بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
فقد تخيلت أن الموت يتكلم وأنه لو حاور المؤمن لقال:
لماذا تكرهني أيها المؤمن وأنت تؤمن بأنني حق؟
المؤمن: أكرهك لأنك تأخذني من بين أحبابي فتحزنهم، ولأنك تقطع آمالي الدنيوية، ولأنني لا أعلم مصيري بعدك إلى الجنة أم إلى النار.
الموت: قولك: بأنني آخذك من بين أحبابك فأحزنهم خلاف ما في شريف علمك وهو أنك بموتك لست تفارق أحبتك في الحقيقة إلا بجسمك، أما روحك فهي معهم تذكرهم بك فيدعون لك وتذكرهم بالموت فيستعدون للقائه بالتوبة والأعمال الصالحة، وينتفعون بثواب ما يصيبهم من هم وحزن، وينالون باسترجاعهم وحمدهم الله سبحانه الصلوات من الله والرحمة والهداية، أليس هذا من دواعي الفرح والرجاء لا من دواعي الهم والحزن؟ وأما قطعي لآمالك الدنيوية فلأنها أوهام وآمال ضائعة كسراب بقيعة يضيع بها وقتك الثمين وتنسيك الآمال الحقيقية التي إذا اتبعتها بالعمل وجدتها في الدار الآخرة نعيماً مقيماً، وفي الوقت نفسه فإن الآمال الدنيوية الضائعة تنسيك ما تعلمه علم اليقين وهو أنك لن تنال إلا ما قسمه الله لك مع ما فيها من قدح في توكلك على الله ومخالفة لشرعه.
المؤمن: بلى والله، إنني أعرف ذلك، لكن الشيطان - أعاذنا الله منه - ينسي المؤمن كثيراً.
الموت: إذاً لماذا تكرهني وأنا أنقلك من دار الهم والحزن والمرض والمشكلات والحاسدين إلى دار النعيم والسرور الدائم في جنة أعدها الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين؟
المؤمن: إنني لا أضمن ذلك النعيم لخوفي من تقصيري وذنوبي، فلو كنت ضامناً للنعيم لأحببتك وفرحت بلقائك.
الموت: ألست تؤمن بأن وعد الله حق وأنه وعد بالجنة كل مؤمن به سبحانه قد رضي به رباً رضيت : بالله رباً ، وبمحمد نبيناً ، وبالإسلام ديناً ، وبالقرآن كتاباً ، وبالكعبة قبلةً ، وبعلي ولياً وإماماً ، ومات موحداً لا يشرك بالله شيئاً، مؤدياً للفرائض مجتنباً للكبائر خوفاً منه سبحانه ورجاء ثوابه؟
المؤمن: بلى.. أؤمن بذلك كله ولكنني أخشى سوء الخاتمة، أعاذني الله ووالدي وذريتي وأهلي وكل مسلم منها؟
الموت: ألست تعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال ذلك لشدة تعظيمه وخوفه من الله عز وجل ولكمال محبته وإخلاصه له سبحانه ولأنه يؤمن بأن من توحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته تمام الخوف منه مع تمام رجائه والتبرؤ من الحول والقوة إلا به سبحانه وتعالى، وأنه لن يدخل الجنة أحد إلا برحمته.
المؤمن: أعرف ذلك، وأحب أن تذكرني بما يضمن لي بإذن الله تعالى حسن الخاتمة.
الموت: ضمن الله سبحانه وتعالى لك ذلك إذا استقمت على الإيمان به سبحانه وأحسنت الظن به سبحانه عملاً بما أخبر به سبحانه عن أهل الجنة في كتابه -، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]،
المؤمن: أعرف ذلك كله والحمد لله وأعرف أنني لن أناله إلا بتوفيق الله تعالى، وأعرف أن من أمارة ذلك توفيقه سبحانه للمؤمن بسلامة المسلمين من لسانه ويده وباستدامته لذكره وسؤاله الدائم حسن الخاتمة.
الموت: ما هي نصيحتك للآخرين؟
المؤمن: بقي علي واجب النصح لكل مسلم ومسلمة أوغلا في العصيان، بل لكل إنسان مهما كان كافراً موغلاً في الكفر، أقول للجميع أنقذوا أنفسكم من النار بتوبة صادقة عاجلة إلى الله سبحانه وتعالى قبل الموت الذي لا يعلم أحدكم متى يلاقيه، فقد يباغته الآن وهو معافىً غافلاً عن ذكر الله فيندم لسوء خاتمته حين لا ينفعه الندم، نعوذ بالله من سوء الخاتمة، وها نحن نشاهد هذا ينام فلا يقوم وآخر يخرج فلا يعود وآخر يموت سكراناً وآخر يموت في خلوة محرمة وهكذا. فتبين أن من أمارات شقاء الإنسان التسويف بالتوبة، ومن أمارات سعادته المبادرة إلى التوبة، وحينئذٍ قد شهد الله سبحانه للتائب الصادق مسلماً عاصياً أو كافراً.. شهد الله له بأنه قد قبل توبته والدليل قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118] "وعن الإمام الصادق عليه السلام: "أوحى الله إلى داود النبي عليه السلام: يا داود إن عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحى مني عند ذكره غفرت له، وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين".
نسأل الله تعالى أن يهديني وأهلي وإخواني المسلمين صراطه المستقيم، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
المؤمن: أكرهك لأنك تأخذني من بين أحبابي فتحزنهم، ولأنك تقطع آمالي الدنيوية، ولأنني لا أعلم مصيري بعدك إلى الجنة أم إلى النار.
الموت: قولك: بأنني آخذك من بين أحبابك فأحزنهم خلاف ما في شريف علمك وهو أنك بموتك لست تفارق أحبتك في الحقيقة إلا بجسمك، أما روحك فهي معهم تذكرهم بك فيدعون لك وتذكرهم بالموت فيستعدون للقائه بالتوبة والأعمال الصالحة، وينتفعون بثواب ما يصيبهم من هم وحزن، وينالون باسترجاعهم وحمدهم الله سبحانه الصلوات من الله والرحمة والهداية، أليس هذا من دواعي الفرح والرجاء لا من دواعي الهم والحزن؟ وأما قطعي لآمالك الدنيوية فلأنها أوهام وآمال ضائعة كسراب بقيعة يضيع بها وقتك الثمين وتنسيك الآمال الحقيقية التي إذا اتبعتها بالعمل وجدتها في الدار الآخرة نعيماً مقيماً، وفي الوقت نفسه فإن الآمال الدنيوية الضائعة تنسيك ما تعلمه علم اليقين وهو أنك لن تنال إلا ما قسمه الله لك مع ما فيها من قدح في توكلك على الله ومخالفة لشرعه.
المؤمن: بلى والله، إنني أعرف ذلك، لكن الشيطان - أعاذنا الله منه - ينسي المؤمن كثيراً.
الموت: إذاً لماذا تكرهني وأنا أنقلك من دار الهم والحزن والمرض والمشكلات والحاسدين إلى دار النعيم والسرور الدائم في جنة أعدها الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين؟
المؤمن: إنني لا أضمن ذلك النعيم لخوفي من تقصيري وذنوبي، فلو كنت ضامناً للنعيم لأحببتك وفرحت بلقائك.
الموت: ألست تؤمن بأن وعد الله حق وأنه وعد بالجنة كل مؤمن به سبحانه قد رضي به رباً رضيت : بالله رباً ، وبمحمد نبيناً ، وبالإسلام ديناً ، وبالقرآن كتاباً ، وبالكعبة قبلةً ، وبعلي ولياً وإماماً ، ومات موحداً لا يشرك بالله شيئاً، مؤدياً للفرائض مجتنباً للكبائر خوفاً منه سبحانه ورجاء ثوابه؟
المؤمن: بلى.. أؤمن بذلك كله ولكنني أخشى سوء الخاتمة، أعاذني الله ووالدي وذريتي وأهلي وكل مسلم منها؟
الموت: ألست تعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال ذلك لشدة تعظيمه وخوفه من الله عز وجل ولكمال محبته وإخلاصه له سبحانه ولأنه يؤمن بأن من توحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته تمام الخوف منه مع تمام رجائه والتبرؤ من الحول والقوة إلا به سبحانه وتعالى، وأنه لن يدخل الجنة أحد إلا برحمته.
المؤمن: أعرف ذلك، وأحب أن تذكرني بما يضمن لي بإذن الله تعالى حسن الخاتمة.
الموت: ضمن الله سبحانه وتعالى لك ذلك إذا استقمت على الإيمان به سبحانه وأحسنت الظن به سبحانه عملاً بما أخبر به سبحانه عن أهل الجنة في كتابه -، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]،
المؤمن: أعرف ذلك كله والحمد لله وأعرف أنني لن أناله إلا بتوفيق الله تعالى، وأعرف أن من أمارة ذلك توفيقه سبحانه للمؤمن بسلامة المسلمين من لسانه ويده وباستدامته لذكره وسؤاله الدائم حسن الخاتمة.
الموت: ما هي نصيحتك للآخرين؟
المؤمن: بقي علي واجب النصح لكل مسلم ومسلمة أوغلا في العصيان، بل لكل إنسان مهما كان كافراً موغلاً في الكفر، أقول للجميع أنقذوا أنفسكم من النار بتوبة صادقة عاجلة إلى الله سبحانه وتعالى قبل الموت الذي لا يعلم أحدكم متى يلاقيه، فقد يباغته الآن وهو معافىً غافلاً عن ذكر الله فيندم لسوء خاتمته حين لا ينفعه الندم، نعوذ بالله من سوء الخاتمة، وها نحن نشاهد هذا ينام فلا يقوم وآخر يخرج فلا يعود وآخر يموت سكراناً وآخر يموت في خلوة محرمة وهكذا. فتبين أن من أمارات شقاء الإنسان التسويف بالتوبة، ومن أمارات سعادته المبادرة إلى التوبة، وحينئذٍ قد شهد الله سبحانه للتائب الصادق مسلماً عاصياً أو كافراً.. شهد الله له بأنه قد قبل توبته والدليل قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118] "وعن الإمام الصادق عليه السلام: "أوحى الله إلى داود النبي عليه السلام: يا داود إن عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحى مني عند ذكره غفرت له، وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين".
نسأل الله تعالى أن يهديني وأهلي وإخواني المسلمين صراطه المستقيم، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة