بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورد عن الإمام الحسن (عليه السلام) أنه قال: نحن (الأئمة) حجج الله على الناس وفاطمة (عليها السلام) حجة علينا فما معنى الحجة الوارد هنا خاصة ما يتعلق بالزهراء (عليها السلام).
والجواب:
.فإنه لا شك في أن الأئمة (عليهم السلام) هم حجج الله على الخلق. والمراد بالحجة، ظهور الدلالة ووضوح البرهان .. بحيث يقطع به العذر، ويتحقق به الإلزام. ويكون الالتزام والعمل على أساس ذلك ..
ومن الواضح أيضاً: أن لكل إنسان حجة تناسبه. ويكون لها دورها في المواقع التي تكون هناك حاجة إليها .. فقد يكون هناك من يحتاج إلى الحجة في كبير الأشياء وفي صغيرها، وفي عظيمها وحقيرها .. فلا يعمل ولا يطيع إلا إذا بلغت حد البداهة عنده ..
كما أن هناك من هو أرقى من ذلك ممن هو يملك الوازع والدافع القوي لالتزام حدود التكليف كأدق ما يكون الالتزام.
وفي نفس الاتجاه نقول: إن هناك درجات عالية جداً من المعرفة يحتاج الأنبياء والأوصياء إلى نيلها والوصول إليها. إما بالمباشرة أو بالواسطة ..
فالنبي (صلى الله عليه وآله) حين يطلعه الله على غيبه، فإنما يطلعه عليه عبر كشف حجاب اللوح، أو أم الكتاب له (صلى الله عليه وآله). ولكن علياً (عليه السلام) يطلع على نفس ذلك اللوح، ولكن بواسطة اطلاعه واتصاله بنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنفس الرسول إذن هي المرآة الصافية التي تعكس له ما في أم الكتاب ..
وعلى هذا الأساس نقول: إن ثمة مقامات ومعارف عالية جداً، وغيوباً لا بد للأئمة من الاطلاع عليها لنيل مقامات بعينها، ولعلهم يحتاجون فيها إلى الزهراء (عليها السلام) لتكون هي تلك المرآة الصافية التي يرون فيها ذلك كله، لينالوا بذلك منازل الزلفى. ولعل لأجل ذلك أو لسواه كانت طاعتها مفروضة، وكانت أيضاً حجة عليهم أيضاً.
والله، العالم بالحقائق، والحمد لله والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .