إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطّلاَقُ الظّاهِرَةُ الأخْطَرُ – الأسبَابُ والمُعَالَجَاتُ :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطّلاَقُ الظّاهِرَةُ الأخْطَرُ – الأسبَابُ والمُعَالَجَاتُ :

    الطّلاَقُ الظّاهِرَةُ الأخْطَرُ – الأسبَابُ والمُعَالَجَاتُ :
    _________________________


    لقد أصبَحَتْ ظَاهِرةُ الطلاقِ تُشَكِّلُ خَطراً واقعيّاً يُدَاهِمُ الأسرَ والمُجتمعَ بقوّةٍ لِيتْرِكَ آثَارَه عَلَى المَدَيَين القَريبِ و البَعيدِ ,

    نفسيّاً وأخلاقيّاً و سُلُوكيّا كَمَا عَبّرَتْ المرجعيةُ الدينيةُ الشَريفةُ اليَومَ.

    وأنَّ ثَمَةَ سَبَبٍ رئيسٍ وَرَاءُ ذلك كُلّه , وهو الارتبَاطُ المُستَعْجَلُ بين الطرفين , دونَ تَحَققِ المَعرفةِ الكافيّةِ ,

    ولو نسبيّاً ببعضهما البعض , بحيث يَنحصرُ تَركيزُهُمَا عَلَى تَلبيّةِ الرَغبَةِ وإشباعِ الحَاجَةِ ,

    بلا تخطيط , ولا دراية بِمُنتَظَمِ التعايشِ الزوجي حياتيّاً , فضلاً عن عدمِ رسوخِ الإيمانِ بقُدسيّةِ الزوَاجِ حقوقاً وواجباتٍ ,

    لذا يَظهرُ التَسرّعُ بإيقاعِ الطلاقِ حتى مع عدم توفّر شروطه الفقهيّة , هذا و مع الجَهلِ الفَظيعِ بأحكامه وآثاره شَرعَا وأخلاقا.

    وهنُاكَ أسبَابٌ أيضاً تَكادُ تكونُ رَئيسَةً في ظهورِ حَالةِ الطلاقِ وبكثرَةٍ ,

    منها ,عدم تَمثُّلِ الزوجةِ لزوجها بأنّها زوجتُه وشريكةُ بعقدٍ والتزامٍ من الطرفين , قد قَبِلا به اختياراً وطوعَا ,

    فتظهرُ له
    بصورةِ الشريكِ التجاري, أو الشريكِ المُستَبدِ ,فتعيشُ معه على أسَاسٍ مَادي مَحضٍ ,

    يَقومُ على مَبدأ الأخذِ وإشباعِ الحاجةِ والرغبةِ , دون اعتبارٍ لحقِ الزوج ومَصلحته وقيمته سُلُوكَاً وقراراً .

    هذا فضلاً عنّ أنَّ الزَوجَ قد يَتَمَثّلُ هو الآخر , بذلك اللونِ المادي المَحضِ, مِن النظرِ للزوجةِ على أنّها مستودعٌ لرغباته وحاجاته

    مُهْمِلاً بذلك , الجانبَ الإنساني فيها , أو الجانب الأخلاقي والقيمي من كونها زوجةً وأمّاً لأولاده ,أو شريكةً

    قد قبِلَتْ به لتقفَ إلى جانبه .

    ولا ينبغي بنا أيضا أنْ نَغْفِلَ التَغيّراتِ الثقافيةَ الراهنةَ والمُعاصِرَةَ على مَستوى التعاطي مع الأجهزةِ الحديثةِ

    كَوسَائِلِ التَواصِلِ الاجتمَاعِي,
    والأفكارِ والثقافاتِ الجديدةِ , وما تَعرضه شاشاتُ التَلفَزَةِ الفضائيّةِ مِن كاريزما جاذبةٍ للمرأةِ

    وإظهارها بصورةٍ تُؤَثّرُ في المُتلقي غير المُتَحَفظِ والمُتحَصِّنِ مِن التبرجِ والتَجَمّلِ والأسلوبِ وأفانين السلوك العاطفي

    بين الجنسين الذكر والأنثى ,

    فكُلّ هذه المُتغيراتِ تُؤثّر يقيناً في الزوجين , إذا ما لم يتم الاستعاضةُ عنها , بتوفير الأجواءِ والأنماطِ التي تَحفظُ لهما

    أمَانَ التعايشِ وقيمته وهدفه مِن قيامِ الزوجةِ لزوجها بالمُبَادَرَةِ والتَمكين و نزوعها وجهةَ السلوكِ الجاذبِ له

    من حيث إظهار نفسها بزينةٍ وزَيّ يَرغَبُ الزوجُ به في عِشِ الزَوجيّةِ.

    والزوجُ كذلك مَدعوُّ للقيامِ بتداركِ واجبه تجاه زوجتِه مِن حيث الحِفَاظِ على كاريزما شَخصه وقدرته وتدبيره وتعاطيه

    مع زوجته بما هي تَرغَبُ به ضِمنَ إطارِ المَشروع والمُبَاحِ شَرَعَاً .


    وختَامَاً إذا مَا تَنَصَلَ كُلٌ مِن الزَوجين بواجباتِه فيما بينهما فلا مِناصَ مِن وقوعِ الخِلافِ والشِقَاقِ وربّمَا الانفصالِ ,

    ذلك لأنّ كُلَّ واجبٍ إذا ما أُخلَّ به فله تبعاته وأخطاره الحتمية , كإهمال الزوجةِ لزوجها أو إهماله إياها في الحَقّ الخَاصِ ,

    أو عدم إنفاقِ الزوج عليها أو نشوزها هيّ عن طاعتهِ دون وجه حقّ مَثلاً , أو عدم توفقهما للإنجابِ ,

    أو رفضُ الزوجةِ لحق الزوجِ في التعددِ , وهَلُمّ جَرّا ,

    وفي كُلِّ مِفصَلٍَ , مِفصَلِ , الأسبَابُ مَتَشعِبَةٌ لا يُمكنُ الوقوفُ عليها تفصيلاً , ولكن الحِلولَ مُمكنةٌ , كُلٌ بِحَسبِه ,

    وإنْ كانَ الطلاقُ خيارا شرعيّاً أخيراً مَنحه التشريعُ الإسلامي كَحَلِّ إجرائي يتيحُ للطرفين الاستقلالية في حياتها عن بعضهما البعض

    بعد الفَشلِ في الاستمرارِ قَطعاً .



    _____________________________________________

    - مرتضى علي الحلي -


    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 02-12-2016, 09:30 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X