بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
. المؤمن له نور ينظر به ولهذا حذر الرسول من نظره فقال رسول : ]اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله تعالى [ . والعارف المقرب أيضاً يُعطى نوراً يرى فيه قربه من ربه ويرى ربه من قلبه فيرى أرواح الملائكة وأرواح النبيين وقلوب الصديقين وأرواحهم ويرى أحوالهم ومقاماتهم كل هذا في سويداء قلبه وصفاء سريرته وهو أبدا في فرحته مع ربه وهو واسطة يأخذ منه ويفرق على الخلق , منهم عليم اللسان والقلب ومنهم من يكون عليم القلب ألكن اللسان .
• فهمة الزاهد العابد في الدنيا الكرامات وفي الآخرة الجنات وهمة العارف بقاء الإيمان عليه في الدنيا والخلاص من نار الله , في الآخرة لا تزال همته وشهواته في هذا حتى يقال لقلبه ما هذا اسكن واثبت الإيمان عندك ومنك يقتبس المؤمنون نوراً لأيمانهم وأنت غداً مشفع مقبول القول تكون سبب لخلاص خلق كثير من النار تكون بين يدي نبيك الذي هو سيد الشافعين , اشتغل بغير هذا , هذا توقيع ببقاء الإيمان والمعرفة والسلامة في العاقبة والمشي مع النبيين والمرسلين والصديقين الذين هم الخواص من الخلق .
• الصديق ينظر بنور الله لا بنور عينه ولا بنور الشمس والقمر , هذا نور الله , وله نور خاص أعطاه الله هذا النور بعد إحكام نور العلم الثاني , اللهم ارزقني حكمك وعلمك وقربك وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
• من تعلم وعمل وأخلص به صارت المقدحة والعين في قلبه يصير في قلبه نور الله يستضيء به هو وغيره . تنحّوا يا أبناء اللقلقة يا أبناءالصحف المؤلفة بأيدي النفوس والاهوية ويلكم تنازعون المخطوط تنقصمون وتهلكون ولا يتغير خطه كيف تتغير السابقة والعلم يجهلكم كونوا مسلمين أما سمعتم قوله تعالى : ] الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ .
• يا غلام أنت ما أحكمت الإسلام كيف تكون مؤمناً وما أحكمتالإيقان فكيف تكون عارفاً ولياً بدلاً وما أحكمت المعرفة والولاية والبدلية كيف تكون محباً فانياً عنك موجود به كيف تسمي نفسك مسلماً وقد حكم عليك الكتاب والسنة فما عملت بحكمهما ولا اتبعتهما . من طلب الله وجده من جاهد فيه هداه لأنه قال في محكم كتابه :
] وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [(). ليس هو ظالم ولا يحب الظلم انه تعالى ليس بظلام للعبيد انه تعالى يعطي الأشياء بلا شيء فكيف بشيء , قال عز من قائل : ] هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [(). من أحسن عمله في الدنيا أحسن الله عليه في الدنيا والآخرة .
• أحب الأشياء إلى المؤمن العبادة : أحب الأشياء إليه القيام في الصلاة . هو قاعد في بيته وقلبه ينتظر المؤذن الذي هو داعي الحق إذا سمع الآذان دخل إلى قلبه السرور يطير إلى المساجد يفرح بمجيء السائل إليه إذا كان عنده شيء يعطيه لأنه سمع قول النبي : ] السائل هدية الله إلى عباده [ . كيف لا يفرح وقد تقدم ربه يستقرض منه على يد الفقير عن النبي انه قال : ] يقول الله لعباده يوم القيامة آثرتم آخرتكم على دنياكم وآثرتم عبادتي على شهواتكم وعزتي وجلالي ما خلقت الجنة إلا لكم [ .
هذا قوله لهؤلاء وأما قوله للمحبين له : ] أنتم آثرتموني على جميع خلقي دنياي وآخرتي وعزلتم الخلق عن قلوبكم وغيبتموهم عن أسراركم فهذا وجهي لكم وقربي لكم وأنسي لكم أنتم عبادي حقاً [ .
• يا غلام : من عمل صالحاً صار عمله نوراً يسعى بين يديه ومركوباً تحته تظهر أعمال قلبه على وجهه يصير وجهه كالبدر يصير كأنه ملك مقرب مفرح قلبه مما يرى من إكرام الله تعالى يبشره عمله بما أعدّ الله له في الجنة . العمل الصالح يصير صورة يقول له أنا بكاؤك وصبرك وتقواك وإيمانك ويقينك وصلاتك وصومك ومجاهدتك وشوقك إلى ربك ومعرفتك له وعلّمك به وحسن عملك وأدبك بين يديه فيزول ثقله وينقلب خوفه أمناً وشدته رخاءً وأما من لم يعمل عملاً صالحاً وبارز ربه بالعظائم فأثقال معاصيه وأحمالها على ظهره والجوع والعطش في باطنه والخوف والذل في ظاهره والملائكة تسوقه من ورائه يحبو حبواً ويجر نفسه جراً حتى يحضر عرصات القيامة ثم تأتيه المناقشة والمحاسبة فيحاسب حساباً شديداً ثم يوقع بالنار فيعذب بها فإن كان من أهل التوحيد عوقب على قدر أعماله وأخرجه الله من النار برحمته وإن كان من أهل الكفر فهو مخلد في النار مع أبناء جنسه .
• المؤمن يعرف الخلق له فيهم علامات , قلبه حساس , ينظر بنور الله الذي اسكن في قلبه النور , نور القلب الطهارة , طهارة القلوب والأسرار والخلوات , إذا لم يكن قلبك طاهراً وخلوتك طاهرةً فماذا تنفعك طهارة ظاهرك لو اغتسلت كل يوم ألف مرة ما زال من وسخ قلبك شيء . المعاصي لها رائحة خبيثة يعلم بها الذين يعلمون بنور الله لكنهم يسترون على الخلق ولا يفضحونهم .
ويحك : انك كسلان فلا جرم لا يقع بيدك شيء , جيرانك وإخوانك وأقاربك سافروا وفتشوا فوقعوا بالكنوز ربحوا الدرهم عشرة وعشرين ورجعوا غانمين وأنت قاعد في مكانك عن قريب يفنى هذا القدر اليسير الذي بيدك وتطلب بعد ذلك من الناس , ويحك جاهد في طريق الحق ولا تتكل على قدرهم أما سمعت قوله تعالى : ] وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [(). وقد أتتك الهداية بك ولا تجيء منك وحدك ولا تجيء أسرع وقد جاء غيرك وتتهم شغلك كل شيء بيد الله فلا تطلب من غيره شيئاً أما سمعته تعالى كيف يقول في محكم كتابه القديم : ] وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ [(). ابقيَّ بعد هذه الآية كلام يا طالب الدينار والدرهم ما هما شيء وهما بيد الله فلا تطلبهما من الخلق ولا تطلبهما بلسان شركك واعتمادك على الأسباب , اللهم يا خالق الخلق يا مسبب الأسباب خلصنا من قيد الشرك بخلقك وأسبابك وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
• عن قريب يتذكر كل واحد منكم ما سعى من التوحيد والشرك من النفاق والإخلاص ذلك اليوم تبرز الجحيم لمن يرى كل من في القيامةيراها ويفزع منها إلا آحاد أفراد إذا رأت المؤمن ذلت وخمدت حتى يجوز ,
• لا يزال المؤمن يتحقق في إيمانه حتى يصير عارفاً بالله عالماً به قريباً منه واصلاً إليه فحينئذ يؤثره على كل شيء يفرق ماله على الحواشي الوقوف على الباب فيبقى كل همه الدخول إلى دار القرب يرد مفتاح قصره الذي في الجنة على خازنها يجيء سره إلى أبواب الجنان فيغلقها ويسد أبواب الخلق والوجود يرمي نفسه بباب الملك يتمارض هناك ويقع كأنه قطعة لحم ملقاة ينتظر أن تمر به أقدام اللطف فتدوسه ينتظر لمحة من عين الرحمة وامتداد يد الكرم والمنة فبينما هو كذلك إذ هو في مخدع القرب في حجر اللطف بين يدي اللطيف الخبير فيمرضه ويرد عليه قوته ويؤانسه ويخلع عليه الملك والحلي والتيجان ويطعمه من طعام الفضل ويسقيه من شراب الإنس فحينئذ جاءت الرحمة في دار القرب جاء الفرج على شرفات الوصول صارت الخليقة كلهم تحته ينظر إليهم بعين الرأفة فيتخلق بأخلاق الحق لأن الواصلين إليه تمتلي قلوبهم رحمة للخلق ينظرون إلى المسلمين والكافرين العوام والخواص بعين الرحمة يرحمون الكل مع مطالبهم لهم بحدود الشرع المطالبة ظاهراً والرحمة باطناً . يا عباد الله إذا رأيتم أحداً من هؤلاء القوم فاخدموه وأقبلوا منه فإنه ناصح لكم .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
. المؤمن له نور ينظر به ولهذا حذر الرسول من نظره فقال رسول : ]اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله تعالى [ . والعارف المقرب أيضاً يُعطى نوراً يرى فيه قربه من ربه ويرى ربه من قلبه فيرى أرواح الملائكة وأرواح النبيين وقلوب الصديقين وأرواحهم ويرى أحوالهم ومقاماتهم كل هذا في سويداء قلبه وصفاء سريرته وهو أبدا في فرحته مع ربه وهو واسطة يأخذ منه ويفرق على الخلق , منهم عليم اللسان والقلب ومنهم من يكون عليم القلب ألكن اللسان .
• فهمة الزاهد العابد في الدنيا الكرامات وفي الآخرة الجنات وهمة العارف بقاء الإيمان عليه في الدنيا والخلاص من نار الله , في الآخرة لا تزال همته وشهواته في هذا حتى يقال لقلبه ما هذا اسكن واثبت الإيمان عندك ومنك يقتبس المؤمنون نوراً لأيمانهم وأنت غداً مشفع مقبول القول تكون سبب لخلاص خلق كثير من النار تكون بين يدي نبيك الذي هو سيد الشافعين , اشتغل بغير هذا , هذا توقيع ببقاء الإيمان والمعرفة والسلامة في العاقبة والمشي مع النبيين والمرسلين والصديقين الذين هم الخواص من الخلق .
• الصديق ينظر بنور الله لا بنور عينه ولا بنور الشمس والقمر , هذا نور الله , وله نور خاص أعطاه الله هذا النور بعد إحكام نور العلم الثاني , اللهم ارزقني حكمك وعلمك وقربك وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
• من تعلم وعمل وأخلص به صارت المقدحة والعين في قلبه يصير في قلبه نور الله يستضيء به هو وغيره . تنحّوا يا أبناء اللقلقة يا أبناءالصحف المؤلفة بأيدي النفوس والاهوية ويلكم تنازعون المخطوط تنقصمون وتهلكون ولا يتغير خطه كيف تتغير السابقة والعلم يجهلكم كونوا مسلمين أما سمعتم قوله تعالى : ] الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ .
• يا غلام أنت ما أحكمت الإسلام كيف تكون مؤمناً وما أحكمتالإيقان فكيف تكون عارفاً ولياً بدلاً وما أحكمت المعرفة والولاية والبدلية كيف تكون محباً فانياً عنك موجود به كيف تسمي نفسك مسلماً وقد حكم عليك الكتاب والسنة فما عملت بحكمهما ولا اتبعتهما . من طلب الله وجده من جاهد فيه هداه لأنه قال في محكم كتابه :
] وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [(). ليس هو ظالم ولا يحب الظلم انه تعالى ليس بظلام للعبيد انه تعالى يعطي الأشياء بلا شيء فكيف بشيء , قال عز من قائل : ] هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [(). من أحسن عمله في الدنيا أحسن الله عليه في الدنيا والآخرة .
• أحب الأشياء إلى المؤمن العبادة : أحب الأشياء إليه القيام في الصلاة . هو قاعد في بيته وقلبه ينتظر المؤذن الذي هو داعي الحق إذا سمع الآذان دخل إلى قلبه السرور يطير إلى المساجد يفرح بمجيء السائل إليه إذا كان عنده شيء يعطيه لأنه سمع قول النبي : ] السائل هدية الله إلى عباده [ . كيف لا يفرح وقد تقدم ربه يستقرض منه على يد الفقير عن النبي انه قال : ] يقول الله لعباده يوم القيامة آثرتم آخرتكم على دنياكم وآثرتم عبادتي على شهواتكم وعزتي وجلالي ما خلقت الجنة إلا لكم [ .
هذا قوله لهؤلاء وأما قوله للمحبين له : ] أنتم آثرتموني على جميع خلقي دنياي وآخرتي وعزلتم الخلق عن قلوبكم وغيبتموهم عن أسراركم فهذا وجهي لكم وقربي لكم وأنسي لكم أنتم عبادي حقاً [ .
• يا غلام : من عمل صالحاً صار عمله نوراً يسعى بين يديه ومركوباً تحته تظهر أعمال قلبه على وجهه يصير وجهه كالبدر يصير كأنه ملك مقرب مفرح قلبه مما يرى من إكرام الله تعالى يبشره عمله بما أعدّ الله له في الجنة . العمل الصالح يصير صورة يقول له أنا بكاؤك وصبرك وتقواك وإيمانك ويقينك وصلاتك وصومك ومجاهدتك وشوقك إلى ربك ومعرفتك له وعلّمك به وحسن عملك وأدبك بين يديه فيزول ثقله وينقلب خوفه أمناً وشدته رخاءً وأما من لم يعمل عملاً صالحاً وبارز ربه بالعظائم فأثقال معاصيه وأحمالها على ظهره والجوع والعطش في باطنه والخوف والذل في ظاهره والملائكة تسوقه من ورائه يحبو حبواً ويجر نفسه جراً حتى يحضر عرصات القيامة ثم تأتيه المناقشة والمحاسبة فيحاسب حساباً شديداً ثم يوقع بالنار فيعذب بها فإن كان من أهل التوحيد عوقب على قدر أعماله وأخرجه الله من النار برحمته وإن كان من أهل الكفر فهو مخلد في النار مع أبناء جنسه .
• المؤمن يعرف الخلق له فيهم علامات , قلبه حساس , ينظر بنور الله الذي اسكن في قلبه النور , نور القلب الطهارة , طهارة القلوب والأسرار والخلوات , إذا لم يكن قلبك طاهراً وخلوتك طاهرةً فماذا تنفعك طهارة ظاهرك لو اغتسلت كل يوم ألف مرة ما زال من وسخ قلبك شيء . المعاصي لها رائحة خبيثة يعلم بها الذين يعلمون بنور الله لكنهم يسترون على الخلق ولا يفضحونهم .
ويحك : انك كسلان فلا جرم لا يقع بيدك شيء , جيرانك وإخوانك وأقاربك سافروا وفتشوا فوقعوا بالكنوز ربحوا الدرهم عشرة وعشرين ورجعوا غانمين وأنت قاعد في مكانك عن قريب يفنى هذا القدر اليسير الذي بيدك وتطلب بعد ذلك من الناس , ويحك جاهد في طريق الحق ولا تتكل على قدرهم أما سمعت قوله تعالى : ] وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [(). وقد أتتك الهداية بك ولا تجيء منك وحدك ولا تجيء أسرع وقد جاء غيرك وتتهم شغلك كل شيء بيد الله فلا تطلب من غيره شيئاً أما سمعته تعالى كيف يقول في محكم كتابه القديم : ] وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ [(). ابقيَّ بعد هذه الآية كلام يا طالب الدينار والدرهم ما هما شيء وهما بيد الله فلا تطلبهما من الخلق ولا تطلبهما بلسان شركك واعتمادك على الأسباب , اللهم يا خالق الخلق يا مسبب الأسباب خلصنا من قيد الشرك بخلقك وأسبابك وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
• عن قريب يتذكر كل واحد منكم ما سعى من التوحيد والشرك من النفاق والإخلاص ذلك اليوم تبرز الجحيم لمن يرى كل من في القيامةيراها ويفزع منها إلا آحاد أفراد إذا رأت المؤمن ذلت وخمدت حتى يجوز ,
• لا يزال المؤمن يتحقق في إيمانه حتى يصير عارفاً بالله عالماً به قريباً منه واصلاً إليه فحينئذ يؤثره على كل شيء يفرق ماله على الحواشي الوقوف على الباب فيبقى كل همه الدخول إلى دار القرب يرد مفتاح قصره الذي في الجنة على خازنها يجيء سره إلى أبواب الجنان فيغلقها ويسد أبواب الخلق والوجود يرمي نفسه بباب الملك يتمارض هناك ويقع كأنه قطعة لحم ملقاة ينتظر أن تمر به أقدام اللطف فتدوسه ينتظر لمحة من عين الرحمة وامتداد يد الكرم والمنة فبينما هو كذلك إذ هو في مخدع القرب في حجر اللطف بين يدي اللطيف الخبير فيمرضه ويرد عليه قوته ويؤانسه ويخلع عليه الملك والحلي والتيجان ويطعمه من طعام الفضل ويسقيه من شراب الإنس فحينئذ جاءت الرحمة في دار القرب جاء الفرج على شرفات الوصول صارت الخليقة كلهم تحته ينظر إليهم بعين الرأفة فيتخلق بأخلاق الحق لأن الواصلين إليه تمتلي قلوبهم رحمة للخلق ينظرون إلى المسلمين والكافرين العوام والخواص بعين الرحمة يرحمون الكل مع مطالبهم لهم بحدود الشرع المطالبة ظاهراً والرحمة باطناً . يا عباد الله إذا رأيتم أحداً من هؤلاء القوم فاخدموه وأقبلوا منه فإنه ناصح لكم .