⚜ خلاف الآبناء مع الآباء سمة عصرية يعززها التدليل واصدقاء السوء⚜


يبدو ان التطور في عصر التكنولوجيا والانترنت الذي نعيشه طال كل شيء بما في ذلك صانع هذا التطور الا وهو الانسان فأساء بعضهم فهم الكثير من الامور واستغلها اسوأ استغلال ومن ذلك بعض المبادىء الجوهرية المسلم بها في شريعتنا وحياتنا. ومنها علاقة الابناء بالاباء فاصبحنا نرى الكثير من العصيان والعقوق بدعوى تخلف الجيل السابق والتحرر وحرية التعبير عن الرأي وحق الابن في اختيار حياته كما يحلو له بينما يأخذ مصروفه من والده ولا يعني هذا ـ حتى لا يفسره الابناء خطأ ـ انه حتى بعدما يستقل بحياته العملية والاسرية لا يبر والديه.


فهل يبرر اختلاف الاجيال ووجود اختلاف كبير في الاراء والافكار وما يقترفه الابناء من ذنوب بتطاولهم على الاباء والامهات ليس فقط بخشونة وقسوة الحديث والالفاظ الجارحة التي تمس القلب والمشاعر قبل العقل بل وحتى وصل الامر بالبعض الى ان امتدت يده بالضرب على امه وابيه فهل اصبح غياب لغة الحوار المتأدب والنقاش الهادىء احد معالم العصر وسمة من سمات تطوره؟ ام تبادل بين الاباء والابناء انسانا حقوق كل منهما على الاخر.. فالابناء يتهمون اباءهم بأنهم لا يفهمونهم وانهم متأخرون عن ايقاع العصر ويصفونهم بالمتزمتين والمتشددين. بينما يتهمهم الاباء بانهم لا يحترمون القيم ولا العادات ولا التقاليد وهم قليلو الخبرة ومع هذا لا يحترمون اراء وخبرة الاباء.


وبين هذا وذاك فان الايات القرآنية التي حددت مكانة الوالدين وحتمية برهما واضحة وصريحة ولا تقبل اي اجتهاد فقد وضع الاحسان للوالدين في المرتبة الاولى من الفرائض بعد عبادة الله مباشرة في قوله تعالى (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) هكذا فبر الوالدين واجب لانقاش فيه