسان الاقدام على اي عمل فيه مجازفة للنفس وهلاك للنفس ،وهناك راي ثالث وهو في موضوع قد نستفيده كما اشار اليه المفسرون وهو ان يكون الانفاق حالة متوسطة لا تقتير فيها ولا سراف كما في قوله تعالى « والَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُرُوا وكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً )
سادسا : قيمة الاحسان
لقد احسن الله صنع الكون في كل تفاصيله التي خلقها كما قال تعالى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ ........) لذلك على الانسان ان يحسن في كل تصرفاته وان يتقنها في الفعل والقول سواء في العبادة اوالاخلاق او مع الوالدين اوالاولاد او العيال او الاستفادة من الطبيعة بل كل ما يحيط الانسان في هذه الحياة ..............؟
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .