🔰كان شاباً فاسقاً، شارباً للخمر، اسمه حميد قد ازّينت له الدّنيا وأخذته بكل مفاتنها، ورمته بين أحضانها للّهو واللّعب، وألقت على قلبه ستار الغفلة والجهل على الرّغم من أنّه كان شاباً جامعيّاً ..
❕وشاءت الأقدار أن يسجّل اسم "حميد" في عداد الطلاب الّذين اقترحت الجامعة أن تأخذهم في زيارة لمدينة قم المقدّسة، وكان التّشرّف بلقاء سماحة الشّيخ البهجة (البالغ مناه) من البرامج المقرّرة لهذه الزّيارة ..
🌀 يقول حميد: وفي الموعد المحدّد قصدنا المنزل المتواضع، وإذا بتلك الشّخصيّة الملكوتيّة للشّيخ الجليل قد حضرت أمامنا، فراح بوجهه المنير يستقبل الطلاب فرداً فرداً، ينظر إليهم ويردّ التّحيّة عليهم بأحسن منها أضعافاً ..
🔆 وكما البقيّة ألقوا تحيّتهم وسلّموا على سماحة الشّيخ (قده) أحببت أنا أيضاً أن أكون مثلهم وأن ألقي التّحيّة عليه، انتظرت منه أن ينظر إليّ نظرةً علّ الرّوح تعود إلى مستقرّها، ولكن أنّى للنّور أن يرى الظّلمة الظّلماء ..
🌻فسماحة الشّيخ الجليل (قده) لم يلتفت إليّ أصلاً، وكأنّه لم يرني أبداً، على الرّغم من أنّ سلامه قد بلغ جميع الحاضرين ..
⭕️هنا، ضاقت الدّنيا في صدري، و أحسستُ أنّ روحي تكاد تفارق جسدي، حِرتُ في أمري ولم أدرِ ما أفعل !! أفكار راحت تجول في خاطري في لحظات قصيرة فكّرتُ سريعاً في نفسي وتحدّثتُ معها قائلاً:
♻️✨حميد !! يقال أنّ هذا الشّيخ الجليل يعرف ما في القلوب، فأنت بأيّ وجه تتوقّع أن ينظر إليك !!؟ أنت نفسك تعلم كم اجترحتَ واقترفتَ من معاصٍّ! انتابني شعور لم أشعر به من قبل، شعور أحاط بي من كلّ جوارحي، ولحظات ندم على ما فرّطت في حياتي ..
💡وصوت تردّد في مسامع كياني : "لا بدّ من التّوبة" أجل، فاللّطف الإلهي ببركة رؤية ذلك النّور الرّباني فتح أمامي باباً للتّوبة، باباً يُرادُ لدخوله اتّخاذ قرار حاسم وثابت، إنّه قرار ترك المعاصي ..
🔰عدتُ إلى الجامعة وما زلت عازماً على قراري في الانتقال من ظلمة المعاصي إلى نور التوبة .. هذا قراري الصّادق لن أتراجع عنه أبداً دخلتُ غرفتي، رمَيتُ كلّ ما في ثلّاجتي من قناني المسكرات، وعزمتُ المضيّ في طريق الخير متكّلّاً على من بيده مفاتيح كلّ شيئ، طالباً منه العون في الثّبات والاستمرار ..
🌀مضت فترة شهر تقريباً وأنا ثابت القدم في الطّريق الجديد ، وجاءت الأيّام ليقرّر شباب الجامعة زيارة مدينة قم المقدسة مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة حميد ليس له نصيب من ذلك، فاسمه سابقاً قد سجّل والآن دور غيره ..
🌼✨شعر برغبة في العودة إلى قم المقدّسة، رغبة كانت تسيطر على كلّ كيانه، لذا يقول: جئت بإلحاح وإصرار طالباً قبولي في تسجيل إسمي مع الزّائرين، و بعد الإلحاح الشّديد سُجِّلَ الإسم في لائحة المحظوظين ..
💡هذه المرّة تختلف عن سابقتها، فحميد جاء صادقاً بعد أن غسل قلبه من أدران الذنوب، وحاول إزالة السّواتر التي تحجب ذلك القلب عن ذلك النّور، وقد جاهد نفسه ليصل إلى مدينة قم، ليصل إلى ذلك العالم الرّبانيّ الّذي يسطع نوراً ..
🌻حان موعد اللّقاء مرّة أخرى، دخل الجميع، وكعادته ذلك الشّيخ الجليل يستقبلهم، يرحّب بهم .. أمّا أنا فدخلتُ مطرق الرّأس، خجلاً من نفسي، غيرَ ملتفتٍ إلى من حولي، خائفاً من أن أُرَدَّ مرّةً أخرى ويخيب الأمل .. وإذ بي أسمع صوت الرّفاق والشّباب:
⭕️ "حميد، إنّ سماحة الشيخ (قده) يطلبك !!" رفعت الرّأس لأرى ذلك النّور يشير إليّ بالتّقدّم منه .. راعني شعور جميل لم أكن لأشعر به من قبل، إنّه شعور العزّة والفخر بأن ينظر إليك أولياء الله وأحبّاؤه ..
🔆 تقدّمتُ من سماحته (قده) بخجل فهمس في أذني: . "أنت ولمدة شهر قد أفرحت إمام زمانك (عج) !!" .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🌹اللَّهُمَّ? صَلِّ? عَلْ? مُحَمَّدٍ وآلِ? مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ? فَرَجَهُمْ?
ـــــــ🔸💠🔸ــــــــ
.