بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
المرأة قد كرّمها الله لأنها أساس المجتمع، ويجب أن يُعرف قدرها هذا كي تكون عضواً فعالاً فيه، وفساد المرأة يعني فساد المجتمع، وذلك لأنه لا يقوم بناء إلاّ على أسس قوية وصحيحة ومتينة، فإذا كان الأساس فاسداً وضعيفاً فكيف سيقوم هذا البناء وهذا الصرح! إذن أنتِ الأساس ولا يستطيع أحد أن يهضم حقّكِ أو يقلّل من شأنكِ، فأنت الأم والأخت والزوجة والمدرِّسة والمربية الكريمة التي لها شأن كبير عند الله.
وكم هو عظيم دور التربية وما تتركه في نفس تلميذاتكِ الصغيرات حين تكونين ملتزمة بدينكِ وحجابكِ، فتتعلّم الطفلة الصغيرة التمسّك بالحجاب، لأنكِ تجسدينه أمامها وتعرّفينها قدره في نفسها وحياتها ولستِ ممن يقولون ما لا يفعلون.
أخبريها عن حجاب الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السّلام) وبطلة كربلاء زينب الحوراء، وأم البنين، واللواتي كنّ أعظم مدارس في تطبيق رسالة الحجاب السامية، ربّيها على حبّ أهل البيت وبيّني لها شدّة تمسّك حرم آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالحجاب .. قدّمي لها الوجبة الغنية بالشواهد من كتب التاريخ، واقرئي لها سيرة آل بيت العترة الطاهرة .. علّميها وحفّظيها سورة الأحزاب وسورة النور[1] وغيرها من السور العظيمة التي تشرح رسالة الحجاب ودوره في بناء مجتمع صالح قوي.
وإنها لرسالة يا أختي عظيمة ولا يعرف قيمتها من يجهلها ويفتقر إليها، فكوني مخلصة وقوية الإرادة وصادقة في كل كلمة تلقينها على مسامع ومدارك هذه الطفلة البريئة فهي لا تزال خصبة يمكن غرس تلك المبادئ العظيمة وترسيخها في عقلها المتفتّح والقابل لاستقبال كل معلومة تنقل إليه، (... وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقِيَ فيها من شيء إلاّ قبلته ...)[2].
واتقي الله في تعليمكِ لها وحثّيها على ارتداء الحجاب، وعلّميها الالتزام به، واذكري لها أثره وفوائده، فهو خير حماية ووقاية لها، وحتى لا يكون مصيرها كمصيرنا نحن ـ مع الأسف ـ حين ضيّعنا أهم سنين عمرنا التي لا تعوض، في معصية الله .. سافرات غافلات عن هذه الرسالة العظيمة، ولم يَعِ أهلونا قيمتها ولم يحثّونا على ارتدائه منذ الصغر ولم يذكروا لنا وجوبه علينا، وأنه عبادة لله كالصلاة والصيام وغيرها من العبادات، وأن الإيمان بالله لا يكتمل إلا بالالتزام بالحجاب.
وأنا إذ أذكر لكِ شرف مهنة التعليم إنما أقدّم ذلك نموذجاً من بين العديد من الوسائل التي تستطيعي أن تقدّمي فيها عطاؤكِ البنّاء والفعّال في المجتمع، وما هي إلاّ مساهمة منكِ يمكنك تأديتها في بناء المجتمع الإسلامي الصحيح.
وهناك العديد من الوظائف السامية والجليلة التي تستطيعين أن تشاركي فيها بالقدر الذي مكّنكِ منه الله من العلم والقوّة والقدرة، وحسب الإمكانات المتاحة لك، وعلى قدر استطاعتكِ في أداء دوركِ وإتقان عملكِ، كالطبيبة والممرضة التي هي من أسمى وظائف المرأة حيث تحاول أن تخفّف عن آلام المرضى وتمنحهم الدواء الذي يخفّف عنهم وطأة المرض والألم، ويا عظيم دورها أيضاً إذا كانت من الملتزمات بحجابهن .. متمسكات بدينهن، فإن الرحمة ستعمر قلبها أكثر لما عرفته من الحق، ولمعرفتها حدود الله، ومسئوليتها تجاه ربها في بذل ما بوسعها لأداء مهمّتها على أكمل وجه، فإنها بالتأكيد ستؤدي واجبها بكل إخلاص وتفان وهنا ستكون فعلاً ملاك رحمة للمرضى ـ كما قيل ـ ، وستزداد رفعة أيضاً بدعوة زميلاتها إلى التوجّه والتقرّب إلى الله وإرشادهنّ إلى الحجاب، بل وحتى توجيه وإرشاد النساء اللواتي يتلقين العلاج على يديها.
نعم فهذا الأمر غاية في النبل والرحمة، فثوابها لن يكون فقط لمحاولتها شفاء أبدان مرضاها، ولكن لشفاء عقولهن ونفوسهن وقلوبهن، وما أعظمه من دواء!
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
المرأة قد كرّمها الله لأنها أساس المجتمع، ويجب أن يُعرف قدرها هذا كي تكون عضواً فعالاً فيه، وفساد المرأة يعني فساد المجتمع، وذلك لأنه لا يقوم بناء إلاّ على أسس قوية وصحيحة ومتينة، فإذا كان الأساس فاسداً وضعيفاً فكيف سيقوم هذا البناء وهذا الصرح! إذن أنتِ الأساس ولا يستطيع أحد أن يهضم حقّكِ أو يقلّل من شأنكِ، فأنت الأم والأخت والزوجة والمدرِّسة والمربية الكريمة التي لها شأن كبير عند الله.
وكم هو عظيم دور التربية وما تتركه في نفس تلميذاتكِ الصغيرات حين تكونين ملتزمة بدينكِ وحجابكِ، فتتعلّم الطفلة الصغيرة التمسّك بالحجاب، لأنكِ تجسدينه أمامها وتعرّفينها قدره في نفسها وحياتها ولستِ ممن يقولون ما لا يفعلون.
أخبريها عن حجاب الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السّلام) وبطلة كربلاء زينب الحوراء، وأم البنين، واللواتي كنّ أعظم مدارس في تطبيق رسالة الحجاب السامية، ربّيها على حبّ أهل البيت وبيّني لها شدّة تمسّك حرم آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالحجاب .. قدّمي لها الوجبة الغنية بالشواهد من كتب التاريخ، واقرئي لها سيرة آل بيت العترة الطاهرة .. علّميها وحفّظيها سورة الأحزاب وسورة النور[1] وغيرها من السور العظيمة التي تشرح رسالة الحجاب ودوره في بناء مجتمع صالح قوي.
وإنها لرسالة يا أختي عظيمة ولا يعرف قيمتها من يجهلها ويفتقر إليها، فكوني مخلصة وقوية الإرادة وصادقة في كل كلمة تلقينها على مسامع ومدارك هذه الطفلة البريئة فهي لا تزال خصبة يمكن غرس تلك المبادئ العظيمة وترسيخها في عقلها المتفتّح والقابل لاستقبال كل معلومة تنقل إليه، (... وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقِيَ فيها من شيء إلاّ قبلته ...)[2].
واتقي الله في تعليمكِ لها وحثّيها على ارتداء الحجاب، وعلّميها الالتزام به، واذكري لها أثره وفوائده، فهو خير حماية ووقاية لها، وحتى لا يكون مصيرها كمصيرنا نحن ـ مع الأسف ـ حين ضيّعنا أهم سنين عمرنا التي لا تعوض، في معصية الله .. سافرات غافلات عن هذه الرسالة العظيمة، ولم يَعِ أهلونا قيمتها ولم يحثّونا على ارتدائه منذ الصغر ولم يذكروا لنا وجوبه علينا، وأنه عبادة لله كالصلاة والصيام وغيرها من العبادات، وأن الإيمان بالله لا يكتمل إلا بالالتزام بالحجاب.
وأنا إذ أذكر لكِ شرف مهنة التعليم إنما أقدّم ذلك نموذجاً من بين العديد من الوسائل التي تستطيعي أن تقدّمي فيها عطاؤكِ البنّاء والفعّال في المجتمع، وما هي إلاّ مساهمة منكِ يمكنك تأديتها في بناء المجتمع الإسلامي الصحيح.
وهناك العديد من الوظائف السامية والجليلة التي تستطيعين أن تشاركي فيها بالقدر الذي مكّنكِ منه الله من العلم والقوّة والقدرة، وحسب الإمكانات المتاحة لك، وعلى قدر استطاعتكِ في أداء دوركِ وإتقان عملكِ، كالطبيبة والممرضة التي هي من أسمى وظائف المرأة حيث تحاول أن تخفّف عن آلام المرضى وتمنحهم الدواء الذي يخفّف عنهم وطأة المرض والألم، ويا عظيم دورها أيضاً إذا كانت من الملتزمات بحجابهن .. متمسكات بدينهن، فإن الرحمة ستعمر قلبها أكثر لما عرفته من الحق، ولمعرفتها حدود الله، ومسئوليتها تجاه ربها في بذل ما بوسعها لأداء مهمّتها على أكمل وجه، فإنها بالتأكيد ستؤدي واجبها بكل إخلاص وتفان وهنا ستكون فعلاً ملاك رحمة للمرضى ـ كما قيل ـ ، وستزداد رفعة أيضاً بدعوة زميلاتها إلى التوجّه والتقرّب إلى الله وإرشادهنّ إلى الحجاب، بل وحتى توجيه وإرشاد النساء اللواتي يتلقين العلاج على يديها.
نعم فهذا الأمر غاية في النبل والرحمة، فثوابها لن يكون فقط لمحاولتها شفاء أبدان مرضاها، ولكن لشفاء عقولهن ونفوسهن وقلوبهن، وما أعظمه من دواء!
__________________________________________________ ________________________________
[1] فقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (علموهنّ سورة النور). (بحار الأنوار ج100 ص261 ح16 ب5) وقد أشرنا خلال البحث إلى بعض هذه الآيات التي فيها الكثير من الفائدة والعظة.
[2] من وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام). بحار الأنوار ج74 ص200.
[1] فقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (علموهنّ سورة النور). (بحار الأنوار ج100 ص261 ح16 ب5) وقد أشرنا خلال البحث إلى بعض هذه الآيات التي فيها الكثير من الفائدة والعظة.
[2] من وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام). بحار الأنوار ج74 ص200.