بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[1].
يرّبي الإسلام الإنسان على ضرورة تحمّله للمسؤوليّة في الحياة الدنيا، وذلك من خلال أن يكون صاحب رسالة يحملها بأمانة وهدف يسعى لتحقيقه، وأن لا يكون وجوده في الحياة وجوداً هامشيّاً أو تبعيّاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تكن أمّعة: تقولون إنْ أحسن الناس أحسنّا، وإنْ ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم: إنْ أحسن الناس أن تحسنوا وإنْ أساؤوا أنْ لا تظلموا[2].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : إعلموا أنّ الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المتلوّن، فلا تزولوا عن الحقّ، وولاية أهل الحقّ، فإنّ من استبدل بنا هلك، وفاتته الدنيا وخرج منها[3].
اللاهون عن تحمّل مسؤوليّاتهم
وحذّر القرآن الكريم الناس الذين يلهون عن تحمّل مسؤوليّاتهم وذكّرهم بيوم القيامة، يوم لا ينفع الإنسان إلّا عمله الذي أقدم عليه.
قال تعالى: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ)[4].
وقال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)[5].
التأكيد على المساءلة يوم القيامة
1- مساءلة الناس والأنبياء: قال تعالى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)[6].
قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)28.
2- عدم الإستثناء في المساءلة: قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)29.
قال تعالى: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)[7].
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا معاشر قرّاء القرآن إتقوا الله عزّ وجلّ فيما حمّلكم من كتابه فإنّي مسؤول وإنّكم مسؤولون، إنّي مسؤول عن تبليغ الرسالة، وأمّا أنتم فتسألون عمّا حملتم من كتاب الله وسنّتي[8].
تفاوت أنواع المسؤوليّة
فالناس ليسوا كلّهم أمام مسؤوليّةٍ واحدة بل كلٌّ حسب علمه وعمله وشأنه وإمكاناته وعلوّ همّته وطبيعة موقعه والمحيط الذي هو فيه.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيّته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم[9].
تحمّل أهل البيت لمسؤوليّاتهم
أهل البيت جسّدوا المثل الأعلى في تحمّل المسؤوليّة السياسيّة والاجتماعيّة.
الإمام الحسين يحمل مسؤوليّة إصلاح الأمّة رغم قلّة الناصر وعدم وفرة الإمكانات الماديّة، ويقدّم نفسه وأهل بيته وأصحابه شهداء في سبيل الإسلام.
من أهمّ شواهد حمل المسؤوليّة في عاشوراء الدور الذي قامت به السيّدة زينب عليها السلام فإنّها- وبعد كلّ ما عاينته في كربلاء من قتل لإخوتها وأبنائها- يحمّلها الإمام الحسين عليه السلام مسؤوليّة السبايا وإيصال صوت كربلاء إلى كلّ الناس فتحمل مسؤوليّتها بإخلاص وشجاعة وتنجح في أداء مهمّتها.
[1] الإسراء ، 36.
[2] ميزان الحكمة، الريشهريّ، ج3، ص2620.
[3] الخصال، الشيخ الصدوق، ص626.
[4] الزخرف ، 83.
[5] المؤمنون 115.
[6] الأعراف ، 6.
[7] الصافات ، 34.
[8] الحجر ، 12.
[9]الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2، ص606.
قال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[1].
يرّبي الإسلام الإنسان على ضرورة تحمّله للمسؤوليّة في الحياة الدنيا، وذلك من خلال أن يكون صاحب رسالة يحملها بأمانة وهدف يسعى لتحقيقه، وأن لا يكون وجوده في الحياة وجوداً هامشيّاً أو تبعيّاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تكن أمّعة: تقولون إنْ أحسن الناس أحسنّا، وإنْ ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم: إنْ أحسن الناس أن تحسنوا وإنْ أساؤوا أنْ لا تظلموا[2].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : إعلموا أنّ الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المتلوّن، فلا تزولوا عن الحقّ، وولاية أهل الحقّ، فإنّ من استبدل بنا هلك، وفاتته الدنيا وخرج منها[3].
اللاهون عن تحمّل مسؤوليّاتهم
وحذّر القرآن الكريم الناس الذين يلهون عن تحمّل مسؤوليّاتهم وذكّرهم بيوم القيامة، يوم لا ينفع الإنسان إلّا عمله الذي أقدم عليه.
قال تعالى: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ)[4].
وقال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)[5].
التأكيد على المساءلة يوم القيامة
1- مساءلة الناس والأنبياء: قال تعالى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)[6].
قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)28.
2- عدم الإستثناء في المساءلة: قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)29.
قال تعالى: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)[7].
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا معاشر قرّاء القرآن إتقوا الله عزّ وجلّ فيما حمّلكم من كتابه فإنّي مسؤول وإنّكم مسؤولون، إنّي مسؤول عن تبليغ الرسالة، وأمّا أنتم فتسألون عمّا حملتم من كتاب الله وسنّتي[8].
تفاوت أنواع المسؤوليّة
فالناس ليسوا كلّهم أمام مسؤوليّةٍ واحدة بل كلٌّ حسب علمه وعمله وشأنه وإمكاناته وعلوّ همّته وطبيعة موقعه والمحيط الذي هو فيه.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيّته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم[9].
تحمّل أهل البيت لمسؤوليّاتهم
أهل البيت جسّدوا المثل الأعلى في تحمّل المسؤوليّة السياسيّة والاجتماعيّة.
الإمام الحسين يحمل مسؤوليّة إصلاح الأمّة رغم قلّة الناصر وعدم وفرة الإمكانات الماديّة، ويقدّم نفسه وأهل بيته وأصحابه شهداء في سبيل الإسلام.
من أهمّ شواهد حمل المسؤوليّة في عاشوراء الدور الذي قامت به السيّدة زينب عليها السلام فإنّها- وبعد كلّ ما عاينته في كربلاء من قتل لإخوتها وأبنائها- يحمّلها الإمام الحسين عليه السلام مسؤوليّة السبايا وإيصال صوت كربلاء إلى كلّ الناس فتحمل مسؤوليّتها بإخلاص وشجاعة وتنجح في أداء مهمّتها.
[1] الإسراء ، 36.
[2] ميزان الحكمة، الريشهريّ، ج3، ص2620.
[3] الخصال، الشيخ الصدوق، ص626.
[4] الزخرف ، 83.
[5] المؤمنون 115.
[6] الأعراف ، 6.
[7] الصافات ، 34.
[8] الحجر ، 12.
[9]الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2، ص606.