بسم الله الرحمن الرحيم
هل في طلب النبي يوسف (عليه السلام) من الملك اخراجه من السجن مخالفة وان كانت من مخالفات المقربين (حسنات الأبرار سيئات المقربين)، باعتبار انه معصوم لا يدعو غير الله سبحانه؟
ذهب البعض الى ذلك اعتماداً على ما روي عن طريق الفريقين في ذلك، فقد روى السيوطي في الدر المنثور، أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات و ابن جرير و الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو لم يقل يوسف الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله تعالى.
أقول: و رواه عن ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، و لفظه: "رحم الله يوسف لو لم يقل: اذكرني عند ربك ما لبث في السجن طول ما لبث" و روي مثله عن عكرمة و الحسن و غيرهما.
و روى ما في معناه العياشي في تفسيره، عن طربال و عن ابن أبي يعقوب و عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، و لفظ الأخير قال: "قال الله ليوسف: أ لست الذي حببتك إلى أبيك و فضلتك على الناس بالحسن؟ أ و لست الذي سقت إليك السيارة فأنقذتك و أخرجتك من الجب؟ أ و لست الذي صرفت عنك كيد النسوة؟ فما حملك على أن ترفع رعية أو تدعو مخلوقا هو دوني؟ فالبث لما قلت بضع سنين.
و مثلها ما في الدر المنثور، عن ابن مردويه عن ابن عباس قال: عثر يوسف (عليه السلام) ثلاث عثرات: قوله: "اذكرني عند ربك" و قوله لإخوته: "إنكم لسارقون" و قوله: "ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب" فقال له جبرئيل: و لا حين هممت؟ فقال: "و ما أبرىء نفسي" و في الرواية نسبة الفرية و الكذب الصريح إلى الصديق (عليه السلام).
اقول: الا ان صاحب الميزان يذهب الى ان هذه الروايات تخالف نص الكتاب فإن الله سبحانه نص على كونه (عليه السلام) من المخلصين و نص على أن المخلصين لا سبيل للشيطان إليهم مضافا إلى ما أثنى الله عليه في هذه السورة.
ويقول: والإخلاص لله لا يستوجب ترك التوسل بالأسباب فإن ذلك من أعظم الجهل لكونه طمعا فيما لا مطمع فيه بل إنما يوجب ترك الثقة بها و الاعتماد عليها و ليس في قوله: "اذكرني عند ربك" ما يشعر بذلك البتة.
والخلاصة: ان طلبه من الذي ظن انه ناج وهو ساقي الملك ان يذكره عند ربه أي الملك لا يضر بإخلاصه عليه السلام لله، كونه توسلاً بالأسباب الطبيعية وهو مأمور به، والممنوع هو الاعتماد على هذه الاسباب أي الاعتقاد بكفايتها عن الله تبارك وتعالى وقوله (اذكرني عند ربك) لا يدل على ان عليه السلام قد اعتمد على هذا السبب ورأى كفايته عن الله!!
هل في طلب النبي يوسف (عليه السلام) من الملك اخراجه من السجن مخالفة وان كانت من مخالفات المقربين (حسنات الأبرار سيئات المقربين)، باعتبار انه معصوم لا يدعو غير الله سبحانه؟
ذهب البعض الى ذلك اعتماداً على ما روي عن طريق الفريقين في ذلك، فقد روى السيوطي في الدر المنثور، أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات و ابن جرير و الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو لم يقل يوسف الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله تعالى.
أقول: و رواه عن ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، و لفظه: "رحم الله يوسف لو لم يقل: اذكرني عند ربك ما لبث في السجن طول ما لبث" و روي مثله عن عكرمة و الحسن و غيرهما.
و روى ما في معناه العياشي في تفسيره، عن طربال و عن ابن أبي يعقوب و عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، و لفظ الأخير قال: "قال الله ليوسف: أ لست الذي حببتك إلى أبيك و فضلتك على الناس بالحسن؟ أ و لست الذي سقت إليك السيارة فأنقذتك و أخرجتك من الجب؟ أ و لست الذي صرفت عنك كيد النسوة؟ فما حملك على أن ترفع رعية أو تدعو مخلوقا هو دوني؟ فالبث لما قلت بضع سنين.
و مثلها ما في الدر المنثور، عن ابن مردويه عن ابن عباس قال: عثر يوسف (عليه السلام) ثلاث عثرات: قوله: "اذكرني عند ربك" و قوله لإخوته: "إنكم لسارقون" و قوله: "ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب" فقال له جبرئيل: و لا حين هممت؟ فقال: "و ما أبرىء نفسي" و في الرواية نسبة الفرية و الكذب الصريح إلى الصديق (عليه السلام).
اقول: الا ان صاحب الميزان يذهب الى ان هذه الروايات تخالف نص الكتاب فإن الله سبحانه نص على كونه (عليه السلام) من المخلصين و نص على أن المخلصين لا سبيل للشيطان إليهم مضافا إلى ما أثنى الله عليه في هذه السورة.
ويقول: والإخلاص لله لا يستوجب ترك التوسل بالأسباب فإن ذلك من أعظم الجهل لكونه طمعا فيما لا مطمع فيه بل إنما يوجب ترك الثقة بها و الاعتماد عليها و ليس في قوله: "اذكرني عند ربك" ما يشعر بذلك البتة.
والخلاصة: ان طلبه من الذي ظن انه ناج وهو ساقي الملك ان يذكره عند ربه أي الملك لا يضر بإخلاصه عليه السلام لله، كونه توسلاً بالأسباب الطبيعية وهو مأمور به، والممنوع هو الاعتماد على هذه الاسباب أي الاعتقاد بكفايتها عن الله تبارك وتعالى وقوله (اذكرني عند ربك) لا يدل على ان عليه السلام قد اعتمد على هذا السبب ورأى كفايته عن الله!!