بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


والتوبة تعني فيما تعني الندم والحسرة على ما فرط العبد في جنب الله،

وفي محضر حكومة الله وسلطانه من ذنوبه وآثامه حتى خلفت حجباً أدت الى انقطاع العلاقة. فان الندم كخطوة اولى في باب التوبة، تعتبر وسيلة مهمة واساسية للعودة الى رياض الايمان.
ان الكثير من الناس نراهم يدعي بانه تاب ولكن في حقيقته يعيش الازدواجية في شخصيته، ففي داخل قلبه يستشعر عدم اقتراف الذنب ويعيش طوال عمره في حالة التبرير والخداع الذاتي. هؤلاء حالهم كالنائم، ولكن بالموت سوف ينتبهون من الغفلة التي اصطنعوها لهم غروراً وتكبراً..
{ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلآَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } (البقرة / ٩)هـــؤلاء تنكشف الحقائــق لهم بعد فــوات الاوان، ثم يصـرخ احدهم : { رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } (المؤمنون / ٩٩- ١۰۰) ولكـن يأتيهـم الجواب : { كَلآَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُـونَ }"(المؤمنون / ١۰۰)
كما تستدعي عملية التوبة من الفرد التائب هو العزم على عدم العودة اذ يترك الكثير من الناس المعاصي والاثام لفترات معينة (احتراماً) لشهر رمضان او في بعض المناسبات الدينية الحاضرة، ولكن لم يتمكنوا ان يتخذوا (قرار) التوبة الحقيقية النصوحة، فسرعان ما تنقضي المناسبة حتى يعاودون على اقتراف المحارم والآثام.
فاذا أردت ان تعرف ان توبتك مقبولة وحقيقية انظر الى بعد التوبة، هل ان الاعمال الخيرية والحسنة لديك ثقيلة ام خفيفة ؟ فاذا نادى المؤذن الله اكبر.. حي على الصلاة ، فهل ستجيب جميع جوارحك بما فيها قلبك بنشاط مع النداء لتنهض مسرعا وبأقبال الى الصلاة ؟.. اناداء عمل الخير بسهولة وبخفة بعد التوبة هو دليل على اداء التوبة بكل شروطها والعكس هو صحيح ايضاً.