في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (128)
قال تعالى( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ،وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) سورة البقرة من الاية 242 الى 244 .
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : الانسان يخشى من الموت وهو لا مناص منه
طبيعة الانسان هو خشيته وكرهه من الموت ، بل يكره سماع الموت، وهذا نتيجة تعلق الانسان بالدنيا وغرامه بها ،وقطع العلاقة بالله وبعالم الاخرة ،مع علم الانسان اليقيني ان الموت لا مناص منه ولوعاش الاف السنين في الحياة .......
ثانيا : اختلاف كبير بين المفسرين في تفسير الاية
ذهب المفسرون من السنة والشيعة في تفسير هذه الاية المباركة مذاهب متعددة ومختلفة ،ولكن بشكل عام يمكن تفسير الآية بحسب ما يعطيه سياق الاية الشريفة ان جماعة خرجوا من ديارهم وبيوتهم التي يسكنونها خوفا من الموت او القتل الذي كان يتربص بهم اما من عدو او من وباء ومرض، وهؤلاء يتصورون ان في خروجهم الفرج والخلاص من الموت او القتل ،ومن خلال هذه الاية المباركة كأن الله لم يرض بخروجهم ويريد منهم ان يواجهوا هذا الخوف والموت بقلوب مؤمنة ومن موقع المسؤولية في مواجهة التحديات ،لذلك قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ) .؟
ثالثا : الموت والحياة بيد الله تعالى
الحياة والموت بيد الله فهو القادر على ايجاد الحياة والموت في هذا الوجود وهو من مختصات الله تعالى كما قال تعالى ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ? ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .؟ لذلك قال تعالى في حق هؤلاء الذين خرجو خوفا من الموت للدلالة على قدرته تعالى ( فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) واذا اراد الله لشيء ان يقول له كن فيكون فاماتهم الله بقدرته (يا من قهر عباده بالموت والفناء ) ثم ( ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) لكي يستفيدوا من رجوعهم الى الحياة ويعرفوا قدرة الله تبارك وتعالى وان الله بيد الموت والحياة وبما ان الموت بيد الله فالاولى لهم ان يواجهوا الموت بالوعي والايمان لا بالهروب منه .وفي روضة الكافي عن الباقر والصادق عليهما السلام قصة هؤلاء وهربهم من الطاعون وموتهم وبقاءهم بلا دفن حتى صاروا عظاما فجمعها المارة ونحوها عن الطريق فمر عليها حزقيل النبي من بني إسرائيل فدعا اللَّه في احيائهم فأحياهم
رابعا : العبودية لغير الله موت
في هذه الاية المباركة اشارة اخرى لمعنى الموت والحياة ، فالموت هو الذل والاستسلام والعبودية والقهر والاستعباد تحت سياط الظالمين ،والحياة هو التحرر من الذل والهوان بالدفاع والجهاد والمقاومة للظالمين والفاسدين ، لذلك يقول امير المؤمنين عليه السلام (فالموت في حياتكم مقهورين ، و الحياة في موتكم قاهرين ) ان حياة الكرامة في مواجهة الموت ،وان حياة الذل في الهروب من الموت .؟
خامسا : الانسان يقابل نعم الله بعدم الشكر
كثيرة هي نعم الله تعالى على الانسان ولا يمكن احصائها كما قال تعالى ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ولكن طبيعة الاعم الاغلب من الناس يتنكر لهذه النعم ،كما قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) وهذا من سوء توفيق الانسان وذلك لان شكر النعم الالهية واجب على الانسان العاقل .؟
سادسا : القتال في الديانات الالهية وسيلة وليس غاية
القتال في كل الديانات الالهية الصحيحة ليست غاية وليست ابتدائية وانما هي من اجل الدفاع عن قيم السماء وعن الانسان ومن اجل تطبيق القانون في الحياة وليس هذا القتال من اجل التوسعة والبطر كما يفعل الملوك في الارض من اجل استعباد الناس وتوسيع ملكهم وسلطانهم في الارض ............
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .
قال تعالى( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ،وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) سورة البقرة من الاية 242 الى 244 .
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : الانسان يخشى من الموت وهو لا مناص منه
طبيعة الانسان هو خشيته وكرهه من الموت ، بل يكره سماع الموت، وهذا نتيجة تعلق الانسان بالدنيا وغرامه بها ،وقطع العلاقة بالله وبعالم الاخرة ،مع علم الانسان اليقيني ان الموت لا مناص منه ولوعاش الاف السنين في الحياة .......
ثانيا : اختلاف كبير بين المفسرين في تفسير الاية
ذهب المفسرون من السنة والشيعة في تفسير هذه الاية المباركة مذاهب متعددة ومختلفة ،ولكن بشكل عام يمكن تفسير الآية بحسب ما يعطيه سياق الاية الشريفة ان جماعة خرجوا من ديارهم وبيوتهم التي يسكنونها خوفا من الموت او القتل الذي كان يتربص بهم اما من عدو او من وباء ومرض، وهؤلاء يتصورون ان في خروجهم الفرج والخلاص من الموت او القتل ،ومن خلال هذه الاية المباركة كأن الله لم يرض بخروجهم ويريد منهم ان يواجهوا هذا الخوف والموت بقلوب مؤمنة ومن موقع المسؤولية في مواجهة التحديات ،لذلك قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ) .؟
ثالثا : الموت والحياة بيد الله تعالى
الحياة والموت بيد الله فهو القادر على ايجاد الحياة والموت في هذا الوجود وهو من مختصات الله تعالى كما قال تعالى ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ? ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .؟ لذلك قال تعالى في حق هؤلاء الذين خرجو خوفا من الموت للدلالة على قدرته تعالى ( فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) واذا اراد الله لشيء ان يقول له كن فيكون فاماتهم الله بقدرته (يا من قهر عباده بالموت والفناء ) ثم ( ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) لكي يستفيدوا من رجوعهم الى الحياة ويعرفوا قدرة الله تبارك وتعالى وان الله بيد الموت والحياة وبما ان الموت بيد الله فالاولى لهم ان يواجهوا الموت بالوعي والايمان لا بالهروب منه .وفي روضة الكافي عن الباقر والصادق عليهما السلام قصة هؤلاء وهربهم من الطاعون وموتهم وبقاءهم بلا دفن حتى صاروا عظاما فجمعها المارة ونحوها عن الطريق فمر عليها حزقيل النبي من بني إسرائيل فدعا اللَّه في احيائهم فأحياهم
رابعا : العبودية لغير الله موت
في هذه الاية المباركة اشارة اخرى لمعنى الموت والحياة ، فالموت هو الذل والاستسلام والعبودية والقهر والاستعباد تحت سياط الظالمين ،والحياة هو التحرر من الذل والهوان بالدفاع والجهاد والمقاومة للظالمين والفاسدين ، لذلك يقول امير المؤمنين عليه السلام (فالموت في حياتكم مقهورين ، و الحياة في موتكم قاهرين ) ان حياة الكرامة في مواجهة الموت ،وان حياة الذل في الهروب من الموت .؟
خامسا : الانسان يقابل نعم الله بعدم الشكر
كثيرة هي نعم الله تعالى على الانسان ولا يمكن احصائها كما قال تعالى ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ولكن طبيعة الاعم الاغلب من الناس يتنكر لهذه النعم ،كما قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) وهذا من سوء توفيق الانسان وذلك لان شكر النعم الالهية واجب على الانسان العاقل .؟
سادسا : القتال في الديانات الالهية وسيلة وليس غاية
القتال في كل الديانات الالهية الصحيحة ليست غاية وليست ابتدائية وانما هي من اجل الدفاع عن قيم السماء وعن الانسان ومن اجل تطبيق القانون في الحياة وليس هذا القتال من اجل التوسعة والبطر كما يفعل الملوك في الارض من اجل استعباد الناس وتوسيع ملكهم وسلطانهم في الارض ............
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .