الذي يقربك من الله هو الإيمان والعمل الصالح

في قول الله تعالى::

(وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالّتي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ).

لمّا استدلّ المشركون على فضلهم وقربهم من الله بكثرة الأموال والأولاد ردّ عليهم سبحانه بأنّ وفرتهما لا تورث التقرُّب، وإنّما يقرِّب إليه تعالى الإيمان والأفعال الحسنة. يقول سبحانه: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالّتي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى)فالأموال والأولاد وهكذا المناصب والأنساب ليست ملاكات الزلفى والتقرّب إلى الله، بل أنّ الملاك الصحيح هو الإيمان المقترن بالعمل الصالح كما قال: (إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)فمن آمن وعمل صالحاً (فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ): أي أضعافاً مضاعفة، لا مرّتين بشهادة قوله سبحانه: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا).

هذا، وقد أصبح قوله سبحانه: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) يتمثّل به كلّ خطيب مصقع وكاتب قدير، وهو عبارة أُخرى عن الإيمان والعمل الصالح، وهذا هو شعار الإسلام مذ بُعث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)إلى أن لحق بالرفيق الأعلى، فقد هتف به في غير واحد من خطبه وكلماته.

وقد جاء في خطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)في حجّة البلاغ والوداع أنّه قال: «يا أيّها الناس: إنّ ربكم واحد، وإنّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربيّ على عجميّ، ولا لعجميّ على عربيّ، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلاّ بالتقوى. أبلغت؟». قالوا: بلّغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

_________________________________________________
منية الطالبين في تفسير القرآن المبين/ ج 22 

💮💮💮