بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي الحلقة الثانية من مناقشة اراء علماء السلفية في عدم اتباعهم لكلام رسول الله (صلى الله عليه واله) الصحيح الصريح باعترافهم والوارد في صحاحهم المعتبرة ولكنهم يتعمدون الاعراض عنه بدافع العصبيه
والعجيب في المساله انهم يقننون قواعد ويصدرون الاحكام القطعية على نفس السياق ونفس المعنى من حديث ضعيف وهو (كتاب الله وسنتي )ويغمضون اعينهم من الحديث الصحيح المشهوروهو ( كتاب الله وعترتي اهل بتي ) بداعي الطائفية والجهوية ؟.
تعالوا انظروا معي الى كلام احد اعلام السلفية الا وهو (الشيخ عبد العزيز بن باز)
الذي يقول في كتابه (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ج8 ص154-155) :
"فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بكتاب الله؛ لأنه يجمع الخير كله.وفي صحيح مسلم، عن جابر رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام أوصى في حجة الوداع بكتاب الله، فقال: "إِني تارك فيكم ما لن تضلوا إِن اعتصمتم به: كتاب الله من تمسك به نجا، ومن أعرض عنه هلك"، وفي صحيح مسلم أيضاً، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به". فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي", فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بكتاب الله، كما أوصى الله بكتابه، ثم الوصية بكتاب الله وصية بالسنة؛ لأن القرآن أوصى بالسنة وأمر بتعظيمها، فالوصية بكتاب الله وصية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما الثقلان، وهما الأصلان اللذان لا بد منهما، من تمسك بهما نجا، ومن حاد عنهما هلك، ومن أنكر واحداً منهما كفر بالله وحل دمه وماله، وقد جاء في رواية أخرى: "إِني تارك فيكم ما لن تضلوا إِن اعتصمتم به، كتاب الله، وسنتي" أخرجها الحاكم بسند جيد".
أقول : بالله عليكم الا تلاحظون هذا الامر الفظيع والخطاب الشنيع حيث يستدل بحديث الثقلين الذي يقول اني تارك فيكم الثقلين اولها كتاب الله والثاني العترة وهم اهل البيت, ويقطع الحديث ويحول الاستدلال للسنة !!
مع ان الحديث الذي ذكره وهو في صحيح مسلم يقول اهل بيتي ولكنه يكابر بشرحه ويقول الكتاب والسنة ؟
بيد ان حديث مسلم نفسه لم يذكر السنة اطلاقاً .
فهذه طامة الطامات، ومصيبة المصائب، فرسولُ الله (صلى الله عليه وآله) يقول : "إني تارك فيكم ثقلين" ثم يصرِّح بهما فيقول : "أولهما كتاب الله" ثم يصرِّح بالثاني فيقول : "وأهل بيتي". فيستنتج الشيخ عبد العزيز بن باز أنَّ الثقلين هما : الكتاب والسنة!!! وأما أهلُ البيتِ فلا والف لا, لان ذكرهم يسقط مذهبه من اساسه ويجعله على باطل .
وبالتالي اقول بناءاً على الاستنتاجات التي توصل اليها ابن باز على ضوء شرحه لحديث الثقلين في صحيح مسلم واذا رفعنا التدليس والبتر الذي تعمده فيكون نفس كلامه موجباً للتمسك بالثقلين الكتاب والعترة هكذا (فالوصية بكتاب الله وصية باهل بيته صلى الله عليه وسلم، وهما الثقلان، وهما الأصلان اللذان لا بد منهما، من تمسك بهما نجا، ومن حاد عنهما هلك، ومن أنكر واحداً منهما كفر بالله وحل دمه وماله).
هكذا يجب ان يكون كلامه بحسب الامانه العلمية التي تكون على عاتقه امام الله .