بسم الله الرحمن الرحيم
فإن قلت ان القرآن الكريم صرح بأفضلية السيدة مريم ($) على كل نساء العالمين بقوله: Pوَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَO، قيل في جوابها أي نساء عالمها فعن أبن عباس ان رسول الله قال في حق فاطمة انها سيدة نساء العالمين فقيل يا رسول الله أهي سيدة نساء عالمها فقال (k) ذاك لمريم بنت عمران فأما ابنتي فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين. وردت كلمة التفضيل على العالمين لمجموعة من الأنبياء قال تعالى : Pوَإِسمَاعِيلَ وَاليَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلنَا عَلَى العَالَمِينَO (الأنعام:86)ولكن لا أحد يقول بان هؤلاء الأنبياء افضل من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فيكون المعنى: إن هؤلاء الأنبياء أفضل أنبياء زمانهم.

ثم حتى لو تنزلنا وقلنا انها ($) افضل نساء العالمين من الأولين والآخرين فهذا التفضيل لها ليس مطلقاً ومن كل الجهات بل هو من زاوية معينة ومن جهة واحدة وهي ولادتها لعيسى (3) من غير اب، واما طهارتها وتحديث الملائكة لها فقد حصل لغيرها بنص القرآن وغير مختص بها. وهذا ما التزم به صاحب الميزان (ره).
فإذا كانت الزهراء ($) افضل من السيدة مريم ($) ثبت لها جميع المقامات المتقدمة.