بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من علامات الظهور أن يخرج رجل من آل أبي سفيان مجرم قاتل ظالم. وليس السفياني رمزاً للشر وعنواناً للانحراف والخطيئة، كما يفترض بعض الناس، فقد وردت الروايات على أنه شخص سمّوه باسمه ونسبوه إلى أهله. فهو من ذريّة أبي سفيان بن حرب ويسمّى ابن آكلة الأكباد – نسبة إلى جدته هند التي شقت كبد الحمزة عمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخرجتها ووضعتها في فمها فلاكتها ثم لفظتها.
وفي البحار عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "وهو عثمان بن عنبسة الأموي من ولد يزيد بن معاوية..." . وفي غيبة النعماني عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال:" قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا اختلف الرمحان بالشام... فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية في دمشق يقال لها: "حرستا" فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق..." .
فهذا البيان وما يأتي من وصف له يكشف أنه شخص وليس عنواناً لحالة منحرفة.
*صفات السفياني
السفياني رجل دميم الشكل مرعب مخيف لا يحمل في نفسه شيئاً من الرحمة يصفه أمير المؤمنين – كما في بحار الأنوار – "يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، وهي منطقة حوران في محافظة درعا من بلاد الشام وهو رجل ربعة وحش الوجه – أي يستوحش من يراه – ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان... " .
ويقول الصادق عليه السلام: "إنك لو رأيت السفياني رأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق يقول: يا رب، يا رب، يا رب ثم للنار، ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه" .
وفي رواية الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: "السفياني، أحمر أشقر أزرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط، يقول: يا رب ثاري والنار يا رب ثاري والنار".
*السفياني عدوّ الشيعة
السفياني يمثلّ القمة في العداء لشيعة أهل البيت عليهم السلام، ففي الرواية عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى ناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم، فَيَثِبُ الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم".
*السفياني علامة حتمية
السفياني شخصية كشفت عنها الأحاديث والروايات يتحقق وجودها وتأخذ دورها قبل ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف، وتكون مؤشراً قريباً جداً على الظهور. فمتى تحرَك السفياني عرفنا قرب هذا الأمر ويكون علامة حتمية على خروج القائم. ففي الحديث عن معلّى بن خنيس يقول: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من الأمر محتوم ومنه ما ليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب" .
وفي حديث آخر عن عبد الملك بن أعين قال:
"كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام فقلت له:أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني.
فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لا بد منه".
وفي حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام: "السفياني من المحتوم" .
وفي حديث عن الإمام الباقر عليه السلام: "فإذا كان ذلك (عدّد عدة أمور ثم قال) خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي" .
*متى يخرج السفياني؟
تشير الروايات أن خروج السفياني يكون في رجب قبل ظهور القائم بستة أشهر. ففي الحديث عن الصادق عليه السلام: "السفياني من المحتوم وخروجه في رجب، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً..." . وفي خبر آخر عن الصادق عليه السلام- زيادة عما مرّ- : "ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوماً...".
والكور الخمس هي: دمشق والأردن وحمص وحلب وقنسرين. وهذه الكور كانت مراكز أساس في ذلك الزمن.
*ثلاثي الشر
ثلاثة أشرار كل واحد منهم يرفع راية ضلال، وكلُّ منهم يريد السيطرة والحكم. فيحدث الصدام والقتال بين الأصهب والأبقع في الشام، وتدور معارك عنيفة ولا يستطيع أحدهما الانتصار على الآخر وحسم المعركة لصالحه. وبينما هما في أتون المعارك يخرج عليهما السفياني من الوادي اليابس، فيلتقي أولاً بالأبقع فيقتله ومن تبعه ثم يقتل الأصهب. وتخلو له السّاحة فيسيطر على الشام كلها ويدين له الناس طوعاً وكرهاً ما خلا فئة قليلة من المقيمين على الحق، يعصمهم الله من اتّباعه والخروج معه. وفُسّر على أنهم شيعة لبنان الموالين لأهل البيت عليهم السلام الذين هم على الحق، ولا يوالون جبتاً أو طاغوتاً. ولذا رواية البحار تقول: "فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه" .
ولكن إذا ظهر السفياني، فلن يدير ظهره لمن لم يواله ويسير بركابه، بل إنه سيطلبهم وسيوجه إليهم جيشه وأتباعه. وهنا أمر الأئمة عليهم السلام أتباعهم أن يخرج الرجال ويختفوا لعدم قدرتهم على مواجهته، تقول الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: "وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس (لعل هذه المدة هي مدة قتاله للأبقع والأصهب...) حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم، فقال له بعض أصحابه – بعض أصحاب الباقر عليه السلام –: فكيف نضنع بالعيال إذا كان ذلك؟ فقال: يتغيّب الرجال منكم عنه فإن خيفته وشرته فإنما هي على شيعتنا فأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى، قيل: إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه؟ قال: من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر ولا يجوزها إن شاء الله...".
*معركة قرقيسيا
بعد أن يستولي السفياني على الشام وكورها الخمس يتوجه إلى العراق ولكن في طريقه يصطدم بجيش الترك في مدينة قرقيسيا – وهي بلدة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات وهي الآن في مدينة دير الزور – عند الحدود السورية التركية – وتقول الأحاديث إنها معركة قاسية تأكل الطير من لحوم القتلى. ثم ينسل السفياني إلى العراق ويجزّر بشيعة أهل البيت ويخرج من العراق إلى المدينة طالباً غرّة الإمام المهدي الذي وصلته أنباء ظهوره. وتصل الأخبار إلى المهدي فيخرج منها إلى مكة. وفي الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام يقول: "ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر (أي يخرج) المهدي منها إلى مكة فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة فيبعث جيشاً على أثره، فلا يدركه حتى يدخل الإمام المهدي مكة خائفاً يترقّب على سنّة موسى بن عمران ".