لماذا حكم الله بنجاسة دم المعصوم؟!!
فإذا كان الأمر كذلك ، لماذا اعتبر الله تعالى (=حكم =جعل= شرَّع) على ما هو المشهور بين أصحابنا ، نجاسة بولهم وغائطهم ودمهم المقدّس؟!!
إذ ما الحكمة التي أرادها الله تعالى من هذا الحكم والجعل والاعتبار؟!!.
قلنا : لا يعلم تمام الحكمة من هذا التشريع إلاّ الله تعالى والراسخون عليهم السلام ، لكن لا ترديد أنّ بعض الحكمة مطويّة في أنّ المعصوم عليه السلام أسوة في الهداية ، وقائد في منع الغواية ؛ ولا سبيل للهداية ودرء الغواية إلاّ بمتابعة المعصوم في مطلق أفعاله ؛ بيانه ..
أهمّ مصادر التشريع على الإطلاق –عدا قول المعصوم- فعله عليه الصلاة والسلام ، كونه كاشفاً تاماً عمّا يريد الله جلّ علاه ؛ فلو أنّ المعصوم ؛ لطهارته التكوينيّة المطلقة، لم يتوضّأ من حدث ، ولم يغتسل من جنابة ، وكذا لم يتطهّر من بول ولا غائط ؛ لأضحى هذا هو الدين ، عند كلّ المكلّفين الجاهلين ، سيما أهل الزندقة الظآلّين ، والغلاة المظلّين ، ولا أقل من اللبس الكبير في الملّة ، والشبهة العظيمة في الأمّة .
وقول الهمداني 1: فلعلّ حكمته ، الاطَّراد في الحكم ، أو غيره من الحِكَمِ المقتضية للاجتناب ، لا الاستقذار([1]). ظاهرٌ جدّاً فيما قلناه .
قال تعالى في حال كثيرٌ من النّاس أو أكثرهم : )وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ(([2]) .
ولكي تعي ما نقول ؛ فإنّ بعض الزنادقة في تاريخ الإسلام ابتدعوا في هذه الأمّة ، عدم الحاجة إلى الصلاة والصيام والحج وتلاوة القرآن ...؛ فلقد افتروا على الله ورسوله أنّ الإنسان المكلّف إذا وصل في ريّاضاته النفسيّة إلى رتبة تجرّد النفس ، يرتقي إلى قدس الله تعالى ؛ فيرى الجنّ ويسمع الملائكة ، وعليه فلا يؤاخذ اذا زنى أو شرب الخمر أو لاط ، وغير ذلك من دعاواهم وافتراءاتهم ، لعنهم الله بما قالوا ..
فأيش يدفع ضلال هؤلاء الزنادقة فيما جاؤوا به من جحود وكفر؟!!
لا دليلاً قطعياً يدفع هذا الكفر ، إلاّ أنّ نبيّنا صلى الله عليه وآله وسّلم ، صلى حتى تورمت قدماه ، وصام -صيام الدهر- حتى التزق بطنه بظهره ، وحجّ حتى أتعب رجليه ، وجاهد حتى تكسرت رباعيته ، إلى أن مضى شهيداً أرواح العالمين له الفداء ، وعلى هذا أهل بيته الطيبين ، وجميع الصحابة المؤمنين ، والتابعين المخلصين ، إلى يوم الدين ..
وما درى هؤلاء الزنادقة الكفرة في دعواهم بتجرّد النفس وارتقائها ، أنّ أعتى عتاة الجحود ، وأكفر كفرة الأمم ، السامري قال : )بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي( فكأنّ الإنسان أذا أبصر ما لم يبصر غيره ، صار من المقربّين ، وإذا جاء ببعض الخوارق الإبليسيّة ، أضحى من المقدّسين ، كبرت كلمةً تخرجُ من أفواههم!!.
ولنا في هذا رسالة ، نبيّن فيها أنّ لعتاة البشر لعنهم الله ، خوارق شيطانيّة ، بل اتصالاً مباشراً بعالم إبليس والشياطين ؛ ومن ذلك أنّ إبليس تراءى لمشركي قريش، فكانوا يجالسونه ويسمعونه ويرونه؛ فما بالك بمن دونه؟!.
([1]) مصباح الفقيه(ت: محمد باقري) 7: 8. المؤسسة الجعفريّة لإحياء التراث، قم.
([2]) الأعراف : 179.
فإذا كان الأمر كذلك ، لماذا اعتبر الله تعالى (=حكم =جعل= شرَّع) على ما هو المشهور بين أصحابنا ، نجاسة بولهم وغائطهم ودمهم المقدّس؟!!
إذ ما الحكمة التي أرادها الله تعالى من هذا الحكم والجعل والاعتبار؟!!.
قلنا : لا يعلم تمام الحكمة من هذا التشريع إلاّ الله تعالى والراسخون عليهم السلام ، لكن لا ترديد أنّ بعض الحكمة مطويّة في أنّ المعصوم عليه السلام أسوة في الهداية ، وقائد في منع الغواية ؛ ولا سبيل للهداية ودرء الغواية إلاّ بمتابعة المعصوم في مطلق أفعاله ؛ بيانه ..
أهمّ مصادر التشريع على الإطلاق –عدا قول المعصوم- فعله عليه الصلاة والسلام ، كونه كاشفاً تاماً عمّا يريد الله جلّ علاه ؛ فلو أنّ المعصوم ؛ لطهارته التكوينيّة المطلقة، لم يتوضّأ من حدث ، ولم يغتسل من جنابة ، وكذا لم يتطهّر من بول ولا غائط ؛ لأضحى هذا هو الدين ، عند كلّ المكلّفين الجاهلين ، سيما أهل الزندقة الظآلّين ، والغلاة المظلّين ، ولا أقل من اللبس الكبير في الملّة ، والشبهة العظيمة في الأمّة .
وقول الهمداني 1: فلعلّ حكمته ، الاطَّراد في الحكم ، أو غيره من الحِكَمِ المقتضية للاجتناب ، لا الاستقذار([1]). ظاهرٌ جدّاً فيما قلناه .
قال تعالى في حال كثيرٌ من النّاس أو أكثرهم : )وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ(([2]) .
ولكي تعي ما نقول ؛ فإنّ بعض الزنادقة في تاريخ الإسلام ابتدعوا في هذه الأمّة ، عدم الحاجة إلى الصلاة والصيام والحج وتلاوة القرآن ...؛ فلقد افتروا على الله ورسوله أنّ الإنسان المكلّف إذا وصل في ريّاضاته النفسيّة إلى رتبة تجرّد النفس ، يرتقي إلى قدس الله تعالى ؛ فيرى الجنّ ويسمع الملائكة ، وعليه فلا يؤاخذ اذا زنى أو شرب الخمر أو لاط ، وغير ذلك من دعاواهم وافتراءاتهم ، لعنهم الله بما قالوا ..
فأيش يدفع ضلال هؤلاء الزنادقة فيما جاؤوا به من جحود وكفر؟!!
لا دليلاً قطعياً يدفع هذا الكفر ، إلاّ أنّ نبيّنا صلى الله عليه وآله وسّلم ، صلى حتى تورمت قدماه ، وصام -صيام الدهر- حتى التزق بطنه بظهره ، وحجّ حتى أتعب رجليه ، وجاهد حتى تكسرت رباعيته ، إلى أن مضى شهيداً أرواح العالمين له الفداء ، وعلى هذا أهل بيته الطيبين ، وجميع الصحابة المؤمنين ، والتابعين المخلصين ، إلى يوم الدين ..
وما درى هؤلاء الزنادقة الكفرة في دعواهم بتجرّد النفس وارتقائها ، أنّ أعتى عتاة الجحود ، وأكفر كفرة الأمم ، السامري قال : )بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي( فكأنّ الإنسان أذا أبصر ما لم يبصر غيره ، صار من المقربّين ، وإذا جاء ببعض الخوارق الإبليسيّة ، أضحى من المقدّسين ، كبرت كلمةً تخرجُ من أفواههم!!.
ولنا في هذا رسالة ، نبيّن فيها أنّ لعتاة البشر لعنهم الله ، خوارق شيطانيّة ، بل اتصالاً مباشراً بعالم إبليس والشياطين ؛ ومن ذلك أنّ إبليس تراءى لمشركي قريش، فكانوا يجالسونه ويسمعونه ويرونه؛ فما بالك بمن دونه؟!.
([1]) مصباح الفقيه(ت: محمد باقري) 7: 8. المؤسسة الجعفريّة لإحياء التراث، قم.
([2]) الأعراف : 179.