الحياة مليئة بشتى أنواع الصيانات، وتأخذ من الإنسان الشيء الكثير..
يديم صحته، يرمم داره، يقوم بصيانة أجهزة بيته، وأماكن عمله..
لكنه ينسى أهم صيانة ألا وهي صيانة وترميم الأسرة، ومراجعة أمورهم ومتعلقاتهم، وحاجاتهم الفكرية والنفسية..! هناك من يتعذر بلقمة العيش، وطرائق تحصيلها، وتعقيدات الحياة ومستلزماتها..
لكن لمن كل هذا التعب والعناء واللهاث اليومي، أليس للأسرة والأبناء..
فإذا كانوا ضائعين أصلاً، من جراء الإهمال الوجداني والعاطفي، فما هي الفائدة المرجوة إذن..؟
لقد جرفتهم تيارات العصرنة، وألعاب وتطبيقات النت..
وكوارث الكوكل واللمسة الواحدة التي قضت على منهجية جيل كامل..
وحولته إلى كائنات موجهة بالريمونت..
روبوتات تمضي حياتها بلا مشاعر وأحاسيس وعلاقات اجتماعية وأمل بغد مشرق..
حتى تنامت ظواهر القطيعة والعنف والجزر النائية
داخل الأسرة الواحدة، والمنطقة الواحدة..
ليبقى الفرد يدور في حلقة بين أمل صيانة الأسرة وتمنيات ترميم الواقع المعاش..
وهناك من يرى أن الأمر برمته منوط بالفرد نفسه، ووعيه..
ومستوى إدراكه لحجم التحديات التي تواجهه وأسرته ومجتمعه..
أي أنه يصلح ما يقع تحت نفوذه، وسيطرته، وقدراته، وصلاحياته الممنوحة على أقل تقدير..
وهي بالنتيجة طموحات أخلاقية..
أملتها على الفرد المسؤولية التاريخية والعقائدية والإنسانية بشكل عام.