بسم الله الرحمن الرحيم
شهر رمضان الكريم فرصة مميزة لوصل ما انقطع، وتقوية الأواصر الأسرية؛ فصلة الرحم من القيم الدينية والإنسانية
التي يجب الحفاظ عليها، فقد حَثَّ الدين على ضرورة صلة الأرحام، قال تعالى:﴿ ... وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ ... ﴾ 1
ويقول تعالى:﴿ ... اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ 2 .
وقد أوضح الإمام الصادق معنى قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ 3 من ذلك صلة الرحم 4 وقال الإمام الباقر : (صلة الأرحام تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسئ في الأجل)5 وقال الإمام الصادق : (صلة الأرحام تحسن الخلق، وتسمح الكفّ، وتطيب النفس، وتزيد في الرزق، وتنسئ في الأجل)6.
فصلة الأرحام بالإضافة إلى استحبابه له فوائد عديدة، ومن أبرزها: التلاحم الأسري والعائلي، والشعور بالراحة النفسية، وإطالة العمر، وهو ما ينعكس إيجاباً في صناعة أجواء اجتماعية متماسكة. ومن جهة أخرى تحذر التعاليم الدينية من قطيعة الأرحام، يقول تعالى:﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ 7
وورد عن رسول الله قوله: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم)8 ويعتبر الإمام علي أن قطيعة الرحم من أقبح المعاصي، إذ يقول: (أقبح المعاصي قطيعة الرحم والعقوق)9 والإمام الصادق يحذر من الحالقة، إذ يقول : (اتقوا الحالقة، فإنها تميت الرجال. قلت: وما الحالقة؟ قال: قطيعة الرحم)10.
لذلك يجب على المؤمنين الالتفات إلى صلة أرحامهم، وتجاوز ما قد يحدث أحياناً من سوء فهم يؤدي إلى القطيعة والتدابر، فشهر رمضان المبارك فرصة رائعة لصلة الأرحام، وتقوية الأواصر العائلية، وحل الخلافات بالتواصل والتزاور والانفتاح، والمبادرات الأسرية والعائلية مطلوبة خصوصاً في شهر الله، ولو بأقل ما يمكن، فدعوة على إفطار أو سحور ستزيل الكثير من أجواء الشحناء والبغضاء في حال وجود خلافات عائلية، وستقوي اللحمة العائلية في حال عدم وجود خلافات داخلية.
والمطلوب هو إحداث تغيير حقيقي في التواصل العائلي في هذا الشهر المبارك، بالمزيد من التواصل، والتزاور، والتحابب. ويجب أن لا تشغلنا همومنا وأعمالنا اليومية عن صلة أرحامنا، والرسول الأعظم يرشدنا إلى أقل ما يوصل به الرحم وهو السلام، إذ ورد عنه قوله: (صلوا أرحامكم ولو بالسلام)11 والإمام الصادق يقول: (صل رحمك ولو بشربة من ماء، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها)12. فليكن شهر رمضان الكريم شهر تقوية العلاقات الداخلية بين الأسر والعوائل؛ بما يُسهم في تنمية التواصل الأسري والعائلي، وهو تغيير مطلوب في ظل الابتعاد والتقاطع الذي بات يعاني منه المجتمع.
المصادر
1.القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 75، الصفحة: 186.
2.القران الكريم: سورة النساء (4)، من بداية السورة إلى الآية 1، الصفحة: 77.
3.القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 21، الصفحة: 252.
4. بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 32، ص 268، رقم 14.
5. الوسائل، الحر العاملي، ج 21، ص 534، رقم 3.
6. الوسائل، الحر العاملي، ج 21، ص 534، رقم 4.
7.القران الكريم: سورة محمد (47)، الآية: 22، الصفحة: 509.
8. الخصال، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 179، رقم 243.
9. ميزان الحكمة، ج 3، ص 1057، رقم 7074.
10. ميزان الحكمة، ج 3، ص 1057، رقم 7073.
11. الخصال، الشيخ الصدوق، ج 2، ص 613.
12. أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 159، رقم 9.
التي يجب الحفاظ عليها، فقد حَثَّ الدين على ضرورة صلة الأرحام، قال تعالى:﴿ ... وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ ... ﴾ 1
ويقول تعالى:﴿ ... اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ 2 .
وقد أوضح الإمام الصادق معنى قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ 3 من ذلك صلة الرحم 4 وقال الإمام الباقر : (صلة الأرحام تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسئ في الأجل)5 وقال الإمام الصادق : (صلة الأرحام تحسن الخلق، وتسمح الكفّ، وتطيب النفس، وتزيد في الرزق، وتنسئ في الأجل)6.
فصلة الأرحام بالإضافة إلى استحبابه له فوائد عديدة، ومن أبرزها: التلاحم الأسري والعائلي، والشعور بالراحة النفسية، وإطالة العمر، وهو ما ينعكس إيجاباً في صناعة أجواء اجتماعية متماسكة. ومن جهة أخرى تحذر التعاليم الدينية من قطيعة الأرحام، يقول تعالى:﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ 7
وورد عن رسول الله قوله: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم)8 ويعتبر الإمام علي أن قطيعة الرحم من أقبح المعاصي، إذ يقول: (أقبح المعاصي قطيعة الرحم والعقوق)9 والإمام الصادق يحذر من الحالقة، إذ يقول : (اتقوا الحالقة، فإنها تميت الرجال. قلت: وما الحالقة؟ قال: قطيعة الرحم)10.
لذلك يجب على المؤمنين الالتفات إلى صلة أرحامهم، وتجاوز ما قد يحدث أحياناً من سوء فهم يؤدي إلى القطيعة والتدابر، فشهر رمضان المبارك فرصة رائعة لصلة الأرحام، وتقوية الأواصر العائلية، وحل الخلافات بالتواصل والتزاور والانفتاح، والمبادرات الأسرية والعائلية مطلوبة خصوصاً في شهر الله، ولو بأقل ما يمكن، فدعوة على إفطار أو سحور ستزيل الكثير من أجواء الشحناء والبغضاء في حال وجود خلافات عائلية، وستقوي اللحمة العائلية في حال عدم وجود خلافات داخلية.
والمطلوب هو إحداث تغيير حقيقي في التواصل العائلي في هذا الشهر المبارك، بالمزيد من التواصل، والتزاور، والتحابب. ويجب أن لا تشغلنا همومنا وأعمالنا اليومية عن صلة أرحامنا، والرسول الأعظم يرشدنا إلى أقل ما يوصل به الرحم وهو السلام، إذ ورد عنه قوله: (صلوا أرحامكم ولو بالسلام)11 والإمام الصادق يقول: (صل رحمك ولو بشربة من ماء، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها)12. فليكن شهر رمضان الكريم شهر تقوية العلاقات الداخلية بين الأسر والعوائل؛ بما يُسهم في تنمية التواصل الأسري والعائلي، وهو تغيير مطلوب في ظل الابتعاد والتقاطع الذي بات يعاني منه المجتمع.
المصادر
1.القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 75، الصفحة: 186.
2.القران الكريم: سورة النساء (4)، من بداية السورة إلى الآية 1، الصفحة: 77.
3.القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 21، الصفحة: 252.
4. بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 32، ص 268، رقم 14.
5. الوسائل، الحر العاملي، ج 21، ص 534، رقم 3.
6. الوسائل، الحر العاملي، ج 21، ص 534، رقم 4.
7.القران الكريم: سورة محمد (47)، الآية: 22، الصفحة: 509.
8. الخصال، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 179، رقم 243.
9. ميزان الحكمة، ج 3، ص 1057، رقم 7074.
10. ميزان الحكمة، ج 3، ص 1057، رقم 7073.
11. الخصال، الشيخ الصدوق، ج 2، ص 613.
12. أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 159، رقم 9.