بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين
وبعد
لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فصعد على الصفا فهتف : يا صباحاه . فاجتمعوا إليه ، فقال " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح الجبل أكنتم مصدقي ؟ " قالوا : نعم ما جربنا عليك كذباً . قال " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " . فقال أبو لهب : تباً لك ، أما جمعتنا إلا لهذا ؟ ثم أحضر قومه في داره ، فبادره وقال : هؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودع الصبأة ؛
الصبأ : الخروج من دين إلى دين آخر ..
وأخذ أبولهب يتطاول على النبي صلى الله عليه واله . فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يتكلم . ثم دعاهم ثانية وقال « الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له . ثم قال : والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ، وإنما الجنة أبداً والنار أبداً » فقال أبو طالب : ما أحب إلينا معاونتك ، وأقبَلَنا لنصيحتك ، وأشد تصديقنا لحديثك ، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلى ما تحب ، فامض لما أمرت به ، فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك ، غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب . الكامل لابن الأثير: 2 / 24 (1 / 486)
قال الأميني : لم يكن دين عبد المطلب سلام الله عليه إلا دين التوحيد والإيمان بالله ورسله وكتبه غير مشوب بشيء من الوثنية ، وهو الذي قال لأبرهة : إن لهذ البيت رباً يدب عنه ويحفظه ،
و مما يعرب عن تقدمه في الإيمان الخالص والتوحيد الصحيح انتماء رسول الله صلى الله عليه وآله إليه ومباهاته به يوم حنين بقوله :
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب
والذي أراده أبو طالب ـ سلام الله عليه ـ بقوله : نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب ، هو صريح بقية كلامه ، وقد أراد بهذا السياق التعمية عل الحضور لئلا يناصبوه العداء بمفارقتهم ، وهذا السياق من الكلام من سنن العرب في محوراتهم ، قد يريدون به التعمية ، وقد يراد به التأكيد للمعنى المقصود ..
فقال أبو لهب : هذه والله السوء
في المصدر: السوأة .
خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم ، فقال أبو طالب : والله لنمنعنه ما بقينا
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين
وبعد
لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فصعد على الصفا فهتف : يا صباحاه . فاجتمعوا إليه ، فقال " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح الجبل أكنتم مصدقي ؟ " قالوا : نعم ما جربنا عليك كذباً . قال " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " . فقال أبو لهب : تباً لك ، أما جمعتنا إلا لهذا ؟ ثم أحضر قومه في داره ، فبادره وقال : هؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودع الصبأة ؛
الصبأ : الخروج من دين إلى دين آخر ..
وأخذ أبولهب يتطاول على النبي صلى الله عليه واله . فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يتكلم . ثم دعاهم ثانية وقال « الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له . ثم قال : والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ، وإنما الجنة أبداً والنار أبداً » فقال أبو طالب : ما أحب إلينا معاونتك ، وأقبَلَنا لنصيحتك ، وأشد تصديقنا لحديثك ، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلى ما تحب ، فامض لما أمرت به ، فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك ، غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب . الكامل لابن الأثير: 2 / 24 (1 / 486)
قال الأميني : لم يكن دين عبد المطلب سلام الله عليه إلا دين التوحيد والإيمان بالله ورسله وكتبه غير مشوب بشيء من الوثنية ، وهو الذي قال لأبرهة : إن لهذ البيت رباً يدب عنه ويحفظه ،
و مما يعرب عن تقدمه في الإيمان الخالص والتوحيد الصحيح انتماء رسول الله صلى الله عليه وآله إليه ومباهاته به يوم حنين بقوله :
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب
والذي أراده أبو طالب ـ سلام الله عليه ـ بقوله : نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب ، هو صريح بقية كلامه ، وقد أراد بهذا السياق التعمية عل الحضور لئلا يناصبوه العداء بمفارقتهم ، وهذا السياق من الكلام من سنن العرب في محوراتهم ، قد يريدون به التعمية ، وقد يراد به التأكيد للمعنى المقصود ..
فقال أبو لهب : هذه والله السوء
في المصدر: السوأة .
خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم ، فقال أبو طالب : والله لنمنعنه ما بقينا